لماذا وإلى أين ؟

بنحمزة يرد على منتقدي “فوضى” التراويح ويقدم علاجا للترمضينة

ضيف “آشكاين” في هذه الدردشة الرمضانية لهذا اليوم هو مصطفى بنحمزة، رجل دين وباحث مغربي، رئيس المجلس العلمي بوجدة ومدير معهد البحث الإسلامي للعلوم الشرعية بوجدة, وعضو المجلس العلمي الأعلى بالمغرب، حيث خصصناها لتسليط الضوء على كيف يعيش أجواء رمضان وموقفه من بعض الظواهر التي تبرز في هذا الشهر.
كيف يقضي بنحمزة أيام شهر رمضان؟
لا أريد الحديث عن الأمور الشخصية. فقط أريد القول أن رمضان يمتاز بأنه عبادة جماعية يشارك فيها الجميع، وهي ليست عبادة خاصة فردية، إذ أن الجميع يتأثر بأجواء رمضان، بحيث تجد الشوارع في أوقات معينة فارغة وفي أوقات أخرى ممتلئة. كما أن هناك التفافا حول رمضان لتكوين فكر جمعي لدى الأمة المتحضرة التي تحرص على أن يكون لها شيء من المشترك وتتجنب التشتيت لأن آثاره مدمرة.
اليوم المغاربة مجتمعون على القضايا الوطنية الكبرى ويجعلنا ذلك مسرورين، لكن هم كذلك مجتمعون في الصيام لأن الجميع يصوم باستثناء المرضى والذين لهم رخص شرعية، وحتى وإن أرادوا الإفطار لا يجدون مكانا يفطرون فيه. ولو أن شخصا خرج يطلب مقهى أو مطعم لن يجده. وقد تجد البعض لا يصوم لكنهم مع ذلك يحافظون على المظهر العام، إذ نجد الجميع يتجه للافطار عند أذان المغرب.
وأريد  أن أشير إلى أن هناك تحسنا بحيث تجد كثرة المصليات والشوارع تمتلئ، حتى أصبح البعض يتحدث عن أن ذلك فوضى، في حين أن الفوضى هي عدم توقع الذين كانوا يضعون التصاميم الحضرية أن الناس سيصلون وأنهم يخططون لشعب مسلم. الصلاة في الشارع ليس فيها فوضى إلا من قبيل من أهمل لأنه لو كان وجود المساجد مدروسا بحسب عدد الساكنة لما احتجنا للصلاة بالشوارع.
ما موقفك من “الترمضينة”؟
الذين يفعلون ذلك لا يستوعبون رمضان، إذ المتدينون لا يفعلون ذلك، فقط نجد أناسا على الهامش من الناحية الثقافية. والعلاج من الترمضينة هو أن يتعلموا معنى رمضان. ولا أعلم بأن الناس الذين يؤدون رمضان بكل شروطه وتعاليمه يترمضنون، قد تجد ذلك مع بعض الناس في الأسواق، ولكن يجب أن نشير هنا إلى أن ذلك أصبح قليلا.
وما هو موقفكم من الإفطار العلني في رمضان؟
هناك من يريد أن يبرز ذلك على أنه حرية، في حين أن الأمم تبحث عن شيء مشترك بين أفرادها من أجل وحدتها ولهذا نسميهم بالشعوب المتحضرة، بحيث أنه في الحفلات مثلا يكون هناك لباس معين لا يخرج أحد عنه، ونفس الأمر عندما تكون الأمة مجتمعة على شيء فإن الذي لا يقتنع يمكن أن يفطر كما يشاء لكن ليس من حقه أن يواجه أمة كاملة.
عندما نتحدث عن المجتمع المتسامح يجب أن نقول إن التسامح لا يأتي من طرف واحد، أنت لا تريد أن تفطر لأنك جعت أو عطشت بل لأنك تريد أن تتحدى شخصا فقط. كما أن الرسائل المعنوية التي توجه للمواطن من هذا الإفطار العلني تفيد بأنه مخطئ في معتقده. أما إذا ذهب شخص ما إلى منزله وأفطر أو لم يفطر فذلك شأنه.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x