لماذا وإلى أين ؟

مطيع: هكذا استعمل البصري بنكيران وإخوانه لقرصنة الحركة الإسلامية وإنشاء العدالة والتنمية(حوار)

آشكاين/ خالد التادلي

في هذا الحوار تستضيف جريدة “آشكاين” أحد الشخصيات التي لعبت دورا مهما في التاريخ السياسي الحديث للمغرب، والذي لازال في منفاه الاختياري ببريطانيا منذ 44 سنة، إنه مؤسس أول خلية للتيار الإسلامي في المغرب، والتي انبثقت عنها جماعة الشبيبة الإسلامية التي خرج من حضنها عدد من تنظيمات الدعوية والسياسية للإسلام السياسي بالمغرب، إنه الشيخ عبد الكريم مطيع. يحاول في هذا الحوار تقديم قراءته للصراعات التي يعرفها المشهد السياسي الحالي، ويبرز موقفه من الممارسة السياسية لحزب العدالة والتنمية ومصير تيار الإسلام السياسي، ناهيك عن مدى رغبته للعودة من المنفى الاختياري.

1/ هل تعتقد أن بعض ما اعتبر “فضائح” أخلاقية” التي وقع فيها بعض قيادات البيجيدي تدل على أن دخول الإسلاميين إلى العمل السياسي يفرغ التدين من محتواه؟

بداية أشكر موقع “آشكاين” على هذا الحوار الصحافي، بالنسبة للسؤال فإذا كنت تعني أن الذين سقطوا فيما وصف بالفضائح كانوا أعضاء في الحركة الإسلامية الأم أو شبيبتها الإسلامية فهذا غير صحيح، أما إن كنت تعني أنهم ممن انتسب إلى حزب سياسي انتحل المرجعية الإسلامية وأسسته أجهزة أمنية سابقة، فلا علاقة لنا بهم ولا يهمنا أمرهم إلا أن ندافع عن ثوابت الدين كلما تعرضت للتزييف، كما هو واجب كل مسلم. وفي كل الأحوال فإن السياسي سواء كان متدينا أو غير متدين، إذا انخرط في العمل السياسي تلقائيا أو جندته جهات أمنية أو رسمية وطنية ينبغي أن يلتزم بثوابت دينه ووطنه ومصلحة أمته قبل كل شيء وأن يترك للاختلاف والخلاف مجالهما الطبيعي الذي لا يفسد للود قضية .

2/ كيف ترى مستقبل المشهد السياسي المغربي في ظل الصراع القائم اليوم بين البيجيدي والتجمع الوطني للاحرار؟

المشهد السياسي في المغرب ينزلق إلى الفوضى على جميع الأصعد، سياسيا وأمنيا واجتماعيا واقتصاديا، والأحزاب السياسية القائمة عاجزة عجزا مطلقا عن الإنقاذ، والحاجة ماسة إلى إجراء قوي يعيد ترتيب الأوضاع ويرد خطوات السير إلى السواء، وأرى أن على الدولة أن تنظم دورات وندوات تأهيلية وتكوينية لكل القياديين من الأحزاب السياسية كي يستطيعوا القيام بمهامهم دون شطط أو تجاوز أو مغالاة، لا سيما وكل المهن والأعمال والمهارات الإنسانية تحتاج إلى تعليم وتدريب وتأهيل، إلا السياسة في بلادنا على خطورتها الشديدة فيمتهنها كل من هب ودب، يدخلونها حفاة من الفهم منتعلين بالجهل، عراةً من الوعي، كساةً بسوء الأدب، كل همهم مصالحهم الذاتية. كما ينبغي العمل على تنشئة جيل قيادي جديد في مؤسساتنا التعليمية، وتربيته على احترام القيم الوطنية وأدب الاختلاف والاتفاق، وقبول التداول على المسؤلية، ورفض التدخل الأجني أو الاستعانة الخانعة به مهما كانت الظروف.

3/ هل تعتقد أن ما وصل له البيجيدي على طول مساره السياسي يرجع إلى إستغلاله للإمكانيات التي كانت تتوفر عليها الشبيبة الإسلامية؟

لا شك في أن جمهور الحركة الإسلامية الأم وشبيبتها كان وحده في الساحة المغربية لأنه السابق إليها، وكان من فئات متنوعة مختلفة الأعمار والثقافات، ولكن ثقافته السياسية والأمنية والتنظيمية كانت ضحلة ولا تكاد تذكر، وهي نقطة الضعف الأساس التي وظفها إدريس البصري والخطيب والإخوان المسلمون لقرصنة حركتنا، وكانت أول خطواتهم إبعاد كبار السن بالاعتقال أو التخويف أو “التطميع”، وبث الخلاف والشقاق بين القيادات الشبابية الفتية غير الناضجة التي يمكن أن تقف محافظة ومدافعة على وحدة حركتهم وبقائها، تمهيدا لإقصائهم وتحجيمهم وتصفيتهم دعويا وسياسيا كما وقع فعلا، ثم زرع قيادة جديدة من قراصنة البصري، لجمهور حركتنا المغيب عن الواقع السياسي بحكم اقتصاره ثقافيا على أحكام العبادات وبعض الشعارات الشبابية، يفعلون به ما يشاؤون، وقد فعلوا ما شاؤوا، كما كان يصرح بذلك الخطيب في بعض مجالسه هازئا مازحا بقوله: ( سيدنا لا يستعمل أحدا حتى يقطع رأسه ويزرع بين كتفيه يقطينة ( قرعة) فإن نبتت استعمله)، وبذلك تخلصوا من صغار الشباب وأرسلوا بعضهم إلى أفغانستان وآخرين إلى سوريا والعراق وآخرين للاستطلاع والاطلاع على خصومهم. ثم ظهرت نتيجة هذه الخلطة “البصرية الإخوانية” ما سمي حزب العدالة والتنمية.

