لماذا وإلى أين ؟

من هو خليفة العثماني .. بركة أم وهبي؟

بدأت حرارة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة تقترب أكثر من المتتبع المغربي، وبدأ نقاش السيناريوهات الممكنة لحكومة 2021 المرتقبة، يطغى على نقاش الصالون السياسي، مع الإقتراب شيئا فشيئا من سنة 2021.

فمن المرتقب أن تكون سنة 2021 سنة إنتخابية بامتياز، حيت من المزمع تنظيم انتخابات جماعية وأخرى تشريعية، لم يتم الحسم بعد فيما إن كانت ستجرى في نفس اليوم، وهو المرجح أم سيتم التفريق بينها، لكن معالم الخريطة السياسية غير واضحة بما يكفي، لحد الآن، لتمكن من التكهن، نظريا، بمن سيقود الحكومة التي ستفرزها الصناديق.

وما زاد الخريطة السياسية لما بعد استحقاقات 2021 غموضا، هو ظهور مستجدات كسرت عددا من المسلمات لدى المهتمين والمتتبعين، كمسلمة أن حزب العدالة والتنمية هو من سيتصدر الانتخابات التشريعية المقبلة لغياب منافسين أقوياء، أو أن عزيز أخنوش هو من سيسقط البيجيدي من قيادة حكومة ثالثة. .

أول مستجد، يتمثل في شبه الإجماع الحاصل حول كون حلم حزب “التجمع الوطني للأحرار” بقيادة حكومة سنة 2021 ضاع، ولم يعد قابلا للتصديق، بفعل ما عاشه من أزمات خارجية، ناتجة عن أخطاء وهفوات قياديه، وما يتخبط فيه من صراعات داخلية، وصلت حد ظهور حركة تصحيحية تهدد بشق صفوفه وإضعاف هياكله. والخلاصة، إن لم يظهر جديد يعيده إلى الواجهة، هي أن “الحمامة” لن تتصدر التشريعيات المقبلة.

ثاني مستجد، هو الطرح غير البريء، لنقاش إمكانية تقليص البيجيدي مشاركته الانتخابية خلال الاستحقاقات المقبلة، وهو الأمر الذي يحتمل عددا من القراءات. من بينها أن “المصباح” يُسوق لنفسه بكونه فائزا بهذه الاستحقاقات حتى قبل إجرائها، وأنه إن لم يحتل الرتبة الأولى، فذلك ليس عقابا وحسابا من الناخبين له على نتائج ولايته الحكومية الثانية، وإنما رغبة ذاتية منه، لكون حساباته السياسية تقتضي التراجع إلى الخلف، بحسبه.

قراءة أخرى، يتبناها بعض أصحاب نظرية “الدولة العميقة”، ترى أن الحزب الأغلبي تعرض لضغط شبيه بذلك الذي تعرض له سنة 2003، لكي يقلص من مشاركته الانتخابية، لكون مصالح المغرب الخارجية تقتضي ألا يقود الحكومة المقبلة الإسلاميون مهما كانوا معتدلين.

القراءتان معا، وغيرهما مما لم يتسع المجال لذكره، تصب كلها في كون “البيجيدي” قد لا يكون هو الحزب الذي سيقود حكومة 2021. فمن سيخلفه على رأس الحكومة المقبلة إذا، أهو حزب “الاستقلال”، بقيادة نزار بركة، أم حزب “الأصالة والمعاصرة”، بزعامة المحامي عبد اللطيف وهبي؟

الاستقلال .. مراكمة تاريخية بدون قيادة كريزماتية

يروج في نقاشات الصالونات السياسية أن حزب “الاستقلال”، هو القادر على تصدر الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، لكن شريطة أن تنظم الانتخابات الجماعية والتشريعية في يوم واحد، وذلك لكون الحزب له مراكمة تاريخية في كيفية كسب الانتخابات الجماعية، واستطاع في عدة مناسبات حسمها لصالحه، وإن تم تنظيمها في يوم واحد مع الانتخابات التشريعية، فإن الأمر سيسهل عليه القيام بحملة قوية، قد تقوده إلى تبوء المرتبة الأولى في هذه المنافسات الانتخابية.

لكن، الكثيرون في هذه الصالونات السياسية، يعتقدون أنه من المستبعد أن يقود “الاستقلال” الحكومة المقبلة، معللين ذلك بكون أمينه العام لا يحظى بشخصية كرزماتية تمكنه من فرض وجوده في رئاسة الحكومة، رغم أن له تجربة حكومية قصيرة، وأصول عائلية جعلته يترعرع في محيط الحكم، وبروفايل أكاديمي جيد، لكن ضعفه السياسي يجعل الرهان عليه في كف عفريت، إضافة إلى ذالك وجود بروفايل حزبي منافس، يتفوق عليه من حيت القرب من صناع القرار والشخصية الكرزماتية، رغم أن هذه الأخيرة لم تكن يوما معيارا لتولي رئاسة الحكومة المغربية، وهو حزب “البام”، بقيادة عبد اللطيف وهبي.

بام وهبي .. الحية التي تغير جلدها

اعتقد الكثيرون أن حقبة حزب “الأصالة والمعاصرة” قد انتهت بعد صدمة تشريعيات 2016، والخروج، الحافظ لماء الوجه، لقائده الذي كان يتمتع بنفوذ بلا حدود، إلياس العماري. وما زاد من هذا الاعتقاد ما شهده الحزب من تطاحنات داخلية كادت أن تشق صفوفه، قبل انتخاب قيادة حالية عملت، إلى حد ما، على إنهاء صراعات الإخوة الأعداء.

