لماذا وإلى أين ؟

مقتل مغربي على يد إسباني يفضح العنصرية الاسبانية (فيديو)

قتل مواطن إسباني أحد المغاربة المقيمين في إسبانيا رميا بالرصاص بعد شجار بينهما، قبل أن يبدأ القاتل بالصياح قائلا “يجب على جميع المغاربة أن يموتوا”، وذلك تزامنا مع أوج الأزمة التي تشهدها العلاقات بين إسبانيا والمغرب، والتي بلغت مستويات مختلفة.

واعتقلت الشرطة الإسبانية الجاني البالغ من العمر 52 سنة، بعدما وجه ثلاث رصاصات لصدر المغربي، الأحد 13 يونيو الجاري، في إحدى المقاهي في “بويرتو دي مازارون” (مورسيا)، حيث تم نقله إلى المستشفى لإسعافه إلى أن محاولات الإنقاذ باءت بالفشل ولفظ أنفاسه الأخيرة، وفق ما نقلته مصادر إعلامية إسبانية.

وشكل هذا الفيديو صدمة في الأوساط المغربية، ولدى الجالية المقيمة في إسبانيا، حيث أن هذا الحادث جاء في سياق غير عادي، يتسم بحدة التوتر المتصاعدة بين البلدين، وهو ما أثار مخاوفهم من ارتفاع جرائم من هذا النوع.

ويعتبر تزامن هذا الحدث المأساوي مع الأزمة الحالية مثار تساؤلات عن دور السلطات الإسبانية في تغذية الكراهية لدى مواطنيها تجاه الجالية المغربية، عبر تصريحات مسؤوليها المعادية للمغرب.

وترجح بعض الآراء، أن هذا الحادث قد يكون عبارة عن “تغذية راجعة” لما يتلقاه الإسبان عبر وسائل إعلامهم القريبة من السلطة والتي تدور في فلكها، خاصة تصريحات زعماء الأحزاب المتطرفة مثل فوكس وبوديميوس، الذين ما فتئوا يهاجمون المغرب ويطالبون باتخاذ إجراءات صارمة في حق المغاربة.

وكان آخر هذه التصريحات، ما طالب به حزب “فوكس” الإسباني المتطرف “بتعليق اتفاقية الزراعة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب”، في ظل الأزمة الدبلوماسية التي تشهدها العلاقات بين بلاده والمغرب، مبررا طلبه للكونغرس الإسباني بـ”الضرر الاقتصادي الهائل، الذي تسببه للمنتجات الغذائية الزراعية الإسباني”.

رَميُ كرة فشل الفلاحة الإسبانية في سلة المزارعين والمصدرين المغاربة، من شأنه أن يكون شرارة من بين أخريات سبقتها، تسهم في تراكم “الكراهية والعنصرية” المؤدية لارتكاب جرائم “ذات صبغة عنصرية وتنم عن الكراهية”.

ولم تخرج السلطات الإسبانية لحدود الآن بتوضيح رسمي حول الحادث رغم خطورته وحساسيته، كما فعل رئيس الوزراء الكندي مباشرة بعد مقتل أربعة أفراد من أسرة مسلمة دهسا بدافع الكراهية للإسلام، حيث عبر المسؤول الكندي حينها عن وقوفه لجنب المسلمين وأن هذا الحادث لا يعبر عن الموقف الرسمي للبلاد.

وذهبت بعض الآراء، في تعليقها على الحادث الأليم، كون الصمت الإسباني الرسمي عن هذا الحادث هو بمثابة قبول غير مباشر لهذا الفعل، وأن أي تصريح حكومي من شأنه تهدئة روع المغاربة وبقية الجاليات المقيمة في إسبانيا حتى لا تنتشر مثل هذه الحوادث.

فيما تساءل آخرون، إن كان هذا الحادث هو نتاج ترسبات متتالية للكراهية والعنصرية الإسبانية الدفينة تجاه مواطني البلد الجنوبي الجار للملكة الإيبيرية، خاصة في ظل الأزمة الحاصلة بين البلدين.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x