لماذا وإلى أين ؟

القاطي: لا يمكنني تجسيد أدوار تسيء إلى ثوابتنا..ومجال الفن تشوبه العشوائية والزبونية

هو ابن مدينة تازة، أثار إعجاب الجمهور المغربي بسبب الشخصيات القوية التي أداها على الشاشات الصغيرة والكبيرة، يرسم أهدافه الفنية بدقة ينجح فيها تارة ويخفق تارة أخرى، شارك في العديد من الأعمال الفنية منها المسرحية والتلفزية والسينمائية ، وهناك من يصنفه من نجوم الصنف الأول، وهناك من يعتبر أن وسامته كممثل  هي فقط من تجعله في الواجهة، إنه الممثل المغربي  ربيع القاطي سيتحدث لـ”آشكاين ” في فقرة ضيف الأحد حول بعض اختياراته الفنية، ورأيه في بعض القضايا التي تهم الصناعة الفنية في المغرب .

بداية أنت من الممثلين المغاربة الذين يعرفون ماذا يريدون ويرسمون أهدافهم واختياراتهم بدقة، ما الذي يجذبك أكثر لإختيار أعمالك ؟ مثلا  كيف تقرر اختيارا هذا العمل ورفض ذاك ؟

بداية أشكر جريدة “آشكاين” على هذه الإلتفاتة وأتمنى أن نكون عند حسن ضن جمهورنا الحبيب وقرائكم الأفاضل، وبخصوص سؤالكم فأنا مبدئيا لا يمكنني أن أقبل كل الأعمال التي تقترح علي، فذالك يدخل في صميم حقوقي الفنية وقناعاتي الشخصية التي تؤطر أرائي  واختياراتي، فالعمل في البداية هو السيناريو، أي قصة وحكاية تحمل في طياتها رسائل، وأشياء تثير انتباه المتلقي وانتباهي أنا أيضا؛ ففي النهاية الفن هو انعكاس لما يدور فيه عالم المتلقي، ثم بعد ذالك يأتي الدور هذا الأخير الذي أحرص فيه دائما على عدم تكرار نفسي، وأفضل أن يكون حاملا في طياته لقيم إنسانية تهم المتلقي بالدرجة الأولى، بالإضافة إلى شروط أخرى تهم المخرج والأشخاص الذين سأشتغل معهم، بعد ذالك تأتي ظروف الاشتغال التي تدخل في إطار الإنتاج، ربما هذه هي أهم الأشياء التي تجذبني في اختيار أعمالي .

على ذكر عدم تكرار أدوارك..هل هناك شخصية لا تستطيع تأديتها أم تعتبر نفسك ممثلا متكاملا لا يؤمن بالحدود في التشخيص ؟

فعلا أنا دائما أبحث عن الجديد في اختياراتي الفنية، ولكن كما تعلمون ففي العالم كله هناك فنانون لديهم قناعات وأراء تؤطر أعمالهم، فأنا لا يمكنني تجسيد كل الشخصيات بالرغم من أنني منفتح على كل الاقتراحات، لكن هناك حدود رسمتها لنفسي لا يمكنني  أن أتجاوزها، لأنني متأكد أنها ستعود بالضرر على جمهوري وعلي أنا، وربما على أشياء مقدسة في حياتنا آو مجتمعنا، يعني كمثال ربما الأدوار التي تسيء إلى ثوابت الوطن الذي انتمي إليه، وبعض الأشياء التي تسيء إلى ديني والموروث الثقافي المغربي ، وأداء بعض المشاهد التي فيها “خلاعة مجانية فقط ” من اجل “البوز”، فأنا أرفض هذه الأدوار السطحية التي تعالج الأمور في مستواها الأول، وكأننا في فيلم وثائقي وليس في فيلم سينمائي يشتغل على الخيال، فالإبداع له طرق مختلفة وهناك الآلاف منها لمعالجة القضايا المختلفة، بطريقة فنية وذكية، وبالتالي فأنا منفتح ولكن لدي قناعاتي التي لا أتنازل عنها .

