لماذا وإلى أين ؟

الاعلام العمومي يختار الصمت في أحداث سبتة مقابل هجوم الاعلام الاسباني على المغرب؟

في الوقت الذي تناولت فيه أغلب الصحف والقنوات الفضائية الدولية الكبرى استمرار توتر العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا، خاصة بعد أحداث ما يعرف بـ“الهجرة الجماعية” إثر نزوح الالاف من المواطنين المغاربة إلى مدينة سبتة المحتلة، في واقعة غير مسبوقة، ما يزال الاعلام العمومي المغربي غائب عن هذه الاحداث.

ففي الوقت الذي أصبح فيه موضوع “الهجرة الجماعية” مادة دسمة للصحف الورقية والرقمية المغربية، وبالرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب عجت بالتدوينات والصور والفيدوهات التي توثق لحدث غير مسبوق في تاريخ العلاقات المغربية الاسبانية، اختار الاعلام العمومي الذي يمول من جيوب المغاربة الصمت وعدم القيام بدوره في تقديم خدمة إعلامية عمومية.

وعلى عكس الاعلام العمومي المغربي، استغل إعلام الجارة الشمالية حدث “الهجرة الجماعية” صوب سبتة ليشن هجوما وحملة إعلامية مغرضة على المغرب وعلى رموزه، بل الاكثر من ذلك اعتمد الاعلام الاسباني على صور مفبركة لتعويم الازمة وركز على صور لا علاقة لها بأحداث سبتة ونسبها لهذه الأخيرة، لاستمالة الرأي العام الإسباني والتغطية على خطأ حكومتهم في اختيار شريكها الأساسي لأمن أوروبا.

وفي غياب الاعلام الرسمي المغربي، استطاع الاعلام الرسمي الاسباني من خلال حملته الاعلامية المغرضة ضد المغرب، استمالة موقف المفوضية الأوروبية التي أطلقت تصريحات شديدة اللهجة على لسان أحد مسؤوليها ضد المملكة المغربية، حيث قال نائب رئيس المفوضية، مارغريتيس شيناس، إن أوروبا “لن يخيفها أحد في موضوع الهجرة ولن تكون ضحية لهذه التكتيكات”، مسترسلا “لا أحد يستطيع تخويف أو ابتزاز الاتحاد الأوروبي”.

أمام هذا الهجوم الاسباني والاوروبي على المملكة المغربية، إلتزمت قنوات الاعلام العمومي الصمت، مثلها مثل الحكومة المغربية التي لم يسمع لها موقف مما يجري إلى حدود اليوم، باستثناء وزير الدولة المُكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان؛ المصطفى الرميد، الذي لم يجد إلا صفحات “الفايسبوك” لكي “يمد رجليه” من خلال تدوينة استغلها الاعلام الاسباني للهجوم على المغرب مرة أخرى.

ولحدود اليوم بعد مرور أربع أيام من بداية الحدث التي علقت عليه مجموعة من الدول الأوروبية والامريكية، مازال الاعلام المغربي في “دار غفلون” ويغطي الطرف على حدث أسال الكثير من المداد داخل المغرب وخارجه، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول اسباب اتخاذ الاعلام الرسمي المغربي موقف الصمت مما يجري، وحول فائدة صرف الملايين عليه من مال دافعي الضرائب.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
ابو زيد
المعلق(ة)
20 مايو 2021 17:40

و هل يوجد اعلام عمومي اصلا؟!
هو اعلام نزوات شخصية ، لا يمت للشارع اي العموم باي صلة.
المشكل ، هو انه في غياب هذا الاعلام، يلجأ اغلبية المواطنين الى الإعلام الأجنبي و الى وسائل التواصل الاجتماعي.
في النهاية ، يخسر الوطن ، لان المواطن كمتلقي يشحن بقناعات خارجية موجهة ….
ان سياسة الدولة في تغييب لغة التواصل مع شعبها، امر يبعث على الحيرة، شعب باكمله يترقب قرارات رفع اليد و التخفيف من الاغلاق في ظل مؤشرات إيجابية وطني و دوليا، و هم يتعمدون ارهاقنا نفسيا.
قمة الاستهتار بنفسية المواطن، حكومة ليست في خدمة المواطن!

تاشفين
المعلق(ة)
20 مايو 2021 17:25

وما محلكم انتم من الإعراب ألستم صحافة او أنكم شيئ آخر

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x