قرب افتتاح معبر حدودي جديد مع المغرب ينعش الاستثمارات في موريتانيا

في خطوة استراتيجية تعكس تحوّلًا جديدًا في العلاقات الاقتصادية واللوجستية بين المغرب وموريتانيا، يُرتقب خلال الأسابيع القليلة المقبلة افتتاح معبر حدودي دولي جديد يربط مدينة السمارة المغربية بمنطقة بير أم اكرين شمال موريتانيا، مرورًا بمنطقة أمغالة، ما من شأنه أن يُنعش التبادل التجاري ويُحفز الاستثمارات الثنائية في المنطقة.

الإعلان عن المعبر الجديد جاء بالتوازي مع كشف وزارة التجهيز والنقل الموريتانية، أمس الأربعاء، عن إطلاق مشاريع بنية تحتية كبرى تشمل سككًا حديدية وطرقات وجسورًا، ما يؤشر على تحول شامل في البنية الاقتصادية للبلاد.

وفي هذا الإطار، أوضح محمد المختار ولد سيد أحمد، مدير البرمجة والتعاون بالوزارة، أن مشروع إنشاء خط سكة حديد يربط شوم بأكجوجت ونواكشوط يُعد أحد أعمدة هذا التحول، خاصة وأن مدينة شوم تكتسب أهمية لوجستية متزايدة باعتبارها نقطة عبور نحو المعبر المغربي الجديد.

وبحسب المسؤول ذاته، فإن هذا الخط سيمكن من ربط شمال موريتانيا بالعاصمة نواكشوط بشكل أكثر فاعلية، وسيفتح ممرًا استراتيجيًا جديدًا أمام تدفق السلع وحركة المسافرين، مما يعزز من جاذبية المنطقة للمستثمرين في قطاعات مثل النقل، والخدمات اللوجستية، والتجارة العابرة للحدود.

من جهتها، صادقت وزارة الداخلية الموريتانية رسميًا على فتح المعبر، فيما تشير المعطيات الميدانية إلى أن الأشغال في الطريق الرابط بين مدينة السمارة المغربية والحدود عبر أمغالة باتت في مراحلها النهائية، مما يفتح المجال لتدشين المعبر في وقت قريب.

ويُعد هذا المعبر الثاني بين البلدين إلى جانب معبر الكركرات – نواذيبو، لكن أهميته تتجاوز مجرد فتح نقطة عبور إضافية، إذ يُنتظر أن يفك العزلة عن مناطق واسعة في جنوب المغرب وشمال موريتانيا، ويدعم التوجه المشترك للبلدين نحو تطوير شراكة اقتصادية متينة ترتكز على الربط البري واللوجستي.