لماذا وإلى أين ؟

مثير.. إطار دولة ينتهي به المطاف متشردا في شوارع القصر الكبير

عمر الحدي

من المؤسف جدا أن نجد مثل هذه الحالات التي تعتبر نادرة في مجتمعنا المغربي تعيش التشرد في الشارع، فحالة هذا الشخص الذي رمت به الأقدار بمدينة القصر الكبير قادما إليها من مدينة طنجة أثرت في مشاعر من شاهدوه. فمهما كانت ظروفه الاجتماعية والصحية القاسية التي أوصلته لهذه الحالة المزرية، لا يمكن لأحد في مجتمعنا الذي يحتضن الجميع أن يقبل بهذا الأمر بتاتا وخاصة خلال هذه الظروف المناخية الصعبة.

وخلال مرافقتنا لمجموعة من المتطوعين من أبناء المدينة (القصر الكبير) الذين ارتأوا أن يقدموا خدمات إنسانية جليلة للأشخاص المتشردين الذين يعيشون بمختلف شوارع القصر الكبير وضعا أقل ما يقال عنه أنه مقزز. وخلال عملنا الإنساني صادفنا هذا الشخص متكئا بباب المحطة الطرقية على الأرض في حالة مزرية ترتعش أسنانه من شدة البرد بعدما أسدل الليل ستاره وانخفضت حرارته لأقصى درجة دون مأوى أو غطاء يقيه من زمهرير البرد القارص.

ما إن اقتربنا منه من أجل الاستفسار عن حالته و تقديم بعض الطعام له، حتى تفاجئنا وأخرست ألسنتنا عن الكلام، بسبب مستواه العالي، وزاده العلمي والفكري والأدبي، وزادت المفاجئة و الانبهار بعدما علمنا أنه كان يشتغل أستاذا جامعيا ومدرسا للآداب الإنجليزي، حيث احترمنا وقدرنا إسهاماته الأكاديمية ومساره المهني و العلمي والمعرفي كإطار دولة ودكتور، ما جعل مشاعرنا تتأثر من خلال حديثنا معه.

هذه الحالة استأثرتنا واستأثرت نفوس جميع المتطوعين الذين وقفوا حائرين مذعورين مصدومين من هول ما سمعوا متأسفين على حالته التي لم يسمعوا عنها من قبل، وكان شخص آخر يرقد بجانبه قال إنه ينحدر من جماعة سوق الطلبة ( دوار العظومة ) متزوج بحيث لا تعلم الأسباب التي دفعت به للشارع إلا أنه من الراجح قد تكون المشاكل الاجتماعية من الأسباب التي أقصته خارج البيت بعدما أسر لنا أن أسرته التي لازالت تقطن في ذات القرية.

هذه الحالة المزرية والمأساوية التي يعيش على وقعها هذا الإطار الذي قدم خدمات معرفية وتربوية لا حصر لها لأبناء الشعب المغربي والذي انتهى به المطاف متشردا بالشارع يجب الوقوف عليها، فهي تسائلنا جميعا منتخبين ورجال السلطة وفاعلين جمعويين ومدنيين ومحسنين لكي نقديم له يد العون والمساعدة من أجل إنقاذ حالته من بؤس الشارع وإدماجه بإحدى دور الرعاية الاجتماعية تكريما له على مكانته الاعتبارية ومساره المهني والعلمي … فهل من متدخل ؟؟؟.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
الحاج فوزي
المعلق(ة)
29 ديسمبر 2018 06:13

المرجو ان أمكن سنستقبله بمركز لرعاية المسنين بالدار البيضاء .عين السبع

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x