لماذا وإلى أين ؟

خبير يكشف أسباب الهجرة الجماعية من تطبيق واتساب وحقيقة انتهاكه للخصوصية

أثارت الشروط الجديدة التي سيفرضها تطبيق التراسل الفوري واتساب تخوفا لدى العديد من مستخدميه، ما دفعهم إلى هجرة جماعية استعدادا للرحيل بشكل نهائي منه، في حالة أرغمهم التطبيق الشهير على شروط لا تنتهك خصوصياتهم.

هذا الجدل المثار حول إمكانية اختراق تطبيق واتساب لخصوصية مستخدميه، علما أن هذا التطبيق هو في ملكية شركة فيسبوك، وهو ما يطرح علامات استفهام متضادة: كيف لمستخدم واتساب أن يخشى من انتهاك خصوصيته بوجود شروط جديدة؟ وهو في الوقت نفسه أودع جميع بياناته الشخصية للشركة الأم فيسبوك، وهل فعلا ما يروج من إشاعات صحيح، وكيف يمكن تفسير ذلك؟

أصل المشكل

وفي هذا السياق، أوضح المستشار في التكنولوجيات الحديثة، أمين رغيب،  أن “أساس هذا المشكل ابتدأ عندما قامت شركة آبل بتقييد فيسبوك، من خلال منعها من الوصول إلى عدة معطيات تحصل عليها من هواتف مستخدمي آيفون.

مضيفا أنه “بعد التحديث الأخير الذي أحدثته آبل على نظام  هواتف أيفون، وعلى هذه الخلفية قامت شركة فيسبوك بإعطاء واتساب ترخيصا لبعض الصلاحيات الإضافية”؛ وأن “هذه الصلاحيات إن قارناها مع تلك التي يأخذها فيسبوك عادة سنجد أنها قليلة”.

إشاعات..وانتهاك الخصوصية

وأكد أمين رغيب، في تصريحه لـ’آشكاين”، على أن “هناك مفهوما خاطئا عند عامة الناس، حول هذه الصلاحيات التي يأخذها واتساب، من قبيل ما يروج على أن قبلوهم لهذه الشروط الجديدة لواتساب سيهدد خصوصياتهم وطريقة معالجة بياناتهم، وهي ما يشوبها الكثير من الإشاعات”.

“فتطبيق واتساب لا يمكنه أن يقرأ رسائلك”، يضيف رغيب شارحا: “ولا يمكنه أن يسجل مكالماتك عكس ما يشاع، لأن واتساب يستخدم تقنية  تشفير الند للند ” Peer-to-peer encryption technology”، وهو تشفير عالي جدا لا يسمح بوجود طرف ثالث يمكنه أن يسجل هذه المكالمات”.

وتابع محدثنا أن “الأشخاص الذين يثورون حول واتساب وأنه ينتهك خصوصياتهم وعليهم أن ينتقلوا لاستعمال تطبيق سينيال مثلا”، مؤكدا أنه “لا يمكن أن نتحدث عن هذه المسألة وهؤلاء الأشخاص يستخدمون فيسبوك، لأن الصلاحيات التي يصل إليها تطبيق فيسبوك هي أكثر بكثير من تلك التي يستعملها تطبيق التراسل الفوري واتساب”.

واستدرك رغيب، في التصريح نفسه، بقوله إن “كل من يستخدمون تطبيق فيسيبوك في هواتفهم، فحتى لو استخدموا تطبيق سينيال، عوض واتساب، فستحصل واتساب على معلوماتك وبياناتك عبر شركة فيسبوك، لأنه في الأخير واتساب في ملكية شركة فيسبوك، وكأن من يقوم بذلك يصب الماء على الرمل”. وحتى أولئك الذين يبررون انتقالهم لاستعمال سينيال بأن واتساب سيقرأ رسائلهم الخاصة وسيسجل مكالماتهم، فقد أكد رغيب على أنها “مجرد إشاعة”.

من يجب عليهم حذف واتساب

وأوضح رغيب في حديثه لـ”آشكاين”، أنه “بالنسبة للأشخاص الذين لا يستخدمون تطبيق فيسبوك في هواتفهم ويستخدمون واتساب للتواصل، فهم ملزمون بحذف تطبيق واتساب والانتقال إلى تطبيق سينيال، في حالة لم يريدوا أن يوافقوا على الشروط الجديدة”.

زوبعة عابرة

ولفت المتحدث نفسه، أن “شركة فيسبوك المالكة لواتساب أصبحت تفرض نفسها في الحياة اليومية، إذ أن  كل القطاعات الحيوية أصبحت تعتمد عليه بشكل رئيسي، كالأبناك، ووكالات الطيران، الصحافيون، الدبلوماسيون وباقي الإدارات”. موردا “أعتقد أن هذه مجرد ضجة وزوبعة عابرة والجميع سيعود لاستخدام واتساب”.

الشروط الجديدة..وحرب بيانات

ومن بين الشروط التي ستعتمدها واتساب مستقبلا، يضيف رغيب، طريقة معالجة البيانات، تحديث تموقع المستعمل، وهي نفس الخاصيات التي يستعملها الفيسبوك فقط مع بعض التعديلات، وكل هذه المعلومات التي يتم تجميعها بهدف استشهاري محض.

وبين أمين رغيب في حديثه للجريدة أنه “رغم أن مسألة الحصول على البيانات بغرض استشهاري هو الهدف المعلن في الواجهة، إلا أن الحرب الدائرة في العالم هي حرب بيانات، وذلك ما يفسر تسابق دول كبرى للاستثمار في تطبيقات ضخمة لتجميع أكبر قدر من البيانات، وعلى سبيل المثال تطبيق “تيكتوك” الصيني الشهير، إضافة إلى روسيا التي أحدث محركا “ياندكس” الذي يعطي نفس الخدمات تقريبا لغوغل”.

مبررا وجود حرب بيانات فعلية من خلال “ما حدث حول تطبيق “تيكتوك” الصيني، حين أعلن ترامب أنه سيحظر استعماله في أمريكا، وهو ما يطرح سؤالا عن علاقة تطبيق في الأنترنت مع حرب سياسية؟، فلا يمكن أن أتركك تجمع  بيانات شعبي دون أن أقوم أنا بجمع بيانات عن شعبك”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x