لماذا وإلى أين ؟

عصيد: المغاربة ليسوا في حاجة لمساجد فخمة

انتقد أحمد عصيد، الناشط المدني، فتح وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لصفقة عمومية لبناء مسجد ضخم بقيمة 5.5 مليار سنتيم على مساحة 2 هكتار.
وقال عصيد، في تصريح لـ”آشكاين” إن سلك الدولة للسياسة المتعلق ببناء المساجد الفخمة بجوار الدواوير القصدير والأحياء الفقيرة، وإنفاق الملايير في الوقت الذي تعيش فيه مدارسنا في وضعية مزيرية ومستشفيات في أوضاع كارثية، لا تأخذ بعين الإعتبار معاناة المغاربة.
وأكد عصيد على أن “المغاربة ليسوا في حاجة إلى مساجد فخمة بل في حاجة ماسة للخدمات الأساسية”، معتقدا أن ما صدر عن سكان منطقة أنزا بضاحية أكادير، عندما تقدموا بعريضة تطالب بعدم بناء مسجد لأنهم بحاجة إلى مدرسة ومستشفى، وتقديم عدد من المواطنين لمذكرة للديوان الملكي بهذا الشأن يدل على وعي جديد للمغاربة لمخاطبة الدولة بخطاب مواطن.
ويرى المتحدث أن سياسة بناء المساجد بالملايير هو محاولة لتهدئة الأوضاع المتوثرة وإستغلال الدين، في حين أن هذه الأساليب لا تنفع، وفي وقت من الأوقات ستجد الدولة نفسها في مواجهة مجتمع يطالب بحقوقه الأساسية.
وعبر عصيد عن أسفه من استمرار الدولة في لعبة المساجد الفخمة بهذا الشكل في وقت لم تتحقق فيه أبسط مطالب الفئات المحرومة من مجتمنا.
وكان أدام بوهدما، عضو المجلس الجماعي لمدينة أكادير، قد كشف عن أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فتحت صفقة عمومية لبناء مسجد ضخم بقيمة 5.5 مليار سنتيم. وقال في تصريح سابق لـ”آشكاين”: لقد تم فتح الأظراف الخاصة بهذه الصفقة يوم الإثنين الماضي، في حين أن المطلوب هو فتح نقاش مبني على مدى أولوية مثل هذه المشاريع، مع الساكنة، لأنه لا يعقل أن تقرر مشاريع في الرباط وتنجز بأكادير دون معرفة الأولويات، خاصة وأن الميزانية المرصودة كبيرة.
وأكد بوهدما على أنه ليست هناك حاجة ملحة لبناء مسجد في الظرفية الحالية بهذه الميزانية، معتبرا أنه كان يجب أن توجه مثل هذه الميزانية إلى القطاعات الأكثر أهمية مثل التعليم والصحة، اللذين تتحدث الحكومة دائما عن عدم وجود ميزانية لبناء المدارس أو المستشفيات.
وتساءل المستشار الجماعي عن فيدرالية اليسار الديمقراطي: “هل هناك حاجة لبناء مسجد أم فقط يتم تشييده لنعتبر أننا أسسنا بناية كبيرة وندخل في أمور لا تهم الساكنة؟”.
وأردف المتحدث: “تقديري الشخصي هو أن هناك حاجيات أخرى أكثر أهمية، وإن كنت لا اعتبر أن المسجد ليس ضروري ولكن هل ضروري أن يتم تشييده بـ5.5 مليار سنتيم”، مشيرا إلى أن الفاعليين السياسيين يتخوفون من مناقشة مثل هذه الأمور بحكم إرتباطها بالجانب الديني، لكن في الحقيقة نحن لا نناقش الدين أو أمور العقيدة، بل نناقش مشروع بناية تمول من ميزانية الدولة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x