أعبو: انتفاضة الساعة غير مبررة وتوقيت غرينيتش مُضر بالتلاميذ (حوار)

في خضم الإحتجاجات التي يخوضها تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمغرب، ضد قرار الحكومة القاضي بالعمل بالتوقيت الصيفي طيلة السنة، وضد التوقيت المدرسي الجديد وما خلف من متاعب للتلاميذ، إستضافت “اَشكاين” الأستاذ حسن أعبو، رئيس الفدرالية الوطنية المغربية لجمعيات ٱباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالمغرب، وذلك لتسليط الضوء على هذه الإحتجاجات، والبحث في موقف الٱباء وأولياء الأمور من “إنتفاضة الساعة”.

في ما يلي نص الحوار:

مرحبا بكم استاذ أعبو في ركن ضيف السبت… أولا، ما موقفكم كفيدرالية من إحتجاجات التلاميذ؟

في البداية أود أن أشكر موقع “اَشكاين” على الإستضافة الكريمة، بالنسبة لموقفنا من إحتجاجات التلاميذ، فنحن بالفدرالية الوطنية المغربية لجمعيات أباء وأولياء التلاميذ، نعتبرها إحتجاجات غير مبررة، لأن التوقيت الجديد يوافق 95 في المائة من التلاميذ.

من خلال تتبعنا لاحتجاجات التلاميذ يتبين أن هناك مغالطتين في فهم القرار الوزاري لدى التلاميذ. المغالطة الأولى هي أن التوقيت المعتمد هو من التاسعة صباحا إلى الواحدة زوالا في الفترة الصباحية، ثم من الثانية زوالا إلى السادسة مساء، في حين أن هذا التوقيت لم يعد معمولا به، وتم تغييره بموجب قرار وزاري صادر عن وزير التعليم يوم الجمعة 9 نونبر الجاري.

أما فيما يخص المغالطة الثانية فتتمثل في أن التلاميذ يدعون أن التوقيت الجديد الذي أعلنت عنه الوزارة، يضرب عمق الزمن المدرسي، في حين إذا راجعنا إستعمال الزمن للتلاميذ فسنجده يحترم الزمن المدرسي بشكل دقيق.

نحن لسنا ضد الإحتجاج، لكن ضد تحريض التلاميذ على الإحتجاج لأسباب واهية، فإن كان التلاميذ قد لحق بهم أضرار فسنكون أول من سيحتج، وسندافع عن المطالب المادية والمعنوية للتلاميذ. فعليهم أن يعلموا أن توقيت غرينتش الذي يطالبون به أكثر إضرارا من التوقيت الحالي.

إن التوقيت الحالي المعتمد مكسب للتلاميذ يجب أن يدافعوا عنه، وذلك للأسباب التالية:

أولا : التلاميذ يلتحقون بمدارسهم بعد شروق الشمس، ثم ينسحبون منها قبل غروب الشمس، عكس توقيت غرينتش العادي الذي يحل فيه الظلام في فصل الشتاء في متم الساعة الخامسة والنصف.

ثانيا: لم يتم المساس بالزمن المدرسي للتلميذ.

ثالثا: الحفاظ على الساعتين الفاصلتين بين الفترة الصباحية والفترة المسائية.

إننا في الفدرالية الوطنية المغربية، ومن خلال ما ذكرته لم نسجل أية سلبيات لهذا التوقيت، الذي يقر بالدخول في الساعة الثامنة والنصف والخروج في الساعة الثانية عشر والنصف بالنسبة للفترة الصباحية، والدخول من الساعة الثانية والنصف ثم الخروج على الساعة السادسة والنصف بالنسبة للفترة المسائية.

إذا كان التوقيت الجديد بكل هذه الإيجابيات فمن يدفع بالتلاميذ للإحتجاج ؟

نحن بدورنا نتساءل، من يحرك هؤلاء التلاميذ بهذه المغالطات؟ فكما قلت في السابق وأعيد التأكيد، على أننا نستنكر أي إستعمال أو إستغلال للتلميذ في ما هو بعيد عن الأمور التربوية.

نحن كنا دائما نرفض إستغلال التلميذ بأي شكل من الأشكال، فالتعامل معه خارج الدائرة التربوية، يعتبر خرقا سافرا لحق التلميذ في التربية، وهؤلاء الذين يتحكمون في إرادة التلاميذ اليوم، يعلمون علم اليقين مدى أهمية التلميذ، وخطورة الإحتجاجات التي تقودها هذه الفئة.

لإحتواء هذه الإحتجاجات، هل ستقترحون توقيتا جديدا على الوزارة؟ أم أن هناك إجراءات أخرى للتعامل مع ما أصبح يسمى بإنتفاضة الساعة؟

إن التوقيت الجديد الذي أعلنت عنه وزارة التعليم يوم الجمعة 9 نونبر، جعل من مجموعة من التلاميذ يتراجعون إلى الوراء، حيث تم إحتواء العديد من الإحتجاجات، خصوصا أن الوزارة تركت مسألة التوقيت للتباحث بين الأكاديميات وجمعيات الأباء وأولياء التلاميذ بالإضافة إلى ضرورة حضور والي الجهة، من أجل الإتفاق على توقيت يناسب الجميع.

ولا أعتقد أن الأمور ستتطور أكثر مما هو كائن حاليا، لأن الإحتجاجات لا توجد في جميع المناطق المغربية، كما أن الٱباء ضد هذه الإحتجاجات، وأظن أن التوقيت الجديد يناسب الجميع، فيوم الإثنين سيلتحق الكل بالمدارس من أجل إستئناف الدراسة بشكل عادي، كما أن الأباء ضد هذه الإحتجاجات وهو ما عبر عنه الكثير منهم في منابر إعلامية أو على مواقع التواصل الاجتماعي.