لماذا وإلى أين ؟

منديب: ذبح لويزا ومارين عملية معزولة لا علاقة لها بالدين (حوار)

تباينت التحليللات حول قضية ذبح لويزا ومارين، السائحتين الإسكندنافيتين، إذ أن كل تناولها من زاوية اختصاصه العلمي و الأكاديمي و المهني، لكن هؤلاء أجمعوا على أن هذه الجريمة نكراء و بشعة ومدانة مجتمعياً.

وإدانة هذه الجريمة التي هزت الرأي العام الوطني و الدولي، تجسدت من خلال مواساة كل أطياف الشعب المغربي لسفيري البلدين بالرباط، وكذا الوقفات التضامنية والرمزية بالشموع بمختلف ربوع المملكة.

ومعلوم أن “آشكاين”، تتبعت خبر ذبح لويزا ومارين، منذ اللحظات الأولى، لهذا قاربت الموضوع من زوايا مختلفة، حيث ربطت الاتصال بخبراء أمنيين ومفكرين وعلماء دين من أجل معرفة خبايا ودوافع المتشددين الذين قاموا هذا الجرم.

ولكي تكتمل سلسلة متابعتها كان لابد من حلقة تربط  كل هذه التحليلات، وهذه الحلقة كانت اجتماعية، إذ ارتأت “آشكاين”، أن تحاور عبد الغني منديب، أستاذ علم الإجتماع، والباحث في الجماعات الإسلامية، من أجل معرفة تحليل السوسيولوجيا لهذه الجريمة النكراء.

ماقراءتكم العملية لهذه الجريمة النكراء التي هزت الرأي العام وأدانها المغاربة؟

أولا، لا يجب أن نعمم، لأن هذه الحالة أو الجريمة تبقى معزولة ولا تعكس أخلاق أهل المنطقة ولا أخلاق المغاربة عامة الذين يمتازون بتسامحهم وكرمهم على امتداد التاريخ.

ومعلوم أن كل الحركات المتشددة تولد العنف، وهذا نابع من الإيديولوجيات العنصرية التي تشجب الآخر المختلف عنها، وأشير إلى أن الحركات المتطرفة وإن بدأت بدون عنف فإنها تتطور لتصبح عنيفة فيما بعد، ذلك لأن العنف هو ميزة لصيقة بكل الإيديولوجيات المتشددة.

وما وقع بالحوز يعكس لنا هذا التشدد، إن نلمس أن هؤلاء الإرهابيين، تشبعوا بهذا الفكر وارتكبوا هذا الجرم تعبيراً عن قناعات مريضة ومتطرفة، و يجب أن نضع نصب أعيننا أن هذه الحالة تبقى معزولة لا تعكس أخلاق المجتمع المغربي كما أشرت سابقاً.

في نظركم كيف يجد الفكر المتطرف التربة الخصبة التي ينمو فيها داخل مجتمع ما ؟

أرى أنه في كل تنشئة اجتماعية مهما كانت لابد هناك من بعض العناصر التي تكون هشة حيث يمكن أن تقع ضحية هذه الإيديولوجيات المتشددة، و المغرب كباقي دول العالم يعيش في عصر العولمة وأمامه كل التأثيرات الخارجية، بحيث ممكن لبعض الأشخاص أن يجدوا ضالتهم في هذه الإيديولوجيات (المتشددة).

لكننا نؤكد على أن الحالات المتشددة بالمغرب تبقى معزولة، صحيح أن الحدث كان كبيراً وصادماً لكل الأسوياء من كل الأديان و الحساسيات السياسية سواء داخل المغرب أو خارجه. وأضيف أن ما وقع هو نتيجة لفشل التنشئة الاجتماعية لهؤلاء الإرهابيين.

وما وقع بإمليل يمكن أن يقع في جميع بلدان العالم، بحيث إن الحالات المتطرفة و العنيفة موجودة في كل مكان.

