هل سيقتدي لخليع بمسؤولي القطارات في الدول التي تحترم نفسها؟
عرف العالم في الآونة الأخيرة مجموعة من الحوادث الخطيرة على الطرق الحديدية، حوادث خلفت العديد من الجرحى والقتلى كما تسببت في خلق تشوهات للعديد من ركبي قطارات العالم، آخر هذه الحوادث ذاك الذي شهده المغرب يوم الثلاثاء 16 أكتوبر حيث انقلب القطار المنطلق من الرباط في اتجاه القنيطرة مخلفا أزيد من 125 مصاب وعشر قتلى.
لكن الفرق بين حادث انقلاب القطار في المغرب وباقي دول العالم، هي تلك الردود التي خلفتها هذه الحوادث، سواء من طرف تفاعل كبار المسؤولين مع الحادث، أو من خلال تفاعل المغاربة مع هذه الفاجعة التي أربكت حسابات مستقلي القطار.
فمن بين الحوادث التي عرفها العالم نجد انقلاب حافلة سياحية أوقع 6 قتلى بلغاريا في غشت الماضي، قدم على إثرها وزراء الأشغال العامة والنقل والداخلية في بلغاريا استقالاتهم بشكل جماعي، كما أنه في غشت من سنة 2012 عرفت مصر حادث تصادم قطارين بمحافظة الإسكندرية أودى بحياة أكثر من 40 راكبا مما عجل باستقالة رئيس هيئة السكة الحديدية مع إعلانه تحمل كافة المسؤولية في الحادث.
كما أن وزير النقل الارجنتيني قدم استقالته في مارس 2012، بعد حادثة القطار الذي أودى بحياة 51 قتيل، هذا بالإضافة الى استقالة وزير النقل المصري بعد مصرع 47 طفلاً في حادثة اصطدام قطار وقعت بمدينة أسيوط في في نونبر 2013.
لكن بالعودة للحادث المأساوي الذي وقع يوم الثلاثاء 17 أكتوبر، نجد المسؤولين المغاربة رفضوا حتى الإدلاء بتصريحات للمنابر الإعلامية الوطنية، كما أن الكل يتملص من المسؤولين، دون أن يتجرأ أي واحد منهم الى الإعلان عن الخلل الرئيسي الذي خلف هذه الفاجعة وتحمله للمسؤولية في وقوع هذا الحادث.
المغاربة طالبوا من محمد ربيع الخليع المدير العام للمكتب الوطني لسكك الحديدة أن يقدم استقالاته وأن يقتدي بسابقيه ممن تحملوا مسؤوليتهم عن الحوادث التي وقعت في بلدانهم، فهل لمحمد ربيع الخليع الجرأة الكافية التي تجعله يقدم استقالتهم من منصبه وتحمل المسؤولية وقوع الفاجعة؟ أم أن الخليع سيتشبث بمنصبه وبالامتيازات المخولة له بعيد عن تطبيق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة؟
لو أن هذا المسؤول تحلى بالشجاعة وقدم استقالته أعدك أن الحدث لن يبقى محليا بل سيتعداه إلى العالمية ولم لا الدخول إلى موسوعة غنيس