لماذا وإلى أين ؟

هل سيستغل “البيجيدي” برنامج “انطلاقة” لدعم الشباب سياسيا؟

لا تمر مبادرة أو حدث إلا ويسعى حزب العدالة والتنمية إلى إستغلاله سياسيا، وإن كان ذلك عبر اللعب على الحبلين، فها هو بعد أن أفتى أحد قياداته، نجيب بوليف، بحرمة القروض التي سيستفيد منها حاملو المشاريع، شرع في تنظيم لقاءات لعدد من الشباب حول برنامج دعم وتمويل المقاولات، في عدد من المدن. فهل يروج البيجيدي “للمشاريع الرباوية”، وفق فتوى بوليف؟

مباشرة بعد “فتوى” بوليف، نظمت شبيبة العدالة والتنمية، بإيعاز من العثماني، نشاطا لـ”تكوين” لشباب جهة درعة تافيلالت، على كيفية الولوج والإستفادة من هذا البرنامج الذي ينتظر ان يساهم في الحد من البطالة وخلق تنمية مستدامة في العالم القروي، ما يعني ان هذه اللقاءات لم تأتي في اطار واجب الأحزاب في المساهمة في تأطير المواطنين، وإنما لشيء في نفس يعقوب، الذي لا يخرج عن الجمع بين الشيء ونقيضه، لخدمة اهداف سياسية وتوجيه رسائل.

هذه الانشطة يهدف الى جعلها “البيجيدي” مطية لترويج خطاب وسط المواطنين بأن هذا البرنامج جاء في عهد حكومته وأنه من بنات أفكاره، ويحقق به وعود التنمية التي اطلقها في حملاته الانتخابية. كما أنه يوجه فيها رسائل للمؤسسة الملكية؛ بخصوص “فتوى” بوليف، والتي هي في الحقيقة قناعة لدى أغلب البيجيدين، ولو لا سياسة “التقية” التي يمارسها الإسلام السياسي” بطبيعته، ولولا رفاهية السلطة، لإتخذوا “فتوى” بوليف موقفا رسميا، ولا رأيتهم في شوارع الرباط يحتجون رافيعين شعار “لاتحلوا ما حرم الله”، كما سبق لهم أن فعلوا ردا على خطة إدماج المراة في التنمية.

البلاد على حافة “سكتة قلبية اقتصادية”، شبيهة بالسكتة التي وصفها الراحل الحسن الثاني، وتواجه تحولات جيوسياسية على المستوى الاقليمي والدولي تهدد مصالحها العليا، والحزب المترأس للحكومة وحلفاءه يتصارعون كما تتصارع الضباع على الجيفة، ومعارضة لا تجيد غير الخطابة والفرار.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x