لماذا وإلى أين ؟

ذبح سائحتي مراكش.. هل هي جريمة عادية حتى تستنفر مسؤولين أجانب؟

حظيت جريمة ذبح سائحتين أجنبيتين بمنطقة “شمهاروش” بدائرة إمليل بإقليم الحوز، قرب مراكش، (حظيت) بتفاعل كبير وطنيا ودوليا، خاصة من طرف الإعلام الدنماركي والنرويجي، الذين تطرقا بشكل واسع إلى حادث الجريمة الفظيعة.

الاهتمام بالجريمة التي لا يختلف اثنان على استنكارها، لم يقتصر على الإعلام الدولي وفقط، بل تجاوزه إلى اهتمام رسمي من طرف مسؤولين حكوميين وأمنيين بكل من الدنمارك والنرويج، البلدان اللذان تنتمي إليهما الضحيتان.

فحسب ما تداوله الإعلام الدنماركي، فإن كل من وزيرا خارجية وداخلية البلدين المذكورين بالإضافة إلى وفد أمني رفيع حلوا بالمنطقة التي عرفت إرتكاب هذه الجريمة التي مازالت أسبابها ودوافعها مجهولة، مما يطرح السؤال حول طبيعة الجريمة التي استدعت استنفار كل هؤلاء المسؤولين على وجه السرعة إلى المغرب؟”

طبيعة الجريمة؟

لم تكشف المصالح الأمنية المغربية رسميا عن الكيفية التي تم بها ارتكاب الجريمة المشار إليها، واكتفت بالقول في بلاغ رسمي للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، إنه ” تم العثور على جثتي سائحتين أجنبيتين بمنطقة “شمهاروش” بدائرة إمليل بإقليم الحوز”، وأن “المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بتعاون وتنسيق وثيقين مع مصالح الدرك الملكي والأمن الوطني، تمكن صباح اليوم الثلاثاء، من توقيف شخص يشتبه في تورطه في ارتكاب هذه الجريمة”.

بمقابل الرواية الرسمية، تداولت مصادر إعلامية روايات مختلفة حول دوافع الجريمة؛ لكنها كادت أن تجتمع حول كيفية ارتكابها، فكل المنابر التي تطرقت للموضوع تحدثت عن كون “مرتكبي هذه الجريمة عمدوا إلى قطع رأس السائحتين ووضعوهما على صخرة قرب الخيمة التي كانتا تقيمان بها”، دون أي تأكيد رسمي لهذه المعطيات.

دوافع الجريمة؟

مرة أخرى لم تكشف المصادر الرسمية المغربية عن أية معطيات حول الدوافع التي جعلت الجناة يرتكبون جريمتهم، وهل تمت بغرض السرقة أم تمت خلال مقاومة الضحيتين لعملية اغتصاب أم هناك دوافع أخرى غير معروفة؟

لكن كيفية تنفيذ هذه الجرمية، حسب ما تم تداوله إعلاميا، وإن صحت، فتؤشر على أن دوافعها ليس هو السرقة أو الاغتصاب، فمن ينوي السرقة لن يقطع رأس من سيسرقه، حتى وإن أقدم على قتله، وكذلك الجريمة الناتجة عن محاولة اغتصاب.

وفي هذا الصدد قال الخبير الأمني محمد أكضيض، في تصريح سابق لـ”آشكاين”، “إن الطريقة التي تم بها بتر الرأسين عن الجسدين ووضعهما فوق حجرة، يوحي بأنها جريمة إرهابية، “لكن لا يمكن أن نستبق الأحداث لأن الأبحاث لازالت جارية من قبل الأمن، لهذا وجب التريث”، حسب تعبيره.

فماذا يمكن أن تكون الدوافع؟

لا نرغب في استباق الأمور وطرح فرضيات حول طبيعة وأهداف الجريمة قد تكون ممكنة أو مستبعدة، لكن الغموض الحاصل حول الموضوع، وعدم تقديم المصالح الرسمية والأمنية لمعلومات كافية حول طبيعة الجريمة، يترك باب التأويلات مفتوحا وهو أمر لن يخدم مصلحة السياحة المغربية، أحد أهم روافد العملة الصعبة لخزينة الدولة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
بوشتى ظريف
المعلق(ة)
19 ديسمبر 2018 23:39

روافد وليس روافض

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x