لماذا وإلى أين ؟

رويبح يكتب:مصطفى العلوي حي يرزق

نشرت “مقاطعة حسان ” الرباط على صفحتها الفيسبوكية خبر وفاة الاعلامي مصطفى العلوي الذي كان جزء من فضائنا اليومي بصوته و صورته و طريقته الخاصة في الالقاء و في انتقاء التعابير الملائمة لحشد قناعاتنا و اقناعنا بضرورة التعاطف مع كل المواقف و الاحداث التي كانت تطلقها دار البريهي وتبثها قناتنا الاولى في وقت التفرد و الانفراد بنا في عقر منازلنا في مراحل سكون تلفتزتنا “الجميلة ” “الوحيدة” الفريدة ” و في فترات “تميزها” و تحركها عندما اختلط فيها الاعلام بام الوزارات .كان الرجل صحفيا منتشرا بدون منازع على كل التخصصات في السياسة و الثقافة والرياضة و لذلك كان ورغما عنا او بارادتنا جزءا من علاقاتنا اليومية سواء قبلنا بما يقول او لم نقبل ……

و لأن التاريخ الشخصي لكل واحد منا يختلط فيه الإنساني بالعاطفي بالوجداني …….فان كل حدث قوي و اسثنائي يؤثر فينا و يغلب ذاتيتنا المرهفة على كل موضوعية ممكنة ،اما اذا كان الحدث موتا فان اللحظة تصبح لحظة حزن و نوستالجيا بامتياز وتماما هذا هو الشعور الانساني الذي انتابني في حياد عن كل “تفلسف “او تقييم سياسي او فكري من “قلة “الادب ان تسحضره و موت الرجل لازال ساخنا….و لم يوارى الثرى بعد !!

الموت حق و الاشاعة باطل الموت حق ولا يشيعه عنك بالباطل الا حاقد اوجاهل فاذا كان شعوري ازاء خبر موت رجل لاسابق معرفة لي به سوى من خلال صوت و صورة على شاشة تلفاز اضحى من الماضي فكيف سيكون حاله و حال اسرته و معارفه وزملائه وزميلاته، كيف سيكون حاله في حيه حسان -حسب بلاغهم- و مع هاتفه !!خاصة و ان الخبر صادر عن موقع مقاطعة حسان الذي قالو انه يقيم فيه فالخبر يكاد يكون رسميا فبه كل ثوابل “الصدق “في نشر الاشاعة من اسم المقاطعة و بجانبه رمز الرباط صومعة حسان الى الافراط في لغة القبور من اللهم اغفر له الى كل نفس ذائقة الموت دون اغفال ملاطفة ابن الحي المتوفى و كأن الخبر صادر عن متخصص في دفن الموتى و القراءة عليهم و الاتجار في مآسيهم او عن منشط او منشطة متخصصة في لغة المآتم و حفلات التأبين المذرة للاجر او المنتجة للصوت في حسان التاريخ و الثقافة و المجد حسان رباط الفتح ……..

لم تصدر مقاطعة حسان تكذيبا و لا تنديدا باستغلاها في نشر خبر كاذب و مؤذي و لم تعتذر للرجل عن خطئها او اقحامها في النيل من امنه و طمئنيته و لم تراع ترويعه و ترويع اقاربه .

الفضيحة و العار ان يكون وراء الخبر اناس من المقاطعة نفسها و ان يكون منبع السكوت الرسمي انصر اخاك ظالما او مظلوما.

ربما ثقافة الموت و التشبع بفقه القبور و الاستئناس بادعية النفاق و الابتعاد عن احترام حياة الناس و انسنتهم يجعل البعض لا يأبه بنشر خبر زائف و ان بلغ من القسوة و القذارة حد نشر خبر الموت .

حقوقي ومحام بهيئة الرباط

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن رأي آشكاين و إنما تعبر عن رأي صاحبها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x