لماذا وإلى أين ؟

حزب التقدم والاشتراكية يدعو لإصلاحات شاملة لتعزيز الجبهة الداخلية

في تقرير المكتب السياسي الذي قدمه محمد نبيل بنعبد الله أمام الدورة السادسة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، انتقد الحزب “عجز الحكومة” وتصرفاتها، مسلطاً الضوء على ما وصفه بـ”الفشل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي” للحكومة الحالية.

وشدد التقرير على أن تماسك الأوضاع الداخلية هو “صمام الأمان الأول والأخير والحاسم” لتعزيز مكانة المغرب عالمياً.

وصف الحزب الحكومة بأنها “الأضعف منذ عقود” على مستوى الأداء والنتائج والحضور السياسي والتواصلي، رغم استعلائها وادعائها إنجازات غير مسبوقة.

وأشار التقرير إلى إيجابيات محدودة في بعض المجالات مثل الماء وبعض القطاعات الصناعية والبنية التحتية الرياضية وعائدات السياحة ، لكنه أكد أن السلبيات والنقائص والاختلالات تفوق بكثير هذه الإيجابيات. وعزا الحزب فشل الحكومة إلى “انتصارها علانيةً لقلة من لوبيات المال”.

ذكر التقرير أن الحكومة وضعت وثيقة النموذج التنموي “عملياً على الرفوف” ، وفشلت في تحقيق التزامها بمعدل نمو سنوي قدره 4%، محققةً متوسط 2.6% في السنوات الثلاث الأخيرة.

كما انتقد فشل الحكومة في إطلاق تصنيع حديث وقوي، وفي تحقيق السيادة الغذائية، وإفلاس ما بين 40 ألف و50 ألف مقاولة صغرى في ثلاث سنوات فقط. وأبرز أيضاً فشل الحكومة في إدماج القطاع غير المنظم، وإصلاح المؤسسات والمقاولات العمومية، والحد من ضغط المديونية.

على الصعيد الاجتماعي، أورد التقرير أن الحكومة لم تفِ بالتزامها بتوسيع الطبقة الوسطى وإخراج مليون أسرة من الفقر، حيث انزلق أكثر من 3 ملايين شخص نحو الفقر أو الهشاشة.

كما أشار إلى أن 8.5 مليون شخص لا يزالون خارج التغطية الصحية ، و50% من نفقات الصحة تُدفع مباشرة من جيوب المواطنين. وانتقد الحزب إقصاء الحكومة لمئات الآلاف من الأسر من الاستفادة من الدعم الاجتماعي المباشر ، وعدم تقديمها تصوراً لإدماج 4 ملايين أسرة تستفيد من هذا الدعم في عجلة النشاط الاقتصادي. وأكد التقرير أن القدرة الشرائية للأسر المغربية بلغت مستويات مقلقة.

في سياق ذي صلة، أشار التقرير إلى التطورات الإيجابية والدينامية غير المسبوقة على صعيد المنتظم الدولي، بفضل الدبلوماسية الرسمية التي يقودها الملك محمد السادس، والتي أدت إلى اعترافات وازنة بمغربية الصحراء أو بوجاهة مبادرة الحكم الذاتي.

ودعا الحزب إلى استثمار هذا الزخم نحو “الطي النهائي لهذه القضية المفتعلة” ، و”مواجهة المناورات الرخيصة” لخصوم الوحدة الترابية. كما أكد على أهمية تمتين الجبهة الداخلية ديمقراطياً واقتصادياً واجتماعياً، من خلال إطلاق “جيل جديد من الإصلاحات”.

من جهة أخرى، شدد رفاق بنعبد الله على ضرورة أن يتم تحضير البنيات التحتية اللازمة لتنظيم كأس العالم 2030 وفق مقاربة تضمن استفادة جميع المجالات الترابية تنموياً على قدم المساواة، وتوزيعاً عادلاً للاستثمار العمومي.

وأكد على أن التحضير لهذه التظاهرة الرياضية يجب أن يتأسس على تأهيل الإنسان المغربي وتمكينه من مقومات الكرامة، وعلى مفهوم شامل للتنمية يشمل الجوانب الديمقراطية، الحقوقية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والإيكولوجية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x