2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
التفاصيل الكاملة للخطة الوطنية لإعادة هيكلة النقل الحضري من طنجة إلى الداخلة

تعمل وزارة الداخلية على تنزيل أكبر مشروع وطني لإصلاح قطاع النقل العمومي الحضري وما بين الجماعات بواسطة الحافلات، في خطوة غير مسبوقة تستهدف الحد من الفوضى والاختلالات التي ظل يعرفها القطاع لعقود، وتحقيق تحول نوعي في الخدمات الموجهة للمواطنين في مختلف جهات المملكة.
المشروع الجديد، الذي يدخل حيز التنفيذ ما بين 2025 و2029، رُصد له غلاف مالي ضخم يناهز 11 مليار درهم (ما يعادل 1100 مليار سنتيم)، تم تعبئته بشراكة بين وزارة الداخلية والجهات الاثني عشرة للمملكة، حيث ستساهم الوزارة بمبلغ 7.3 مليار درهم، فيما تساهم الجهات بمبلغ 3.66 مليار درهم.
المعطيات التي حصلت عليها “آشكاين” تكشف أن المشروع يشمل 37 مدينة موزعة على مجموع جهات المملكة، وفق اتفاقية إطار تحدد التزامات كل طرف في التمويل والتنفيذ، وتشمل اقتناء حافلات جديدة، تجهيز محطات الانتظار، تركيب أنظمة إلكترونية للتذاكر والمراقبة، وتحديث مراكز الصيانة.
ويتمثل الهدف الرئيسي للمشروع في توفير نقل حضري عصري، منتظم وموثوق، يُسهم في تقليص الاعتماد على وسائل النقل العشوائية، ويُعزز ربط الأحياء والمراكز الحضرية الكبرى، بما يتماشى مع رؤية التنمية التي وضعتها الدولة.
وتُعد جهة الدار البيضاء سطات الأكثر استفادة من المشروع، بغلاف مالي يبلغ 2.8 مليار درهم، توزعت بين 1.8 مليار من الداخلية و933 مليون درهم من الجهة، تشمل مدن: الدار البيضاء، الجديدة، بنسليمان، سطات وسيدي بنور، وسيتم التنفيذ تدريجياً من 2025 إلى 2028.
وفي جهة طنجة تطوان الحسيمة، خصص مبلغ 1.48 مليار درهم لمدن طنجة، تطوان، والعرائش، على أن تكتمل الأشغال في نهاية 2025، بينما ستستثمر جهة مراكش آسفي مبلغ 1.38 مليار درهم في مراكش، آسفي، والصويرة.
ومن أبرز نقاط قوة البرنامج الجديد تركيزه على العدالة المجالية، حيث شملت الاستثمارات مدنًا متوسطة وصغيرة غالبًا ما كانت مهمشة في المشاريع الكبرى. فعلى سبيل المثال، ستستفيد جهة الشرق من مبلغ 1.127 مليار درهم يغطي 6 مدن منها وجدة والناظور وبركان، كما خصص لـجهة فاس مكناس مبلغ 1.2 مليار درهم لتحديث النقل في فاس ومكناس وتازة وتاونات.
أما جهة سوس ماسة، فستنال 1.09 مليار درهم ستوجه لأكادير وتيزنيت وتارودانت بحلول نهاية 2025، فيما تستفيد جهة بني ملال خنيفرة من 747.3 مليون درهم، تشمل خمس مدن؛ وهي الفقيه بن صالح وخنيفرة (2025) وبني ملال وخريبكة وواد زم (2026).
وبالرغم من أن كأس العالم لن ينظم إلا في ست مدن مغربية ما بين وسط المملكة وجنوبها، فإن البرنامج الجديد للنقل لم يهمش الأقاليم الجنوبية للمملكة حيث ستحظى باستثمارات مهمة، ورُصدت استثمارات نوعية لجهات مثل كلميم واد نون: 169.73 مليون درهم، العيون الساقية الحمراء: 173.25 مليون درهم، الداخلة وادي الذهب: 129.53 مليون درهم، في ما سيخصص غلاف مالي ينهاز 280.93 مليون درهم لدرعة تافيلالت.
ويهدف هذا المشروع كذلك إلى إدخال التكنولوجيا الحديثة في استغلال حافلات النقل الحضري، من خلال أنظمة إلكترونية للتذاكر وتخصيص شاشات معلومات للركاب في الوقت الحقيقي، مع تجهيز مراكز الصيانة الذكية وتهيئة مواقف وفق المعايير الدولية.