طيب لنعد إلى ظروف الإشتغال: أنت اشتغلت في أعمال خارج المغرب، وراكمت  تجارب مهمة ما الفرق بين الاشتغال في أعمال أجنبية ؟ والاشتغال في أعمال مغربية ؟

كل تجربة سواء خارج الوطن أو داخله لديها خصوصيتها، أكيد لدينا في المغرب ثلة من التقنين مستواهم عالي جدا ويستقطبون من تجاربهم الخارجية تقنيات ذات مستوى عالي، فالحمد لله بلادنا أصبحت سوقا مهمة لصناع السينما في العالم كله، فالتقني والفنان المغربي يستفيدان معا من هذه التجارب التي تخوض غمارها داخل الغرب، فعل المستوى الفني اشتغالي مع فريق أجنبي يساعدني في السفر عبر الزمن لاكتشاف تجارب وطرق مختلفة عن تجاربنا، خصوصا على مستوى إدارة الممثل والإخراج وطريقة كتابة السيناريو والتعامل مع العمل بصفة عامة، ولكن بالرغم من الاختلاف فطريقة التواصل السينمائي هي طريقة عالمية وموحدة لدى جميع الشعوب، فقط طريقة المعالجة ووسائل التناول هي ما يخلق الفرق بين هذه التجربة والأخرى، بالإضافة إلى قيمة الإنتاج والتي مازلنا متأخرين فيها كثيرا فمثلا قيمة لإنتاج فيلم فرنسي تبلغ 4 مليون دولار، فيما لا تتجاوز قيمة الأفلام المغربية 120 مليون سنتيم على أكبر تقدير، لكن بالرغم من هذا فنحن نحاول الإشغال بالوسائل المتوفرة حتى نقدم شيئا جديدا دائما  للمتلقي المغربي.

أنت لديك قاعدة جماهرية لابأس بها في المغرب، وهناك حتى من يصنفك من نجوم الصف  الأول في المغرب، هل تؤمن بمفهوم النجومية خصوصا في المغرب ؟ أم الفن في المغرب ينتج ممثلين فقط وليس نجوم ؟

صراحة نحن بعدين كل البعد عن مفهوم النجم المتعارف عليه عالميا، سواء في دول متقدمة أو حتى عند الأشقاء العرب، فمصر مثلا هي الدولة الوحيدة التي استطاعت أن تصل إلى مفهوم إنتاج النجوم، فيصبح العمل يعرف بثقل النجم الذي يشتغل فيه، لكن في المغرب نحن مازلنا نعيش محال فني تشوبه العشوائية والمحسوبية والزبونية، وحتى الاعتراف بالمهنة فما بالك في صناعة النجوم فصعب جدا أن نتحدث عن صناعة النجوم بالمفهوم المتعارف عليه، ربما ممكن أن نتحدث عن ممثلين لديهم حضور وشعبية، أي ممثلين شعبويين بالمفهوم المدحي وليس القدحي، لكن الحديث عن نجم بالمفهوم العالمي لا يوجد في المغرب بتاتا لأن النجم في التجارب السينمائية والفنية المتقمدة له ظوابط وظروف أخرى فتجد شركات وفريق عمل خاص يحتضنه ويؤطر مجال اشتغاله، وبالتالي فنحن بعدين كل البعد عن هذه التصنيف .

أنت لديك قناعة خاصة في مايخص المشاركة في الأعمال الرمضانية خصوصا السيتكومات بالظبط ،لماذا قررت عدم خوض في هذه التجربة لحد الآن ؟ و ما رأيك في ما يصطلح عليه  بالفن تحت الطلب الذي ينتج في رمضان ؟

أنا شخصيا منذ بداياتي لم أرى نفسي في مثل هذه الأعمال خصوصا السيتكومات مع كامل احترامي للذين يشتغلون فيها ، فنحن ليس لدينا تجارب ناجحة في هذا الجانب بالضبط اللهم بعض التجارب القديمة والأولية وهي محسوبة على الأصابع في التليفزيون المغربي ، فالجمهور متذمر من هذه التجارب التي نجد فيها كل سنة نفس الوجوه التي تسقط في التكرار ، فنحن مرتبطين بالجمهور الذي لا تستهويه هذه الأعمال ، وأنا أتحدى أي منتج يثبت أنه يصور العمل في 9 أشهر قبل رمضان، الأعمال الرمضانية كلها تكون “كوكوت مينوت” قبل رمضان بشهرين، وبالتالي أنا اقول دائما بصراحة “ذلك شر أتقيه”، فتخيل معي حتى النص غير موجود حسب ما يفيده أحد الأصدقاء بدون ذكر الأسماء ، الذي يشتغل في هذا المجال فتجد الممثلين يرتجلون في المشاهد لأن النص غير موجود ، وبالتالي “داكشي علاش كتخرج الأعمال مزعلكة “.

كلمة أخيرة لجمهورك ولقراء” أشكاين “؟

أشكر جريدة “أشكاين” على هذه المحادثة الغنية، وأتمنى لكم التوفيق، ولجمهورنا الحبيب أتقدم بجزيل الشكر والامتنان متمنيا أن نكون عند حسن ضنه دائما ، شكرا لكم

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x