2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
أكادير.. غموض يلف مصير طريق مداري حيوي وسط اكتظاظ خانق

يعيش مستعملو الطريق الوطنية رقم 1، خاصة على المقطع الرابط بين إمي ودار وتغازوت وأورير وصولا إلى أكادير، وضعا يوميا متكررا من الاختناق المروري الحاد خلال فصل الصيف، في ظل تأخر إنجاز الشطر الثالث من الطريق السريع المداري الشمالي الشرقي للمدينة، الذي كان يُعوَّل عليه لفك العزلة وتخفيف الضغط عن هذا المحور الحيوي.
ورغم أن المشروع، الذي يمتد على طول 15 كيلومترا ويربط الطريق المداري بالمنطقة السياحية لتغازوت، يُعتبر ذا طابع استعجالي وأكثر راهنية من أي وقت مضى، إلا أن الغموض ما زال يلف مصيره وسط تساؤلات ملحة عن أسباب هذا التأخر، الذي يفاقم معاناة السائقين والساكنة والسياح.
النائبة البرلمانية نعيمة الفتحاوي كانت قد وجهت سؤالا كتابيا لوزير التجهيز والماء حول مآل هذا المشروع الحيوي، غير أن السؤال ظل معلقا لأزيد من سنة دون أي رد، في خرق – حسب قولها – لمقتضيات الدستور التي تكفل للبرلمانيين حق الحصول على أجوبة حول قضايا المواطنين.

وأوضحت الفتحاوي أن غياب التفاعل مع هذا الملف يعكس تهاونا في التعاطي مع المشاريع الاستراتيجية، لا سيما تلك ذات الطابع الاستعجالي المرتبطة بصورة المغرب أمام العالم، خاصة مع اقتراب موعد تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 الذي ستحتضنه مدينة أكادير كإحدى المدن الرئيسية.
المعطيات المتوفرة تشير إلى أن المحور الساحلي الممتد من أورير مرورا بتمراغت وتغازوت وصولا إلى إمسوان يعرف حركة يومية تناهز 30 ألف سيارة في الاتجاهين، ما يجعل من استكمال الشطر الثالث ضرورة ملحة.
ففي أوقات الذروة، قد يتجاوز زمن التنقل من مطار المسيرة إلى تغازوت ساعتين كاملتين، في حين أن المشروع من شأنه تقليص المدة إلى نحو 45 دقيقة فقط، بما يعزز جاذبية المنطقة الاستثمارية والسياحية، ويواكب الدينامية العمرانية التي يشهدها شمال أكادير.
ويرى الفاعلون المحليون أن هذا المشروع لا يشكل فقط حلا لمعضلة الاكتظاظ الصيفي، بل هو ورش استراتيجي لتعزيز البنية التحتية استعدادا للاستحقاقات العالمية الكبرى. غير أن استمرار الغموض حول آجال استكماله يثير مخاوف من أن يظل الملف رهين الرفوف، فيما يزداد الوضع المروري سوءا عاما بعد آخر.
