لماذا وإلى أين ؟

منيب: صور ماء العينين فضحت نفاق الإسلاماويين” (حوار)

انتقل النقاش الدائر حول الحلة التي ظهرت بها النائبة البرلمانية عن حزب “العدالة والتنمية”، ذو المرجعية الدينية، أمينة ماء العينين، في رحلاتها السرية لفرنسا، وهي ترتدي ملابس عصرية، تكشف أجزاء من جسدها، وبدون غطاء رأس، عكس ما اعتاد المغربة رؤيتها به، (انتقل) من مستوى السجال بين الحق في الحرية الشخصية، وحق النبش في حياة الشخصيات العمومية، إلى مستوى نقاش مدى واقعية الفاعل السياس، والتطبيق العملي للشعارات الانتخابية، والالتزام بالمرجعية الحزبية.

ولتسليط الضوء أكثر على الموضوع، استضافت “آشكاين”، في فقرة ضيف السبت، الأمينة العامة لـ”الحزب الاشتراكي الموحد”، نبيلة منيب، وأجرت معها الحوار التالي:

بداية، مرحبا بك دكتورة منيب، وشكرا لك على قبول دعوة “آشكاين” لإجراء هذا الحوار.

بدوري أشكر “آشكاين” على هذه الدعوة، وأشكرها على طرح هذا الموضوع للنقاش لتتاح الفرصة من أجل تسليط الضوء على زوايا أخرى.

 ما هو تعليقك عما أثارته صورة البرلمانية أمينة ماء العينين وهي بلباس مختلف عما عهده به المغاربة؟

بالنسبة لي الأحزاب المغربية، وباستثناء البعض منها، فأنا لا أعمم، مازالت تحتقر المواطنين والمواطنات في تعاملها معهم، ولا تفعل ما تقول، ولا تنضبط لبرامجها الانتخابية.

فالأحداث المتتالية مند سنوات، أظهرت نفاق خطاب التيارات الإسلاماوية، سواء في المغرب أو جهات أخرى.

فهم لم يخجلوا من سرقة شعارات ما أصطلح عليه بـ”الربيع العربي”، وإدعائهم بأنهم سيحاربون الفساد والاستبداد، وسيحققون العدالة الاجتماعية، لكن رأينا اختياراتهم في كل البلدان التي صعدوا فيها للحكم، من خلال قاعدة انتخابية عملوا على تجميعها باستغلال الأيدولوجية الدينية.

هذا نوع من النفاق السياسي، وما تلاه من تفاعلات، يدخل في باب الصراع السياسي، وفي هذا الأخير يسعى أي حزب إلى إظهار نقاط ضعف خصمه، خاصة إذا كانت هذه النقاط غير بسيطة، لكونها تظهر نفاق وازدواجية الخطاب، وأنّ ما يفرضونه على شريحة من الشعب، مقهورة ومظلومة، لا يطبقونه على أنفسهم، فهم أناس من هذا المجتمع، لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، لهذا نقول: كفى من هذا النفاق الذي يساهم في فقدان الثقة في جدوى المشاركة السياسية، وهو ما سيزيد من العزوف السياسي وبالتالي تكريس الواقع المرير الذي نعيشه، وتأبيد السياسة التي تخدم طبقة معينة، وتفقر الفقير وتغني الغني، وهو أمر لا يمكنه إلا أن يزدنا تبعية.

هل تعتقدين أن ما يقع داخل البيجيدي سيكون له آثار سلبية انتخابيا؟

ما يجب أن نعرف هو أن هناك ضعف سياسي لدى شرائح واسعة من المجتمع، والثقافة السائدة هي ثقافة الشيخ والمريد، والطاعة العمياء، وأنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، وهذا أمر لا يساعد في صحوة هذا الشعب بسرعة، لأن مثل هذه الأحداث يجب أن تدفع الشعب إلى تشكيل وجهة نظره ويتخلص من قبضة أي كان، وأن يكون حرا، لكون هذا الأمر فيه نفاق ومناورة، لكن العكس هو الذي وقع، فحينما رأينا كيف أخفقوا في حكومتهم الأولى التي تولوها بعد ما عرف بـ”الربيع العربي”، شاهدنا كيف حصلوا على أصوات مضاعفة، وهو ما يسائلونا على الردة الفكرية وأزمة العقل العربي، و يتطلب من الأحزاب الجادة والمثقفين، ليس فقط التنديد أو فضح النفاق والخطاب المزدوج، بل العمل على نشر الثقافة التنويرية؛ كي يتحرر العقل العربي ويصبح قادرا على التميز لوحده، بدون أي توجيه، وهذا الأمر يتطلب إصلاح المناهج المدرسية، وإصلاح الإعلام الرسمي المتحكم فيه، والذي يعيد إنتاج مثل هذه النماذج.

ما هي نصيحة منيب المرأة والفاعلة السياسية لماء العينين المرأة والفاعلة السياسية؟

ماء العينين في ظل حزبها استفادت من الريع السياسي، وساهمت في تطبيق سياسة لا شعبية لا ديمقراطية، لدى أحاسبها (ماء العينين) هي وحزبها على إخفاقهم في هذه المشاركة، وعلى عدم الوفاء لشعارات 20 فبراير التي تقمسوها، والتي كانت هي: محاربة الاستبداد فطبعوا معه، ومحاربة الفساد، فقالوا عفا الله عما سلف، وتطبيق العدالة الاجتماعية، فضربوا مجانية التعليم والصحة.

أعرف أن الانسان ضعيف، وخطاء، وهذا أمر معروف، وأنا لا أتكلم عن الحريات الشخصية، بل أتكلم عن البرنامج السياسي الذي قدموه للشعب المغربي، لكنهم يسيرون في الاتجاه المعاكس لبناء دولة ديمقراطية تحترم فيها الحقوق وتصان فيها الحريات، ففي عهدهم رأينا تخوين نشطاء الريف، وسدوا أعينهم على أحكام قاسية في حق نشطاء حراك جرادة والريف، والصحافيين، كالصحافي حميد المهدوي.

أحاسبهم على هذا الوضع البئيس الذي وصلت إليه البلاد، والذي هم مسؤولين عنه بشكل كبير، وهم مستمرون في تطبيق التوجهات الاشعبية واللاديمقراطية، سواء الملاة من الداخل أو من الخارج.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

1 تعليق
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Ali
المعلق(ة)
12 يناير 2019 23:35

كما هو معروف، ما يُعاب على البيجيدي أنه يلعب على حبل الدين لأهداف سياسية .. أن تأتيك ” راقصة كاباريه ” في زي راهبة عفيفة وشريفة يجعلك تطرح أكثر من سؤال عن السبب ويعيد للواجهة سيطرة ثقافة لومبالاج … الأنكى، الذين يعيبون على البيجيدي نهجه لسياسة لومبالاج أصبحوا هم بدورهم يتبنـــــون نفس المنهجية: لاحظ، منيب تستند بدورها لمعايير وقواعد إسلامية خالصة للاستلال في خطابها مع العلم أن المرأة مع الإباحية الجنسية والمثلية وأكل رمضان والربا إلخ أي لا غيرة لها على الإسلام إلا.. نفاقاً

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x