طاطا.. صراع مدير وأساتذة يحرم عشرات التلاميذ من حق التعليم

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

يخوض أساتذة مجموعة مدارس أكجكال بطاطا، إضرابا منذ أمس الخميس في جميع الوحدات المدرسية التابعة للمجموعة، احتجاجا على ما وصفوه بـ”تسلط مديرهم”، علاوة على “الارتباك الكبير في تنزيل البروتوكول الصحي بالمؤسسة، ما أدى إلى تسجيل إصابات مؤكدة بالفيروس في الوسط المدرسي بالمؤسسة، وتطبيق الحجر الصحي على أساتذة ومستوى دراسي بأكمله”.

“اللامبالاة” تهدد الحياة المدرسية لتلاميذ 4 دواوير
وأكد أحد الأساتذة المعنيين، الذي آثر عدم ذكر اسمه، على أن “كل الوحدات المدرسية عرفت توقفا شاملا عن العمل؛ تنفيذا لقرار الإضراب الذي اتخذته إطاراتهم النقابية”، موردا أن “الحياة المدرسية بالمؤسسة مشلولة إلى أجل غير مسمى في ظل لامبالاة المدير الإقليمي لهذا الوضع الشاذ، الذي أروته تصرفات وتسلط المدير الجديد”.

ولوَّح المصدر نفسه، في تصريحه الذي خص به “آشكاين”، بـ”إمكانية استمرار هذا الوضع طويلا إن لم يتداركه المسؤول الأول عن الشأن التربوي بالإقليم، بإيجاد حل نهائي يعيد المؤسسة إلى ما كانت عليه سابقا”، ما قد ” يهدد الحياة المدرسية لتلاميذ 4 دواوير بطاطا موزعة بين دوار السنح، ودوار أكجكال، دوار تاوريرت، ودوار تيغرمت”.

تجميد للحياة المدرسية
وحملت التنظيمات النقابية الداعمة لاحتجاجات أساتذة مدارس أكوجكال، في بيان وصل “آشكاين” نظير منه،(حملت) المدير الإقليمي “المسؤولية في عدم تفعيل الصلاحيات المفوضة له قانونيا، لإيجاد حل نهائي لمشكل “تسلط” مدير مجموعة مدارس أكجكال تجاه الأطر التربوية، ونهجه سياسة التماطل والتسويف بعد وقوفه على الشلل التام الذي يعرفه التواصل الداخلي بين إدارة المؤسسة وأطرها، وتجميد الحياة المدرسية بها، مما عرقل الجو التربوي السليم وألحق ضررا بالغا بالمصلحة الفضلى للمتعلمين والمتعلمات”.

“سوء” التفاهم وطريق للحل
من جانبه علق المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بطاطا، عبد الرحمان الراجي، على الموضوع بأن “المؤسسة تؤدي دورها العادي ما عدا التوقفات التي قام بها الأساتذة، من غير ذلك فالتلاميذ يتابعون دراستهم في المؤسسة، وهناك إشكال في سوء تفاهم بين المدير، الذي تخرج حديثا من المؤسسة وهو زميل سابق لهؤلاء الأساتذة المضربين، وأعتقد أن هناك إشكال في التواصل فقط”.

وتعليقا عن استقالات الأساتذة من الجمعيات ومقاطعة الاتصالات مع المدير، أكد الراجي، في تصريحه لــ”آشكاين، “أن المديرية الإقليمية على تواصل مع جميع الأطراف لتقريب وجهات النظر بينها، لأن المسألة ليست إدارية أو مرتبطة بسلوك أو بالمردودية أو حتى الكفاءة، فكل هذا حاضر عند الطرفين؛ بل هي مرتبطة بعلاقة شخصية بين المدير والأساتذة، وهو ما سنحله في أقرب وقت لأن هناك مؤشرات إيجابية جدا؛ مؤكدا أن الفارق الذي كان بينهم تقلص كثيرا”.

وجوابا على سؤال “آشكاين” عن سبب الإضراب إن كانت الأمور كما وصفها المتحدث، بـ”أنها في حالتها العادية”، أجاب عبد الرحمان الراجي، بأن “الإضراب كان مسطرا من قبل، ولم أقل أن المشكل تم حله مائة في المائة، بل هو في طريقه إلى الحل”، إذ برمجنا لاجتماع يوم غد السبت، يضيف مصدرنا، على أن “يكون الأخير، لإرجاع الحالة إلى نصابها وإلى ما كانت عليه، إلا أنه سيتأجل إلى الأسبوع القادم نظرا لالتزامنا بأمور أخرى”. مشيرا، إلى أن “جميع الأطراف مساهمون بشكل إيجابي في العودة بالمؤسسة إلى طبيعتها الأولى التي كانت عليها من قبل أو أكثر”.

وعن مطالبة الأساتذة بــ”رحيل” المدير نظرا لـ”تسلطه”، كما قال الأساتذة في بيانهم، قال الراجي، أن “التواصل حاضر بشكل مستمر، وأن المشكل الراهن يخص العلاقة التواصلية بين الطرفين، وعلى منسوب الثقة أن يرتفع بين الأساتذة والمدير، لتمتين العلاقة التواصلية وتكون إيجابية وشفافة”؛ معربا عن “تفاؤله بأن يتم وضع نقطة نهاية لهذا المشكل”.

جدير بالذكر أن الأطر التربوية العاملة بالمجموعة المدرسية نفسها، أعلنوا عن “تعليقهم للأشكال الاحتجاجية التي تستوجب تجمعا بشريا إلى أجل لاحق بسبب إجراءات السلطات المحلية التي تمنع التجمعات البشرية للحد من تفشي فيروس كورونا”؛ مؤكدين “اضطرارهم إلى وقف جميع أشكال التعامل الرقمي والهاتفي مع المدير الجديد، وتقديم الاستقالات من عضوية كل الجمعيات والأندية التربوية التابعة، الشيء الذي انعكس سلبا على الحياة المدرسية بالمجموعة التي تعتبر جامدة إلى وقت لاحق”.