لماذا وإلى أين ؟

امسكرود.. قصة جماعة منكوبة بالأزبال والاختلالات (وثائق وصور)

منذ الوهلة الأولى التي تسمع فيها اسم جماعة “أمسكرود” تنشط ذاكرتك بتذكر الطريق السيار المؤدي إليها، الذي يوصف في كثير من الأحيان بـ”طريق الموت” إذ خلف حوادث سير مُفجعة حصدت عددا من الأرواح؛ أو ستتذكر عددا من الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس، أو سقوط طائرة مدنية، في ثمانينيات القرن الماضي، كإحدى الفواجع التي خلّفت مأساة حقيقية؛ منطقة لازال سكانها يعانون الخيبات، رغم مضي السنين، وفي الآونة الأخيرة يشتكون تراكم الأزبال في الجماعة، وتأثيره السلبي على صحتهم.

إمكانيات مالية للجماعة وتهميش للساكنة

وتعيش ساكنة جماعة “أمسكرود” المتواجدة على مقربة 25 كلم من شرق مدينة أكادير، منذ أسابيع طال عددها، على وقع روائح الأزبال المتراكمة بالمنطقة، وبحسب شكواهم في عدد من التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الجماعة كانت قد أفصحت عن اتفاقية شراكة بين جماعة امسكرود وجمعية واحة النخيل للشباب والتنمية والمحافظة على البيئة، بخصوص تدبير النفايات الصلبة بمركز امسكرود، إلا “أنها لم تكشف عن باقي التفاصيل، ولم يتم تدبير النفايات، ولا تأهيل المنطقة بيئيا عن طريق تخليصها من النفايات المتراكمة في كل مكان” بحسب تعبير الساكنة.


وتؤكد الساكنة، في السياق ذاته، على أن جماعة “امسكرود” بها من المؤهلات الطبيعية من غابات وواحات ما قد يجعلها في مصاف المناطق السياحية بالمغرب، وتحمي شبابها من البطالة بتوفير إمكانية الإنعاش الاقتصادي، بلا من أن يختاروا الهجرة للمدن المجاورة بحثا عن فرص عمل، إلا “أنها تعيش بين طي النسيان وشدة الإهمال، فضلا عن التهميش وهو ما تؤكده الأزبال المتراكمة في كل مكان داخل الجماعة” يزيد واحد من ساكنة الجماعة مشيرا أنه “للجماعة إمكانيات مادية كفيلة بتأهيل المنطقة، إلا أن غياب المسؤولية جعل المنطقة تقع في مستنقع من الفوضى والتهميش”.

وتوصلت “آشكاين” لعدد من لوائح المصاريف المقترحة لثلاث سنوات 2020-2021-2022، التي تضم قيمة المصاريف كتعويضات عن أنشطة المجلس، بمبالغ وصفتها “الساكنة” لا تستجيب وقيمة الأنشطة المُحصلة على أرض الواقع؛ مستنكرين ارتفاع هذه المصاريف بالمقارنة مع ما هو أمام مرأى أعينهم، من نفايات متراكمة وطرق مهمشة، وعزلة؛ إذ دون أحد الساكنة على حسابه الشخصي بـ”الفيسبوك” معلقا على قيمة المصاريف “ضرب ليا على النشاط الثقافي والقيمة المالية لمعمرك تجيب ليها الخبار في الواقع وهذا غير مقترح علم الله الحقيقة شحال فيها”.

وبحسب ساكنة جماعة أمسكرود، البالغ عددها 9351 نسمة، حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014، فإن هذه الأرقام ينقصها التنزيل على أرض الواقع، مشيرة إلى مسألة انعدام الطرق المهيأة بالشكل الذي يتيح ربط هذه القرى بالمجال الحضري للجهة، وضرورة النهوض بأوضاعهم الاجتماعية، خاصة في غلاء المعيشة إذ يجدون صعوبة نقل المواد الغذائية إلى المنطقة، ناهيك عن مشاكل الهدر المدرسي وتنامي هجرة الشباب وصعوبة ارتياد المركز الطبي.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x