لماذا وإلى أين ؟

لماذا لم تفتح قطر قنصلية لها بالجنوب المغربي حتى الآن؟

بعد افتتاح الإمارات العربية المتحدة والبحرين قنصليتين لهما بالعيون أواخر العام المنصرم، افتتحت المملكة الأردنية الهاشمية، أمس الخميس 4 مارس الجاري، قنصلية لها بالمغرب، تأكيدا على “العمل مع الأشقاء من أجل التوصل لحل لقضية الصحراء المغربية وفق قرارات الشرعية الدولية، ووفق مبادرة الحكم الذاتي التي أطلقها المغرب” وفق تعبير وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

وعبر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي عن “الاعتزاز بتوالي افتتاح القنصليات العامة للدول الشقيقة والصديقة في الأقاليم الجنوبية”، مؤكدا أن ذلك “تعبير واضح وصريح عن موقف دولي داعم لمغربية الصحراء، ولوجاهة الموقف المغربي إزاء هذا النزاع الإقليمي المفتعل”؛ وبهذا الصدد علت التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص غياب أي إشارة من دولة قطر عن رغبتها في افتتاح قنصلية لها بالجنوب المغربي، بالرغم من العلاقات المتوازنة الحالية ما بين البلدين.

وفي هذا السياق، اعتبر خالد شيات، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بجامعة محمد الأول، في وجدة، أن “العلاقات المغربية الخليجية في أحسن فتراتها بعد مد وجزر من العلاقات المتوترة في مراحل معينة، وافتتاح القنصليتين الإماراتية والبحرينية في الأقاليم الجنوبية هو تعبير عن هذا الوضع المتميز بين المغرب وهذه الدول”، مردفا أن “العلاقات تعززت كذلك مع دولة المملكة الأردنية الهاشمية، مما يعني أن مسارات التعاون بين البلدين ستكتسي طابعا أكبر خلال السنوات القادمة للتوافق الذي أدى إلى هذه العلاقات”.

العلاقات المغربية القطرية على ما يرام

وأشار الشيات، في حديثه مع “آشكاين” أنه ليس هناك أي إشارات لتوتر العلاقة بين المغرب وقطر، بالرغم من أنه “ليس هناك أي موقف آخر إلا المواقف الرسمية التي لها سقف أعلى وهو افتتاح القنصليات بالجنوب المغربي، أو تعبير آخر له أقل قوة وقد يتخذ أشكال أخرى من قبيل الدعم ببلاغات أو تصريحات أو غيره من الوسائل التي يمكن لأي دولة من خلالها التعبير عن مغربية الصحراء، ودول الخليج كافة لها مواقف إيجابية”.

وعن نشر قناة الجزيرة في بداية الأسبوع الجاري، للخريطة المغربية ناقصة من الأقاليم الجنوبية، أكد الشيات، أنها بهذا السلوك “لا تعبر عن الموقف الرسمي القطري، الذي يتم التعبير عنه بطريقة حكومية، أو من جهات حكومية رسمية، وهو أمر لا يتحقق في قناة، كيفما كان نوعها، التي قد تكون فيها ربما بعض التقاطبات والتجاذبات التي تمثل الكثير من الاتجاهات، خاصة وأنها تمثل قطاعا خاصا الذي تتحكم فيه دولا كثيرة”.

“العلاقات مع قطر لا يمكنها إلا أن تكون في مستويات جيدة لحد الآن”، يضيف الشيات مردفا “لأن قطر لم تعبر لحدود الآن عن أي موقف سلبي من الوحدة الترابية للمغرب”، موضحا في السياق ذاته، أن عدم إقبال قطر على فتح قنصلية لها بالمغرب لحدود الآن “رغم المواقف التي عبر عنها المغرب في مرحلة الأزمة ما قبل قطر والدول الخليجية الأخرى، إذ كان المغرب سباقا للدفاع عليها، لكن هذا كله ليس سوى تعبير عن علاقات متميزة، قد تكون لقطر أيضا بعض التوازنات الأخرى، إذ هناك دولا كثيرة تختار مثل هذا التوازن، أو ما يمكن وصفه بالمنطقة الرمادية بين المغرب والجزائر حتى لا يكلفها ذلك أي شيء من الناحية الاقتصادية، خاصة وأن هناك العديد من الدول التي تعيش على وقع أزمة اقتصادية”.

جدير بالذكر، أن العلاقات المغربية القطرية تعرف تعاونا في عدد من المجالات مختلفة؛ وإثر ذلك كان المغرب قد رفض الانضمام إلى حلف حصار قطر التي قادته المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة منذ شهر يونيو 2017، وعرف انفراجا بعد مرور سنتين، أي مع نهاية سنة 2020 المنصرمة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
كريم
المعلق(ة)
6 مارس 2021 03:34

الذي قد يحرج قطر هو ان فتحت الكويت قنصليتها بحيث، تصبح الدولة الخليجية الوحيدة التي تمتنع عمليا عن دعم الوحدة الترابية للمغرب

ملاحظ
المعلق(ة)
5 مارس 2021 21:39

نقول لماذا قطر والسعودية لكم تفتتح قنصلية بالصحراء المغربية تساؤل قد تصعب الاجابة عنه.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x