2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بطنجة، في ساعة متأخرة من مساء أمس، أحكاماً ثقيلة في قضيتين مختلفتين هزتا الرأي العام المحلي خلال الأشهر الماضية. فبينما أُدين شاب بالسجن المؤبد لقتله والدته بطريقة بشعة بحي مسنانة، نال آخر ثلاثين سنة سجناً نافذاً بعد تورطه في قتل صديقه وشريكه في السكن بحي بنديبان.
المؤبد لشاب قتل والدته بطريقة وحشية
قضت المحكمة بالمؤبد في حق شاب متهم بقتل والدته داخل منزل الأسرة بحي مسنانة، في جريمة صادمة وصفت بأنها من أبشع ما شهدته المدينة. وخلال استنطاقه، أقر المتهم بأنه كان تحت تأثير المخدرات لحظة ارتكاب الفعل، موضحاً أنه استهلك كميات كبيرة من “البوفا” و”السيليسيون”، ما أفقده السيطرة على نفسه، مضيفاً أنه لا يتذكر تفاصيل ما وقع.
واستمعت هيئة الحكم إلى أشقاء المتهم الخمسة الذين حضروا كشهود، حيث أكد أغلبهم أنهم لم يكونوا في المنزل أثناء الجريمة، فيما أبدى أحدهم تضارباً في أقواله بين التحقيق والجلسة، الأمر الذي أثار شكوك المحكمة بخصوص احتمال مسامحة العائلة للجاني أو محاولتها التخفيف من حكمه.
وخلال المرافعة، كشف ممثل النيابة العامة عن تفاصيل صادمة وردت في تقرير الطب الشرعي، تفيد بأن المتهم وجّه لوالدته 13 طعنة متفرقة بواسطة سكين كبيرة يصل طولها إلى نحو 49 سنتيمتراً، محاولاً تقطيع جسدها بطريقة مروعة. كما تبين أن خزانة ملابس الضحية كانت في حالة فوضى، ما عزز فرضية أن الجريمة اقترنت بمحاولة سرقة مبلغ مالي.
الوكيل العام للملك شدّد في مرافعته على بشاعة الفعل الإجرامي، قائلاً إن “قتل الأم لا يمكن أن يجد له مبرراً تحت أي ظرف”، مطالباً بتطبيق أقصى العقوبات في حق المتهم الذي أبدى، حسب قوله، “استخفافاً واضحاً بعدم تذكره لأدق تفاصيل جريمة نكراء كهذه”.
وتشير المعطيات إلى أن الجاني، البالغ من العمر 26 سنة، حديث الخروج من السجن، وكان يخضع لعلاج نفسي بسبب اضطرابات ناجمة عن الإدمان. ويوم الحادث، دخل في نوبة هيجان عنيف انتهت بمأساة داخل منزل العائلة، قبل أن يتم توقيفه بصعوبة من طرف عناصر الأمن بعد مقاومة عنيفة.
30 سنة سجناً لقاتل صديقه
وفي الملف الثاني، أدانت المحكمة شاباً بالسجن 30 سنة نافذة بعد تورطه في جريمة قتل راح ضحيتها صديقه وشريكه في السكن بحي بنديبان، إثر خلاف بسيط تطور إلى مأساة دموية. وخلال جلسة المحاكمة، انهار المتهم باكياً، مؤكداً أنه لم يكن يقصد إنهاء حياة صديقه وأن الحادث كان نتيجة فقدان السيطرة في لحظة غضب.
التحقيقات كشفت أن مشادة كلامية نشبت بين الطرفين بعد اتهام الجاني للضحية بسرقة هاتفه المحمول، قبل أن تتحول إلى عراك استخدم فيه سكيناً موجهاً طعنات قاتلة على مستوى العنق والظهر. ورغم نقل الضحية إلى مستشفى محمد الخامس في حالة حرجة، إلا أنه فارق الحياة متأثراً بجروحه البليغة.
وبعد فراره من مسرح الجريمة، تمكّنت عناصر الشرطة القضائية والعلمية من تحديد هوية الجاني وتوقيفه في وقت وجيز. وأمام هيئة الحكم، اعترف المتهم بمسؤوليته الكاملة عن الحادث، في حين طالبت النيابة العامة بتشديد العقوبة بالنظر إلى خطورة الأفعال المرتكبة.
وفي ختام الجلسة، نطقت المحكمة بحكمها القاضي بالسجن المؤبد في حق قاتل والدته، و30 سنة نافذة لقاتل صديقه، في قرارات اعتبرها متتبعون للشأن القضائي بطنجة تأكيداً على صرامة العدالة في مواجهة الجرائم الدموية التي صدمت المجتمع المحلي وأثارت موجة استنكار واسعة.