خطة وهبي اقتضت أن يغير جلد “البام”، وينزع عنه خطيئة الولادة في “حجر” دار المخزن، وتهمة وجوده لمحاربة “الإسلاميين والإسلام”، التي كانت الورقة التي أوصلت “البيجيدي” إلى رئاسة حكومة ثانية. ومن أجل تطبيق هذه الخطة اضطر وهبي إلى “الاصطدام” بأعلى مؤسسة حكم في المغرب، المؤسسة الملكية، وذلك عندما وصفها بأنها تمارس الإسلام السياسي، والجديد فيما قاله وهبي هو أنه جهر به علنا في لقاء صحفي، أعلن من خلاله تقديم ترشيحه للتنافس على الأمانة العام لـ”الجرار”ـ التي يتولاها الآن.

الخطوة الثانية في خطة وهبي، أنه اعترف بكون “البام” ارتكب أخطاء في ممارسته السياسية، والأكثر، علاقاته (البام) الحزبية، وقاد حملة مصالحة واعتذار، ولو بشكل رمزي، حيت زار مقرات مجموعة من الأحزاب، من بينها العدالة والتنمية، وهي الزيارة التي أسالت الكثير من المداد. ولم يطمئن إليها جناح بنكيران من داخل “المصباح”، وجعلت قيادته تتريث في نسج أي تقارب مع الوافد الجديد على قيادة عدوهم القديم “البام”.

وإلى حد كبير، استطاع وهبي تحويل الأنظار عن “البام” وكسر بعض الصور النمطية التي رسمها عنه بنكيران وإخوانه في ذهن المغاربة، وبدأ (وهبي) يستعد لمرحلة الاستحقاقات المقبلة، فكانت البداية برص الصفوف الداخلية، قبل أن يعمل على نسج خيوط تحالفات انتخابية مستقبلية من خلال تقديمه مذكرة إنتخابية مشتركة رفقة حزب “الاستقلال” والتقدم والاشتراكية”، أخرجته من عزلته السياسية.

الرهان على “بام” وهبي لقيادة حكومة 2021، يجد مبرره في كون هذا الحزب، تم إنشاؤه ليقود حكومة مغربية، قبل أن تعصف رياح 20 فبراير بهذا الحلم، ويتحول إلى بخار خلال استحقاقات 2016 التي حظي خلالها بكل ما يلزم لتصدرها، قبل أن يخيب في ذلك، لكن الحلم لم يمت نهائيا، ومازال مهندسو نشأت “الجرار” متشبثين به، ويعدون لتمكينه من ذلك في صمت. فهل سيتحقق لهم ذلك أم الزمان يخفي مفاجأت قد تخيب أمالهم من جديد؟

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

7 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
rachid samy
المعلق(ة)
8 سبتمبر 2020 20:17

Ni l’un ni l’autre ,

Ce n’est qu’une manière d’instituer un cran de fumée ,pour du cendre dans les yeux .

L’élu de l’état étant, sans le moindre doute ,est, M.Akhannouch ,

.M. Akhannouche ,n’oubliez pas, qu’il est doté d’une carrure, et connu, à travers le monde de finance ,

Grosso modo ,il se représente comme une gigantesque pieuvre aux puissantes tentacules à travers

de différentes institutions de décision internes et externes ,d’Europe et d’Amérique ,

Bref ,c’est mon constat .

عمر
المعلق(ة)
6 سبتمبر 2020 19:10

اظن ان وهبي هو الاجدر بقيادة الحكومة المقبلة. فالرجل نظيف اليد و له كاريزما يتفوق بها على كل الوجوه السياسية الموجودة في الساحة

Borass
المعلق(ة)
6 سبتمبر 2020 13:32

تدكروا ان الأحرار هم من سيفوزون في الانتخابات القادمة لأن لديهم مباركة المخزن .لا نزار ولا وهبي و اصلا بجوجهم تافهين .بزز من المغاربة غيجي اخنوس

علي سيمو
المعلق(ة)
6 سبتمبر 2020 08:39

وهل من الضروري أن يكون أحد هذه الرؤوس يترأس الحكومة؟ مالكم كيف تحكمون؟

amazigh
المعلق(ة)
6 سبتمبر 2020 05:05

ما هذا الاستخفاف بالعقول،الانتخابات هي من تقرر من يبقى ومن يذهب!
اتحاولون التأثير على دهنية الناخب بالايحاء بأن العدالة والتنمية لا مكان له في المشهد السياسي؟
انه التزوير من طينة أخرى!
لكن المغاربة بالمرصاد.

اباحازم
المعلق(ة)
6 سبتمبر 2020 00:54

تشخيص جيد لواقع الحال ببلادنا و مايمكن ان يكون عليه الوضع خلال الاستحقاقات القادمة ويبدوا من البديهي ان يكون المواطن المغربي في حيرة من امره امام مشهد سياسي بئيس تطبعه الارتجالية و التقاعس والصراعات العقيمة من داخل الحكومة الواحدة ليبقى المتتبع للشان العام في حيرة امره بين من يدبر ومن يعارض مما انعكس سلبا على اداء الحكومة الحالية. لذا فان المواطن يترقب بشغف حكومة اكثر انسجاما ونجاعة واكثر قربا من هموم وانشغالات المغاربة ويبقى لتجربة حزب الاستقلال الاخيرة في قيادة حكومة 2007 وقعا ايجابيا في المجالات الاجتماعية والاقتصادية ويمتلك امينه العام الدكتور نزار بركة سيرة ذاتية تؤهله بقوة لقيادة الحكومة القادمة خاصة وانه يمتلك تصورا عمليا من خلال رئاسته للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبئي.

احمد
المعلق(ة)
5 سبتمبر 2020 19:46

الذي يمكن ان نرى معه جديدا هو وهبي.
بركة تكرار للوجوه الفاسية المسؤولة عن الاوضاع الحالية

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

7
0
أضف تعليقكx
()
x