لماذا وإلى أين ؟

أنوزلا: التشهير بماء العينين سلاح الجبناء

آشكاين/ خالد التادلاوي

قال الصحافي علي أنوزلا: “قد أثارت صور ماء العينين، البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، جدلا واسعا على المواقع الاجتماعية في المغرب بين من شكّك أصلا في صحتها، واتهم جهاتٍ تستهدف الإسلاميين بفبركتها، للإساءة إليهم وتشويه صورتهم، ومن دافع عن النائبة معتبرا أن الصور، حتى لو كانت حقيقية، فهي تدخل في إطار ممارستها”.

وإعتبر أنوزلا في مقال له منشور بـ”العربي الجديد”، أن التشهير الذي تعرضت له ماء العينين “هو في الحقيقة سلاح الضعفاء والجبناء الذين لا يستطيعون مواجهة خصومهم ومقارعة الأفكار بالأفكار، فيلجأون إلى الطعن من الخلف، ومن تحت الحزام، مضيفا أن هذا التشهير لا يمكن أن يكون في النهاية دليل قوةٍ عند من يمتلكونه، وإنما حجّة على ضعفهم وقلة حيلتهم، عندما يلجأون إلى سلاحٍ منحط، لإيذاء خصومهم”.

وأكد الصحافي على أن “التاريخ يعلمنا أن نهايات كل الأنظمة التي تفننت في استعمال هذا السلاح (التشهير) القذر كانت مأساوية”، ضاربا المثال بما حصل مع أنظمةٍ شيوعية كثيرة حاربت خصومها ومعارضيها باستعمال هذا السلاح المحظور أخلاقيا”، مضيفا أن “النموذج الحي في منطقتنا العربية هو نظام زين العابدين بن علي في تونس، اشتهر بإتقانه استعمال هذا السلاح. والنتيجة أن خصومه اليوم في السلطة، وهو هارب مطلوبٌ للعدالة في البلاد التي ظل يحكمها بالحديد والنار والتشهير لعقدين من الزمن إلى أن انقلب السحر على الساحر”.

“طهرانية” الإسلاميين ورجمهم بالنفاق

ويرى المصدر أن هذا الجدل حول صور ماء العينين أدى إلى إحداث عدة اصطفافات داخل الفضاء الافتراضي بين المدافع عن “طهرانية” الإسلاميين ومن رجمهم بالنفاق، وبين مدافع عن الحرية الشخصية ومن يطالب بمحاسبة الشخصيات العمومية على كل تصرفاتهم حتى الشخصية منها. وانتقل هذا الاصطفاف، ليشق صفوف اليساريين والعلمانيين بين من وقفوا مع تقديس الحياة الخاصة، بما في ذلك الخاصة بالإسلاميين الذين يعادي جزءٌ منهم الحريات الخاصة، ومن انساقوا وراء انتمائهم أو عمائهم الإيديولوجي، لتصفية حساباتهم السياسية مع الإسلاميين”.

واضاف أنوزلا أن التشهير ليس سلاحا جديدا، وهو محرّم قانونا، بما أن قوانين كثيرة تجرّمه، ولكن يبقى أكثر الأسلحة تدميرا للمعنويات وللشخصيات، مشيرا إلى أنه “في الماضي، استعمل ضد اليساريين للتشكيك في معتقداتهم الدينية، وتشويه صورتهم داخل مجتمعاتهم المحافظة، واليوم يستخدم ضد الإسلاميين باستهداف إحدى أهم القيم التي يقوم عليها خطابهم، وهي الأخلاق، كما يستخدم ضد كل المعارضين والحقوقيين والإعلاميين للمسّ بمصداقيتهم ونزاهتهم واستقلاليتهم”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

4 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
مهاجر
المعلق(ة)
9 يناير 2019 21:25

الكلاب زاد سعارها, وهي تحارب كل من سولت له نفسه قول الحق.

حاجي محمد
المعلق(ة)
9 يناير 2019 20:16

فات السيد الصحفي أن الممارسات الشخصية عند ممارسي السياسة ليست مجانا بل تحسب لهم أو عليهم كما هو الحال بالنسبة لهذه البرلمانية.
شخصية عمومية عليها أن تمارس طقوصها الشخصية بعيدة عن الأنظار بالرغم من صحة الصورة من عدمها . مثيرا من السياسيين الذين كانت سيرهم هي الوبال والسبب في تقديم استقالتهم وهو السيء الذي لا نحلم أن نراه عندنا في المغرب.
هناك نعم إشاعات مغرضة ولا تخلوا الساحة السياسية والفنية والمهنية منها بدون شك.
دفاع السيد الصحفي في غير محله ولا أقول مدفوع الأجر ولكن نتيجة إعجابه بها فقط. والحقيقة هي أن ترد ولا تختبيء وراء الحرية الشخصية .
لذا كل متتبعي هذه المهزلة بنتظرون ردا شخصيا منها دون الكلام اللجوء إلى القضاء وطبعا هذا حقها لا نزاع فيه.
المهم واختم أن دفاعك عنها في غير محله كان عليك وأنت الصحفي أن تدعوها للرد وقول الحقيقة .

كاره الظلاميين
المعلق(ة)
9 يناير 2019 19:54

هل أصبحت بوقا لحزب خفافيش الظلام؟
عجبي!!!!

مروان مرواني
المعلق(ة)
9 يناير 2019 19:50

البيكيني و المنصب المالي .
اكتشف المغاربة بأن البرلمانية ماء العينين تعوم بالبيكيني حينما تكون في أوروبا.
هل كان المغاربة ينتظرون من ماء العينين أن تبهدل نفسها بارتداء البوركيني و هي التي تحب باريس ؟
هل كان المغاربة ينتظرون من ماء العينين أن تعوم بالبيكيني في المغرب أمام أعضاء حزبها المهووسين بالجنس و ما ملكت أيمانهم و الحور العين ؟

كنت أنتظر أن يفيق المغاربة هذا الصباح على قرار ملزم تفرض الدولة بموجبه اقتصار كل مغربي على منصب مالي واحد ، و يتطوع مرغما بأجر المناصب الأخرى.
كنت أنتظر من المغاربة أن يكتشفوا بأنني لما كتبت لهم ذلك التمني ( منصب واحد بمغرب واحد ) بمناسبة حلول رأس السنة ، كنت أقصد ماء العينين و من على شاكلتها.
كنت أتمنى أن يكتشف المغاربة بأن ماء العينين تتمتع بمناصب مالية متعددة ، ما يستوجب الاستهجان و الإدانة من طرف الشعب لعلها تخجل و تتخلى عن أجورها و تحتفظ بمنصب مالي واحد ؛ ربما سيتمدد الحياء ليشمل جميع المغاربة فوق العادة ليتخلوا عن مناصبهم المالية المتعددة فوق منصبهم الأصلي .
كنت أطمح أن يكتشف المغاربة كيف تنعم ماء العينين في الريع و ليس كيف تعوم في الماء .
الريع هو الإستفادة بأكثر من منصب مالي .

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

4
0
أضف تعليقكx
()
x