2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بعد تسعة أيام من انعقاد اجتماع مجلس اﻟﺴﻠﻢ واﻷﻣﻦ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ، حول قضية الصحراء المغربية، أعلن أمس الجمعة 19 مارس الجاري، أوهورو كينياتا، الرئيس الكيني، عن بيان الاجتماع بشكل فردي، وهو ما يُعتبر مخالف لدليل المساطر المعمول به داخل مجلس السلم والأمن الإفريقي، الذي أقره رؤساء الدول، خاصة في فقرتيه 56 و57 اللتان تنصان على عقد اجتماع رسمي لمناقشة صياغة البيان الصحفي في حالة اختلاف في وجهات النظر.
وأكد وزير الشؤون الخارجية، أمس الجمعة بالرباط، أن المغرب غير معني وغير مهتم بالبلاغ الذي صدر عقب اجتماع مجلس اﻟﺴﻠﻢ واﻷﻣﻦ ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ، المنعقد في 9 مارس الجاري، حول قضية الصحراء المغربية، وأن الأمر يتعلق بـ”حدث غير ذي شأن” بالنسبة للمغرب الذي يواصل عمله داخل الاتحاد الإفريقي في إطار القرار 693 للاتحاد.
وفي هذا السياق قال كريم عايش، الباحث في العلاقات الدولية، إنه “صار معروفا لدى المغرب وحلفاؤه المنحى الخطير الذي بدأت تسير عليه رئاسة الاتحاد الافريقي برعاية جنوب إفريقيا والجزائر بتزوير البيانات الختامية، والتوصيات، ليعيدوا بذلك المنظومة القارية عقودا إلى الخلف” مردفا “حين كانت الدول الافريقية ترزح تحت الظلم والقمع والفساد الشامل، أي تغييب القانون سواء الوطني أو الدولي في تسيير الدولة داخليا وعلى الصعيد الدولي”.
استنكر تغيير مقررات الاتحاد الإفريقي
وزاد عايش، في حديثه مع “آشكاين” أنه “كان المغرب على لسان الدبلوماسي ممثل المغرب الدائم بالأمم المتحدة قد استنكر تغيير مقررات الاتحاد الإفريقي المبلغة لمكتب الأمين العام للمنظمة الدولية وهو ما أشار إليه بيان الخارجية الأخير، بكونه بلاغ مجلس الأمن والسلم مجانب للمصداقية لا يمكن اعتباره ذا قيمة طالما لم يصدر مباشرة مع انتهاء الاجتماع”.
“ثم إنه لا يحترم بيان قمة نواكشوط الماضية والتي كرست الطابع الحصري للأمم المتحدة في تدخلها في نزاع الصحراء” يزيد عايش موضحا “وهو الأمر الذي أكده رئيس الدورة آنذاك، ممثل جنوب افريقيا والذي اعتبر في حينه تحولا نوعيا في موقف هذه الدولة، لكن مع الأسف لم تعي ثقلها الحقيقي وأهميتها، وانخرطت في تزوير المقررات والتوصيات، مما اعتبر تسفيها لعمل الاتحاد الافريقي وهياكله الفرعية وتسطيحا للدور الحيوي الذي يجب أن يلعبه مجلس الأمن والسلم، في إطار مبادرة الأمم المتحدة لإسكات البنادق، وهو الأمر الذي يجب أن يصاحبه أيضا إسكات الأبواق والأكاذيب والأضاليل”.
وعن بلاغ وزارة الخارجية الأخير، أكد عايش أنه “كان في محله بالرغم من أنه لم يسم الدول التي صنعت ذلك العمل المهزلة وتجنب الإشارة إليها حتى لا تحسب نفسها ذا قيمة، إذا ما رأينا ما قدمه المغرب لإفريقيا والأفارقة كي لا يسقطوا في مثل هذا السلوك المشين والصبياني”.