لماذا وإلى أين ؟

جديد قضية حامي الدين..أكثر من شاهد في القضية

ذ. محمد السعيدي

في قضية حامي الدين، يتحدث الجميع عن الشاهد الخمار الحديوي، الذي كان يرافق الهالك محمد بنعيسى أيت الجيد على متن سيارة أجرة صغيرة خلال عملية إزهاق روحه، وذلك باعتباره الشاهد الوحيد والرئيسي في هذه القضية التي شدت إليها اهتمام الرأي العام الوطني.

فدفاع عائلة الضحية، يتشبث بالأقوال الجديدة للشاهد الخمار الحديوي التي يقول فيها أن المتهم عبد العالي حامي الدين هو من داس بأخمص قدميه على رأس الهالك لثنيه عن الحركة، فاسحا المجال أمام دعاة الغلو في الجامعة وقتها لإزهاق روحه بواسطة حجرة ممن تستعمل في ترصيف الشوارع وقارعة الطريق.

أما دفاع المتهم فيدفع بسبقية البت وبقوة الشيء المقضي به كوسائل مانعة تحول دون إعادة تجديد محاكمة عبد العالي حامي الدين، ويدفع أيضا بالتجريح في شهادة الخمار الحديوي بدعوى أنه لم يدل بهذه الإفادات الجديدة إلا في سنة 2015، كما زعم بأن هذه الشهادة يتسرب إليها الشك والتضارب ويجعلها في منزلة “إفادة متهم على متهم” وهي مسألة يدعون أنها غير مقبولة قانونا.

وسرعان ما سوف تدحض محكمة النقض هذا الزعم الأخير لدفاع المتهم عبد العالي حامي الدين، مقررة بأن الإفادات التي تلزم المحكمة هي التي صرح بها الشاهد أمام هيئة الحكم وبعد أداء اليمين القانونية، وأنها ما دونها من إفادات وتصريحات تم تقديمها أمام الضابطة القضائية فهي لا ترقى إلى مرتبة الشهادة، ولا يمكن استبعاد أقوال الشاهد بدعوى تناقض تصريحاته بين محضر الشرطة القضائية وشهادته أمام هيئة المحكمة.

لكن المفاجأة الكبيرة التي شهدها هذا الملف، والتي ينبغي البحث عنها مليا في ثنايا القضية وتفاصيلها الدقيقة، هي أن هناك شهودا آخرين يمكن التعويل على إفاداتهم بقدر التعويل على إفادة الخمار الحديوي في تنوير العدالة! فالمتهم عبد العالي حامي الدين ادعى خلال محاكمته أنه كان ساعة الحادث مرابطا بخزانة الجامعة للتحضير للامتحان، قبل أن يصاب بحجز طائش عندما حاول التوجه إلى باب الكلية، مستطردا بأن الأستاذ محمد(ع) هو من خفره إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، وهناك أوقفته الشرطة القضائية على ذمة البحث.

لكن ماذا قال الأستاذ الذي تكلف بنقل عبد العالي حامي الدين أمام هيئة المحكمة؟ أكد أنه انتهى من الدرس حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال وغادر مقر الجامعة، وعند وصوله إلى مكان قريب من مصنع كوكاكولا استوقفه عدد كبير من الطلبة وكان من بينهم عبد العالي حامي الدين المصاب، والذي يعرفه ويعرف والده، فقام بنقله إلى المستشفى بناءا على استعطاف منه ومن باقي الطلبة، وذلك بالنظر إلى حالته التي وصفها بأنها “يرثى لها”.

وقد يتساءل سائل ما الجديد في هذه الشهادة؟ الجديد فيها هو أن المتهم ودفاعه نفيا بشكل قاطع مشاركة عبد العالي حامي الدين في الشجار الذي أفضى إلى إزهاق روح الفقيد أيت الجيد، بحيث ظل المتهم يقول أنه أصيب عند باب الكلية، بينما يتشبث دفاعه بأن موكله لم يكن بمسرح الجريمة، بيد أن الشاهد محمد (ع)، الأستاذ، يقول أنه نقل المتهم من مسرح الجريمة، الذي تُجمع كل التصريحات على أنه ممر قريب من شارع ابن الهيثم المحاذي لمصنع كوكاكولا.

وبإعمال المسح الجغرافي والتمشيط المكاني، يظهر أن مصنع كوكاكولا حيث قتل الضحية محمد بنعيسى أيت الجيد يبعد بحوالي 1000 متر تقريبا من مقر الجامعة من جهة الحي الجامعي، مع استحضار جغرافية السياق التاريخي لسنة 1993، وهو ما يدحض جميع تصريحات المتهم عبد العالي حامي الدين وهيئة دفاعه، ويؤكد في المقابل أنه كان حاضرا بمسرح الجريمة الذي وقعت فيه عملية القتل العمد بصورة بشعة وبطريقة تخلو من كل نبرة إنسانية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x