لماذا وإلى أين ؟

النيران تعصف بالعيش القروي بشفشاون.. والحكومة “مصيفة”

شهدت جماعة الدردارة بإقليم شفشاون واحدة من أكبر الحرائق الغابوية خلال هذا الصيف، حيث أتت النيران على مئات الهكتارات من الغطاء الغابوي، مخلّفة خسائر بيئية واقتصادية جسيمة. وقد امتدت ألسنة اللهب إلى بساتين الزيتون، وأشجار التين، وخلايا النحل، فضلاً عن نفوق أكثر من مائة رأس غنم بعد احتراق حظيرة بكاملها.

ورغم حجم الكارثة، ما زالت الحكومة، حتى الآن، تلتزم الصمت ولم تبادر إلى الإعلان عن خطة لدعم المتضررين أو تصنيف المنطقة منكوبة، حيث لازال غالبية الوزراء يستمتعون بعطلة الصيف، ما أثار استياء السكان المحليين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع آثار الحرائق، التي عصفت بقوت عيشهم اليومي.

البشير اللذهي، الكاتب العام لجمعية الدفاع عن حقوق الإنسان فرع تطوان، قال في تصريح خصّ به جريدة “آشكاين” الإلكترونية، أن “الحرائق التي عرفها إقليم شفشاون لها تداعيات كثيرة على حقوق الإنسان. فقد اضطر العديد من السكان إلى مغادرة منازلهم وقضاء ليلة كاملة في العراء، فيما تضررت صحة الشيوخ والأطفال من الدخان الكثيف، إضافة إلى الخسائر التي طالت الحقول والأشجار المثمرة وخاصة الزيتون، الذي يشكّل عموداً اقتصادياً أساسياً للمنطقة.”

وأضاف اللذهي أن الكارثة لم تتوقف عند الغطاء الغابوي فقط، بل امتدت إلى أساسيات عيش الفلاحين ومربّي الماشية الذين يعتمدون على الحليب ومشتقاته لتسويق منتجاتهم عبر التعاونيات المحلية. كما أثرت بشكل سلبي على موسم جني التين، وعلى الحركة السياحية التي شهدت تراجعاً واضحاً في فترة تعتبر عادة ذروة الإقبال على شفشاون.

وأشار المتحدث إلى غياب المبادرات السياسية والمدنية على مستوى الإقليم، حيث لم يقم أي برلماني بطرح مسألة إعلان شفشاون منطقة منكوبة، باستثناء تدخل “محتشم” من برلمانية وحيدة، كما لم تتحرك سوى جمعية حقوقية واحدة لرفع تقرير للحكومة بشأن حجم الأضرار.

ووفق المعطيات الرسمية لوكالة المياه والغابات، فقد أتت النيران على 500 هكتار من غابات الدردارة، إضافة إلى بساتين ومزارع محيطة كانت تمثل مصدر دخل رئيسي للعائلات القروية. إلا أن الحصيلة الدقيقة للخسائر في أشجار الزيتون ورؤوس الماشية والدواجن ما تزال غائبة، في ظل غياب أي إحصائيات رسمية من السلطات الحكومية.

وفي هذا الصدد طالب اللذهي بزيارة السلطات للفلاحين والسكان المتضررين كي يمدونا بأرقام و إحصائيات كما قامت به وكالة المياه والغابات التي أعلنت أن النيران التهمت 500 هكتار من  أراضي جماعة الدردارة بالإضافة إلى بعض البساتين والأراضي الزراعية المحيطة بهذه الغابات.

وأشار المتحدث إلى أهمية معرفة كم من أشجار الزيتون ورؤوس الأغنام والماعز والدواجن تضررت بفعل الحريق، وكذا تداعياتها على السلسلة الاقتصادية وصولا عند المستهلك في المنطقة.

ويطالب الفاعلون المحليون، ومعهم الساكنة المتضررة، بزيارة عاجلة من المسؤولين الحكوميين للوقوف على حجم المأساة ميدانياً، وتقديم خطة تعويض وإنعاش اقتصادي للمنطقة التي تعيش اليوم تحت وطأة كارثة بيئية واجتماعية واقتصادية، في وقت يزداد فيه الإحباط من “غياب الحكومة” عن مواكبة تداعيات هذه الحرائق الكارثية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x