4/ إذا عدت للمغرب من منفاك هل تساهم في بعث الشبيبة الإسلامية بنفس جديد أو المشاركة في إنشاء توجه سياسي ذي مرجعية دينية ينافس البيجيدي والعدل والإحسان؟

أولا: عودتي للمغرب غير مرغوب فيها من قبل أولي الأمر، وقد صارحني بذلك أحد كبار المسؤولين الليبيين إذ خاطبني مرة بكل وضوح قائلا:  مع كامل الاحترام أضعها لك يا شيخ على بلاطة، حتى لو أرسلناك إلى المغرب في طائرة فسوف يعيدونك إلينا في نفس الطائرة، هذه الحقيقة سمعتها مباشرة من أحد كبار المسؤولين الليبيين المكلفين بالتنسيق مع الأجهزة المغربية.

ثانيا: ما يمكن عمله إن قدر الله لي العودة هو إصلاح ذات البين بين كل شبابنا الذين أصبحوا رجالا وكهولا، لعل الله يغفر ما يستحق المغفرة والتغافر، كي تسلم لنا ولهم الآخرة.

ثالثا: أعتقد أن هؤلاء الكهول حاليا – الشباب المبتدئين سابقا – قد شاهدوا ما فُعِل بهم وعقلوا ما استُغفِلوا به، واستفادوا بما فيه الكفاية، ومن كان محتفظا بقابلية النهوض للدعوة الصادقة وقادرا عليها في أتم النضج والاستقلال الإرادي فله أن ينهض إليها متسلحا بالإيمان والمناعة ضد الاستغفال والتسخير.

رابعا: بالنسبة إليَّ أرى أن الواجب يقتضي مواصلة ما أنا عليه حاليا من مساهمة في ملء الفراغ الملحوظ في الثقافة الإسلامية الرشيدة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

5 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
mohamed
المعلق(ة)
18 فبراير 2019 12:44

لقد إستخلصنا العبر من خلال بنكيران وجماعته…الحرباء مهما كان لونها تبقى حرباء…كفانا إسلاموية

کامل راسل
المعلق(ة)
3 فبراير 2019 12:49

الدین حین یستغل للسیاسة لا یصنع قیادة سیاسیة بل تصنع قوادة سیاسیة

Jad
المعلق(ة)
23 يناير 2019 18:45

الدين لا علاقة له بالسياسة والإنسان خلق ضعيفا و ممكن أن يخطء ولا يمكننا الحكم على الدين من خلال أشخاص يستغلوه لمصالحهم والخطير هم الاكترية اللتي تتبعهم دون استعمال عقولهم.
يجب علينا اتباع المصلحة العامة وليس المصلحة التي تخدم عينة ما. التي تستغل الدين لاغراضها الخاصة.

زعلوكي مغربي
المعلق(ة)
23 يناير 2019 14:49

مطيع يعيش خارج السياق و خارج السرب..
مازال يردد عبارات عفأ عنها الزمن (هؤلاء لا يمثلون الإسلام )!!
نصب نفسه ناطقا رسميا باسم الاسلام والمسلمين و حركاتهم، العدالة و التنمية لا علاقة له بالحركة الإسلامية، نفس الكلام قاله عن عدد من الحركات و الاحزاب الاسلامية في المغزب و خارج المغرب..
من أعطى هذا الارهابي القاتل صلاحية تحديد من هو الإسلامي و من هو العميل و من هو انتحل صفة الإسلامي؟!
إذا كان فعلا يعترف بوجود دول اسلامية و احزاب إسلامية حقيقية ، لماذا اختار بلاد (الكفر) و بلاد العلمانية ليحتمي فيها؟ لماذا لا يلتجئ لتوركيا أو أفغانستان أو الصومال أو السعودية أو قطر أو… أي بلد من بلاد الإسلام؟!

حسن
المعلق(ة)
23 يناير 2019 13:53

في نظري كيفما كانت التوجهات، ستصلح بشرط الصدق و المبدئية، لأن الصادق المبدئي سيستخلص الدروس لما فيه مصلحة الوطن، و قد يصير أقل عدوانية و شراسة مع خصومه و منافسيه…

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

5
0
أضف تعليقكx
()
x