لماذا وإلى أين ؟

انتفاضة الساعة آتية لا ريب فيها يا العثماني

اندلعت منذ يومين احتجاجات تلاميذية غير مسبوقة، ضد إقرار الحكومة المغربية للتوقيت الصيفي على طول السنة، وهو الأمر الذي ولّد شعورا بالغبن والسخط لدى فئات عريضة من المغاربة الذين اعتبروا أن هذا القرار مخالف لإرادتهم.

لكن عندما يصل الأمر إلى قطاع التعليم فإن الأمر مغاير تماما، لأن ذلك مرتبط أساسا بأجيال من أبناء هذا الوطن الذين قد يؤثر عليهم هذا القرار في حياتهم الدراسية وبالتالي على مستوى التحصيل العلمي والمعرفي في المستقبل القريب والبعيد.

إن الحكومة بمواصلة تعنتها، ورفضها الخضوع لمطالب الشعب المغربي، إنما تزيد صب الزيت على نار الغضب المتأجج في نفوس المغاربة، بين كل لحظة وحين، بسبب القرارات التي تعبر لا شعبية في حق المواطنين، ومن بينها موضوع الساعة الإضافية.

فإذا استمرت “انتفاضة الساعة”، التي أطلقها التلاميذ في مختلف مناطق المغرب، لأسبوع فإننا سنصبح أمام حالة من الاحتقان الشعبي الذي يجب على الحكومة أن تتدخل لتضع له حدا، قبل أن يتفاقم الوضع وتضيع ساعات بل أيام من الحصص الدراسية خلال هذا الموسم الشيء الذي سيؤثر على الدراسة بشكل عام في آخر السنة.

لكن، إذا كانت وزارة التربية الوطنية، خاصة والحكومة عموما، قد بخست هذه الإحتجاجات واعتبرتها معزولة وعادية جدا، فإن هذا الإستخفاف من شأنه أيضا أن يزيد من هيجان التلاميذ وآبائهم في مختلف مناطق المغرب، الشيء الذي قد يخرج عن السيطرة ويمتد أيضا إلى الأساتذة وباقي موظفي الوزارة، لأن هناك ارتباطا وثيقا بين هؤلاء الفرقاء.

يا رئيس الحكومة، “إن انتفاضة الساعة آتية لا ريب فيها”، وإن رقعتها في توسع يوما بعد يوم، وكل تجاهل لهذا الغضب فلن تحصد منه سوى الويلات ومزيدا من الإحتقان الشعبي فضلا عن انهيار شعبيتك -إن وُجِدت أصلا- مما سيجعل مننصبك على المِحك.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
حسين عمري
المعلق(ة)
9 نوفمبر 2018 01:59

الغريب في امر العثماني استماتته ودفاعه عن قرار ،صرح وزيره في الادارة انه قرار سيادي. عوض الاصطفاف مع الشعب وقف ضده…نسي ان من اوصله لمنصب رئيس حكومة هو الشعب باصواته. الا من يدافع عنه. انه العبث. في زمان العبث في وطن العبث.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x