لماذا وإلى أين ؟

منيب: حملة المقاطعة انتفاضة أخرى.. وبنعبد الله: لا يجب الاستهانة بها

مازالت الحملة التي انطلقت منذ أيام على شبكات التواصل الاجتماعي، والداعية إلى مقاطعة ثلاثة منتوجات استهلاكية تمتد، حيث انتقلت من التعبير عن مواقف من طرف نشطاء عاديين لتصل إلى مشاهير وفنانين قبل أن ينخرط فيها فاعلون سياسيون.

الأمينة العامة لـ”الحزب الاشتراكي الموحد”، نبيلة منيب، اعتبرت هذه حملة المقاطعة المشار إليها “انتفاضة أخرى، تعبر عن وعي المغاربة بأنهم يرفضون الاحتكار ويرفضون غلاء المعيشة بدون رقيب ولا حسيب”، وسبب ذلك -بحسبها- هي “الاختيارات اللاشعبية والخوصصة العشوائية، والتي أفرزت من قبل انتفاضة العطش وانتفاضة الحراكات وانتفاضة مي فتيحة.. جراء الفقر والهشاشة والتهميش”.

الأصل في الداء، بحسب منيب، التي كانت تتحدث لـ”آشكاين”،  هي “الاختيارات التي انتهجت في بلادنا منذ الاستقلال، باختيار انفتاح ليبرالي بدون وضع القوانين اللازمة لضمان المنافسة الحقيقية، وبدون إرساء قواعد القضاء النزيه المستقل حتى لا يكون هناك إفلات من العقاب حتى في الجرائم الاقتصادية”، مبرزة أن “كل هذا أدى إلى اختيار المغرب للنموذج النيوبارترمونيالي، الذي أدى إلى تمركز الثروة في يد أقلية من المستفيدين من الريع والتخفيض أو الإعفاء الضريبي، والأراضي المسترجعة”، إضافة إلى “المنحى الذي اختارته الدولة منذ بداية الثمانينيات، حيث شرعت في خوصصة عشوائية استفاد منها نفس الأشخاص والمجموعات التي كانت تستفيد من قبل، وهذا ما زادت من مركزة الثروة في أيادي مجموعة معلومة، في إطار من الاحتكار وغياب قوانين المنافسة الشريفة”، بحسب تعبير منيب.

وعن الذين يرون في الحملة، تصفية حسابات سياسية بين حزبين بارزين، تقول المسؤولة الحزبية ذاتها ” لا نريد أن نسيس هذه المعركة ونقول إن جهة معينة هي التي تقوم بها”، مشددة على أن “من يقوم بهذه المبادرة هم مغاربة، والتف حولها مغاربة آخرون، وهي نتيجة هذه السياسات المنتهجة التي لا تراعي مصلحة ولا تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية واللامجالية”، مردفة “إضافة إلى اختيارات الحكومات المتعاقبة، التي أوصلتنا إلى التدبير المفوض، الذي ألهب فواتير الماء والكهرباء، وكذلك اتفاقية التبادل الحر التي لم تراعَ فيها مصلحة الشعب المغربي، وكل هذا جعلنا نعيش في أوضاع تفاقمت فيها الفوارق الاجتماعية والمجالية”، على حد قول منيب.

وتستطرد منيب “بالنسبة لي، هذه طفرة للوعي، لها دلالاتها، ويجب على المسؤولين أن ينتبهوا إلى هذه الصرخة، ويجب الإنهاء مع احتكار المياه المعدنية من قبل أسر بعينها والاستفادة من خيرات هذا الوطن من قبل مجموعات معروفة، وكما فعلت كل الدول المحترمة، فتدبير الماء يجب أن يكون من طرف الدولة وليس بالتفويض”، مبرزة أنه “إذا لم ننتبه ولم نغير من سياساتنا تجاه التوزيع العادل للثروة فهؤلاء المسؤولون سيكونون نفسهم المسؤولين عن انفجار الوضع”.

وردا عن اتهام مسؤول بإدارة شركة “سنطرال دانون” للمقاطعين بـ”خيانة الوطن”، تقول منيب “لدينا مشكل في غياب الكفاءة العلمية والذكية، فلا يمكن إعطاء تصريحات في أي اتجاه، فالتصريح الذي ننتظره من المسؤولين، كيفما كانت مكانتهم هو الجواب عن الإشكالات الحقيقية وليس إخفاء الشمس بالغربال”.

أما الأمين العام لحزب “التقدم والاشتراكية”، نبيل بنعبد الله، قال لـ”آشكاين”، “إن ما يمكن أن أقوله في هذا الشأن هو أن هذه التعبيرات العفوية لا يمكن الاستهانة بها أو الاستهتار بها ويتعين الاستماع إليها بإمعان والتعامل معها بالذكاء اللازم وبالإنصات”.

وفي ذات التصريح، رفض بنعبد الله الإفصاح عن موقف واضح حول ما إذا كان مع المقاطعة أو ضدها، حيث أكد أن “ما صرح به لا يعني أنه مع المقاطعة، ولكن لا يعني كذلك التجاهل والتقزيم والاستهتار”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x