2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

مازالت قضية استقبال زعيم جبهة البوليساريو من طرف إسبانيا يحرك جميع أجهزة الجارة الشمالية وتحاول جاهدة الخروج من هذه “الورطة”، أو بالأحرى التغطية على الخطأ ومحاولة رأب أي صدعٍ مستقبلي محتمل في جسر العلاقات التي يربطها بالمغرب.
ويبدو أن اسبانيا التقطت سريعا حمولة اللهجة التصعيدية التي تحدث بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، عن هذا الملف حين ساءها: إن كانت إسبانيا مستعدة للتضحية بعلاقاتها الطويلة والاستراتيجية مع المغرب من أجل زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي؟”.
وفي هذا السياق، غيرت إسبانيا لهجتها في ما يتعلق بملف زعيم جبهة البوليساريو المريض، إبراهيم غالي، مبدية استعدادها التخلي عنه مقابل الحفاظ على علاقاتها مع المغرب الذي اعتبرته “شريكها”، والتي وصفتها(العلاقات) بأنها “استثنائية” ضمن باقي علاقاتها مع جيرانها.
وأكدت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانتشا غونزاليس لايا، خلال مؤتمر صحفي لها اليوم الثلاثاء 4 ماي الجاري، على أن “ما تهتم به حكومة إسبانيا هو الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع جيرانها والحفاظ على علاقات استثنائية مع جارنا وشريكنا المغرب”.
وأبدت إسبانيا تخليها بشكل غير مباشر عن زعيم جبهة البوليساريو، مُلمَّحَة بتركه يواجه القضاء لوحده دون تدخل حكومتها في الملف، إذ شددت وزيرة الخارجية الإسبانية في المؤتمر نفسه، على أن “العدالة ستفعل ما يتعين عليها القيام به وستحترمها الحكومة الإسبانية احتراما كاملا”، متداركة صورتها التي كاد غالي أن يهشمها بالقول: إنها قررت هذا السلوك “لأنه لا يمكن أن تكون بخلاف ذلك في بلد ديمقراطي” وتقصد إسبانيا .
وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية نفسها، في المؤتمر نفسه، إن “حكومة بلادها لن تتدخل إذا طالبت العدالة زعيم جبهة البوليساريو”، مشددة على أن “موقف إسبانيا من المغرب استراتيجي ولم يتغير، صداقة وتعاون وشراكة وثيقة”، وأن ما يهمها هو “الحفاظ على هذه العلاقة الاستثنائية”.
وأكدت أرانتشا غونزاليس لايا، في نفس اللقاء، على أنه إذا ارتأت العدالة الاستماع إلى زعيم جبهة البوليساريو ورئيسها، إبراهيم غالي، الذي تم إدخاله إلى مستشفى في لوغرونيو، وأنه سيحضر، فلن تتدخل حكومتنا في عمل العدالة المستقل والحر في بلادنا”.
وردا على سؤال حول الانزعاج الذي أحدثه قرار استضافة غالي في المغرب، أشارت وزيرة خارجية إسبانيا، إلى أن إسبانيا قدمت بالفعل “التفسيرات المناسبة للمغرب حول الظروف والأسباب التي دفعتنا لاستضافة السيد غالي لأسباب إنسانية بحتة ومتى انتفت هذه الأسباب فإن غالي سيغادر إسبانيا”.
وكانت صحيفة لاراثون الإسباني،ة قد كشفت، اليوم الثلاثاء، أن قاضي التحقيق بمدينة مدريد أجَّل الاستماع لإبراهيم غالي إلى غاية يوم الجمعة المقبل، بعدما كان من المرتقب أن يتم الاستماع إليه يوم غد الأربعاء حول الشكايات المرفوعة ضده والمتعلقة أساسا بـ”التعذيب” و”الاغتصاب” و”الإبادة الجماعية” وا”لاختطاف”.
جدير بالذكر أن كان قاضي التحقيق سانتياكو بيدراص كوميز، قد وجه استدعاء لزعيم جبهة البوليساريو؛ إبراهيم غالي، المتواجد في هذه اللحظة بمستشفي سان بيردو باسبانيا، من أجل المثول أمامه يوم 05 ماي 2021 الجاري، والاستماع إليه حول الشكايات التي قدمها مجموعة المواطنين الصحراويين المغاربة ضده.
وتأتي هذه التطورات بعد أن خرج عدد من ضحايا زعيم جبهة البوليساريو؛ إبراهيم غالي، بوجه مكشوف للإعلام فور علهم بدخوله للتراب الإسباني، يطالبون من إسبانيا إنصافهم باعتقال غالي وتسليمه للعدالة.
لن تعتقله، بل تهدد به بلادنا، يجب قطع العلاقات الدبلوماسية مع هذه الدولة الغاصبة الاستعمارية