هل ساعد التطور التكنولوجي في “البروباكندا” الإعلامية للمتطرفين ؟

هذا صحيح، لأننا نعيش في عصر الصورة، لهذا فإمكانية تصوير المشاهد ونقلها عبر الوسائط الاجتماعية في وقت وجيز من حدوثها أعطى لمثل هذه الأحداث المؤسفة إمكانية الانتشار وخلق نوع من الأثر السلبي لدى مرتادي هذه الوسائط.

هل الدين له علاقة بما وقع بتوبقال ؟

لا أرى أن هناك علاقة للدين بما وقع، لأن هؤلاء الناس هم متشددون أساساً، ومتطرفون أرادوا إلصاق جريمتهم (عملية الذبح) بالدين، ولو لم يكن الدين لتبنوا إيديولوجية أخرى متطرفة، لأن هناك أشخاص تكون لهم قابلية الاعتداء على الآخرين وممارسة العنف عليهم، لهذا فهم يبحثون عن أي إيديولوجية تدفعهم إلى ذلك.

وفعل قتل “لويزا ومارين”، من طرف هؤلاء المتشددين لا علاقة له بأي دين من الأديان الكبيرة.

ما الوسائل الكفيلة بمحاربة التطرف ؟

هناك الوسيلة أو المقاربة الأمنية التي تبقى هامة وأساسية، وإلى جانبها يجب أن تكون هناك حملات توعية في دور الشباب و من قبل الجمعيات، وذلك من أجل إعادة صياغة ثقافة التسامح ونشرها عبر كل القنوات التي تمتلكها مؤسسات مثل وزارة التربية الوطنية ووزارة الثقافة ووزراة الشبيبة و الرياضة، لمحاولة محاصرة الأفكار المتشددة ودعم ثقافة قبول الآخر و التسامح داخل المجتمع المغربي.

وجدير بالذكر أن الجهود الأمنية لازالت تقتفي أثر كل المتورطين في جريمة ذبح لويزا ومارين، بجبل توبقال من طرف المتشددين، إذ تم أمس الجمعة إلقاء القبض على تسعة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بالأربعة الذين تم إلقاء القبض عليهم يوم الثلاثاء الماضي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
کامل راسل
المعلق(ة)
23 ديسمبر 2018 23:10

لا أرى أن هناك علاقة للدين بما وقع، !!!!
هکدا قالو عن داعش ایضا
و ما عمل داعش من جڕیمە وحشیە کالذبح و النحر و الابادە و اخذ السبایا و الا بررە بایە قرئانیە
اذن الداعش الحقیقی، الداعش الفکری العروبی الانتهازی هو الذی ینکر بان النحر من الاسلام و المتوحشون یولدون من رحم التطرف الاسلامی

عبد الله
المعلق(ة)
23 ديسمبر 2018 10:28

باسم الله الرحمان الرحيم،
لتدقيق ،
وجب علينا التفكير مليا ، و ربط هذه الفاجعة بمرتكبيها ، وبالوسط الذي ترعرع فيه هاؤلاء الجناة ، بتحليل موضعي يربط التطرف بشتا ألوانه و تجلياته بشكل مباشر بالجهل و الا وعي ، هذا الأخير ، الذي بدوره يبحث لنفسه بالل وعي الباطني ، عن غطاء الا وهو ( الإرهاب و التطرف ).
فوجب علينا كمجتمع مدني نبد و مواجهة خطابات التطرف في حواراتنا البسيطة اليومية مع الأشخاص.
و على الدولة كنظام قائم بداته ، تطوير الفلسفة الأمنية لتندمج مع كل القطاعات الحيوية ( مثال : شرطة سياحية تقوم بدوريات مراقبة و تتبع للسياح مند دخولهم أرض الوطن حتى زمن مغادرتهم ، مثال 2: شرطة تقنية تتبع جودة الأشغال العمومية و تسهر على عدم تبدير المال العام…..)
ختاما أحيي كل الفاعلين ، بمختلف مواقعهم ، على نبدهم لهذا العمل الإجرامي.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x