2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

قال عبد الرزاق الإدريسي، الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي، إن الحكم الصادر أمس الاثنين في حق أستاذ تارودانت “قاس جدا، وظالم، ويعكس محنة رجال ونساء التعليم”.
وأشار الإدريسي، في اتصال بـ”آشكاين”، إلى أن زملاء الأستاذ المتورط في قضية تعنيف تلميذة تبلغ من العمر 8 سنوات، والذي حكم عليه بالسجن عشرة أشهر، منها أربعة أشهر حبسا نافذا، والباقي مع إيقاف التنفيذ، بالإضافة إلى تعويض مدني قدره 40 ألف درهم لفائدة المشتكية، يشهدون على كفاءته وجديته في العمل، قائلا: “المعطيات تشير إلى أنه بريء وأن هناك متناقضات على مستوى شهادات القاصرين والراشدين الذي تم الاستماع إليهم، وبالتالي فإن الحكم قاس جدا، ونطالب بإطلاق سراحه”.
وأبرز أن هناك “غضب كبير على الحكم، على مستوى المؤسسة والإقليم والجهة وأيضا على المستوى الوطني، وهو غضب مشروع بحكم أن الأستاذ مظلوم استنادا إلى الخبرة الطبية ونطالب الوزارة والحكومة ووزارة العدل بحماية رجال ونساء التعليم”.
وقد خلّف الحُكم الصادر في حق الأستاذ اختلافا في وجهات النظر، بين مؤيد رأى أن الأستاذ استحق العقوبة لأنه عنّف التلميذة، فيما رأى آخرون أنه بريء ولم يعنفها بل تعرضت لمضاعفات نتيجة ضربها من قبل والدتها.
وتفجرت أحداث القضية، بعض انتشار صور التلميذة على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر وجود كدمات في عينيها، مما أثار غضب مجموعة من النشطاء، الذين دعوا إلى محاسبة المتورط. وتم توقيف المشتبه فيه يوم 14 يناير الجاري
كون الأستاذ كفؤ ومتفان في عمله لا يعفيه من المسائلة القضائية أو العقاب إن إرتكب مخالفة أو جرم. هذا منطق غريب، هل كل من هو كفؤ وجاد في عمل يتقاضى عليه أجرا لا تجب محاكمته إن إرتكب جرما؟ هناك طبيب وهناك قضاء قال كلمته بنائا على قرائن، أما منطق أنصر أخاك ظالما أو مظلوما فلا أظن أنه منطق سليم. لأن المعلم المعني بالأمر ليس ههو تشي غيفارا حتى تكيد له الدولة هذا الكيد كله وتلفق له التهمة ظلما!!!
قمة المحنة:
جرجرة رجل تعليم في المحاكم وإصدار حكم في حقه قد يحرمه من وظيفته يجسد قمة المحن التي أصبح رجل التعليم يعاني منها ببلدنا..لا يشك اثنان في أن بعض المحسوبين على التعليم يمارسون إبتزازا لتلاميذهم..كما أن بعضهم يتهاون في أداء واجبه المنوط به..هذا معلوم بالضرورة وموجود في كل القطاعات العمومية تشبه العمومية..لكن المتابع سيلاحظ أن رجل التعليم أصبح عرضة لممارسة العنف ضده:ماديا ومعنويا.
فكم قرأنا بأن نساء ورجال التعليم تعرضوا للعنف من طرف تلامذتهم أو أولياء أمور هؤلاء التلاميذ..لقد أصبح رجل التعليم معانا من الجميع تقريبا:الوزارة الوصية..الحكومة.. التلاميذ..أولياء امورهم..بعض فئات المجتمع..قد يكون هذا الاستاذ المحكوم عليه ارتكب مخالفة بتعنيفه للتلميذة الى حد ضربها..لكن ألم يكن بالإمكان القيام بمبادرة اصلاح ذات البين بين الطرفين وانتهاء المشكل من غير محاكم؟لماذا تسارع بعض الجمعيات الى تبني موقف التصعيد في كثير من القضايا التي يكون احد اطرافها من التعليم؟ان مثل هذه الممارسات تؤثر سلبيا على رجال ونساء التعليم المغبونون اصلا..كان بالإمكان حل القضية بشكل سلمي يحفظ للاستاذ كرامته والتلميذ حقوقها..الى أين نسير بمثل هذه التصعيدات؟