اعتبر محمد فهد الباش المستشار بالمجلس الجماعي لمدينة وزان، الذي تبرأ منه حزب الاستقلال بوزان على خلفية “دعوته لتوأمة مع مدينة إسرائيلية”،(اعتبر) أن بلاغ مكتب فرع الحزب بذات المدينة “ارتجالي”، مؤكدا على أن من أصدره “لا يتعدى عددهم 3 أشخاص من مجموع أعضاء المكتب البالغ عددهم 13 عضوا”، لافتا إلى أنهم ” ضد توجه الحزب رغم أنها منخرطين فيه وضد تنمية المدينة”، وان المكتب “لم يستدعه أو يستمع إليه”.
ثلاثة أعضاء أصدروا بلاغ
وأكد محمد فهد الباش، في تصريح لـ”آشكاين”، على أن مكتب فرع الاستقلال بوزان “لم يجتمع لا حضوريا ولا عبر منصات التواصل عن بعد، وأن البلاغ أصدره 3 أشخاص على أكثر تقدير”، موردا “اتصلت بمجموعة من أعضاء مكتب الفرع الذي يبلغ عددهم 13 عضوا، ولم أجد لديهم أي علم لا بالبلاغ أو الاجتماع أو أي شيء، فلا يمكن أن يكون اجتماع دون إبلاغ أعضاء المكتب”.
وقال محمد فهد الباش، إن “هذه المجموعة التي أصدرت البلاغ تعتبر ضد توجه الحزب رغم أنها منخرطة فيه، وضد تنمية المدينة”. متأسفا من “صدور هذا البلاغ الارتجالي ودون استشارته أو الاستماع إليه”، مشيرا إلى أنه “تم الاتصال به فقط والاستماع إلى حيثيات المقترح الذي تقدت به”.
نزار بركة بعيد عن البلاغ
مستدركا “فإذا بي أتفاجأ بهذا البلاغ”، مشددا على أنه “من المفروض أن يعقد اجتماع ويتم استدعائي إليه والاستماع إلى وجهة نظري ونخلص إلى قرار مجتمع، ولن يكون هناك مشكل، ففي الأخير أنا مستشار جماعي باسم الحزب”، مؤكدا أن “نزار بركة بعيد كل البعد عن ما صدر في البلاغ”.
خلفيات الدعوة للتوأمة
وأوضح الباش في حديثه لـ”آشكاين” عن طبيعة دعوته للتوأمة مع مدينة إسرائيلية، بقوله إن “هذا مقترح نابع من عملي في العمل الميداني، أولا في العمل الجمعوي، لأنني كنت أترأس منتدى الشباب للألفية الثالثة، ولدي علاقات كبيرة وتشمل عددا كبيرا من دول العالم”.
واسترسل محدثنا “بالتالي فتفكيري في تنمية مدينة وزان هو تفكير معمق ولديه أبعاد كبيرة، هذا المقترح الذي جاء بناء على اشتغالنا تحت إطار توجيهات الحزب ووفق مقرراته، ومقترحي جاء على هامش الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي لوزان وليس نقطة في جدول الأعمال”.
“بمعنى أن جدول العمال للمجلس الجماعي للمدينة كانت به نقطة وحيدة مبرمجة”، يورد الباش شارحا: “وعلى هامش هذا الاجتماع، وقبل أن ننطلق في مناقشة جدول الأعمال، طلبت نقطة نظام لرئيس الجماعة الترابية وتطرقت إلى مجموعة من النقط من بينها الإشادة بالمبادرة الملكية والقرار الأمريكية بالاعتراف بمغربية الصحراء، وعودة العلاقات مع إسرائيل، والمشاكل البنيوية وبعض الخروقات منها الحملة الانتخابية السابقة لأوانها لحزب العدالة والتنمية بالمدينة، وتحدث عن نقطة التوأمة”.
مردفا “وقلت بما أن مدينة وزان معروفة بالسياحة الدينية، وأن ضريح اليهود عبر العالم الذي يعود إلى با عمران بن ديوان، يتواجد قرب مدينة وزان والذي يحج إليه آلاف اليهود طيلة السنة، خاصة مع الهيلولة التي تقام مرتين في السنة، إضافة إلى يهود مغاربة عاشوا مع عائلاتنا وآبائنا وأجدادنا، ونعرفهم بشكل شخصي ويتعايشون معنا، ومازالوا يأتون لزيارة منازلهم والأماكن التي عاش فيها آباؤهم”.
مضيفا “فما دام هذا التقارب موجودا وهذه العلاقة الدينية الروحية بين وزان وعمران بن ديوان، لما لا تكون هناك توأمة لنؤسس لهذا الأمر، مادامت وزان تعيش نوعا من التهميش والذل، ومرحلة عصيبة في ظل تجربة تسيير العدالة والتنمية، والواقع يشهد بهذا”.
مشيرا إلى أنه “في ظل هذا كله اقترحت أن تكون توأمة بين مدينة وزان ومدينة تكون فيها جالية كبيرة، من اليهود المغاربة الذين لهم تقارب مع مدينة وزان ويعرفونها، ويحصل التبادل الثقافي والاجتماعي، وخلق مشاريع اقتصادية وتنموية”.
“ما نعرفه ونعيه تماما”، يستطرد محمد فهد الباش “هو أن اليهود المغاربة لهم علاقة كبيرة ويشتغلون في التجارة، وعملوا على تنمية عدة مدن، ومنهم من أعرفهم في فاس، مراكش والدار البيضاء وغيرها، فلماذا لا نستفيد من اليهود المغربة؟، الذين هم أصدقاؤنا وتربطنا معهم علاقات كبيرة، ونستغل هذه العملية ونستغل هذه التوأمة”.
استغلال العدالة والتنمية للتوأمة
وتأسف الاستقلالي محمد فهد الباش، في حديثه لمنبر “آشكاين”، من “استغلال بعض أعضاء العدالة والتنمية لأقواله وتحويرها، وأنهم قالوا أنني طلبت التوأمة بين وزان ومدية إسرائيلية صهيونية”، مشيرا إلى أنه “لم يتحدث عن مدينة إسرائيلية وإنما مدينة بها جالية مغربية كثيرة”.
معتبرا أن “هؤلاء الأعضاء في العدالة والتنمية حاربوني بشكل كبير، ويحرضون الناس، ويحرضون بشمركة الصحافة الإلكترونية الفاشلة ويختبئون وراء الصور، إذ قالوا أني أريد أن أطبع مع الصهاينة”، نافيا “صحة هذا الكلام”.
جدير بالذكر أن حزب الاستقلال بمدينة وزان تبرأ من تصريحات عضوه محمد فهد الباش، بعد دعوته لعقد توأمة مع إحدى المدن الإسرائيلية، وذلك خلال أشغال الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي المنعقد بتاريخ 15 يناير 2021، إذ اعتبر الحزب أن هذا التصريح “يمثل صاحبه فقط ولا علاقة له بهياكل الحزب”.