2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الأمير هشام: أستبعد وجود هيئات قادرة على عزل بن سلمان

قال الأمير هشام العلوي، إبن عم الملك محمد السادس، إن “هناك تعاون بين إدارة ترامب والعربية السعودية في محاولة انقاذ ولي العهد محمد بن سلمان من مسؤوليته في هذا الملف، لكن هذه العملية صعبة بحكم أن عملية الاغتيال معقدة لأنها جرت في تمثيلية دبلوماسية وتطلبت لوجستيكا ضخما شمل طائرات وفرق متعددة منها الفريق المنفذ للجريمة وتوظيف وزارة الخارجية. وعليه، لا يمكن لكل هذا أن يحدث ويتم بدون ضوء أخضر واضح من أعلى هرم السلطة. ويبقى الأساسي هو رفض الأتراك وامتناعهم الدخول في استراتيجية ترامبألسعودية، ويعملون بذكاء على تقويض أي رواية أمريكية، سعودية تتستر على ما جرى من خلال تسريب ممنهج للمعطيات حول الجريمة”.
وأضاف الأمير هشام، في حوار له مع يومية “القدس العربي” أن “هناك كذلك التوتر العالي داخل العائلة الملكية السعودية وباقي المؤسسات لأن ولي العهد بن سلمان خرق كل القوانين المكتوبة والأعراف والتقاليد المعمول بها ، فبعد المغامرات السابقة من حصار قطر وقضية “ريتز كارلتون”، الآن تواجه السعودية جريمة بشعة فيها تقطيع أطراف مواطن مسالم وهو تصرف يخالف الدين الإسلامي والتقاليد المعمول بها وسط المجتمع السعودي. هذه الجريمة خلقت الرعب داخل البلاد، وأصبح الجميع متخوف من مصير مماثل”.
وتابع الأمير الباحث في جامعة هارفارد الأمريكية: “كما أن الخروج من هذه الأزمة بسلام قد يشجع على مغامرات أكبر، في العمق نحن أمام معضلة هيكلية جديدة في صنع القرار في السعودية وفي كيفية تنفيذه”، وزاد “أنا متأكد أن الملك سلمان لم يكن على علم بكل معطيات الملف، واطلع عليها بعد زيارة الأمير خالد الفيصل الى تركيا ولقاءه بالرئيس طيب رجب أردوغان، وزاد وعيا بخطورة الوضع عندما زاره وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووضعه أمام الأمر الواقع”.
وأردف المتحدث، أنه “شخصيا أستبعد وجود هيئات داخل السعودية يمكنها عزل محمد بن سلمان لأنه جرى القضاء على استقلالية القرار سواء في الجيش وجهاز الدولة عامة بينما هيئة البيعة لم يعد لها أي وزن منذ عهد الملك الراحل عبد الله”. ولعل من ضمن الأمثلة حول هشاشة هيئة البيعة هو أن الأمير خالد بن طلال الذي كان يمثل والده طلال في هيئة البيعة يوجد معتقلا منذ ستة أشهر بأمر من ولي العهد بينما أعضاء آخرون يفضلون الانسحاب والصمت.
ويرى الأمير العلوي أن “العلاقات الاجتماعية والثقة بين الأمراء لقد تراجعت، حيث لم تبق حتى فضاأت للتواصل كما كان في الماضي، وقد أقدم محمد بن سلمان على تفتيت النموذج القديم الذي كانت تقوم عليه هذه العلاقات، لكنه لم ينجح في تقديم نموذج بديل واقعي ومقنع حتى الآن”.
وأضاف الأمير: “وعليه القرار الأول والأخير يبقى في يد الملك سلمان لوحده. وأرجح محاولة الملك التخفيف من التوتر لخلق أجواء من الطمأنينة بخلق مراكز قوى مضادة وآليات للتوازن، لكن الوقت مر على مثل هذه التسويات، فلا ننسى أن الوصول الى الوضع الحالي هو نتاج التسويات الشكلية التي حدثت في الماضي”.
تعليق وتحليل ينم عن فهم عميق لما يدور ودراية ناذرة فالامير هشام مطلع على الاحداث ويقدمها للقارء بارك الله تعالى فيه