2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

تتناسل الردود تباعا حول حصيلة وزارة سعيد أمزازي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، التي عرضها أمس الثلاثاء 6 يوليوز الجاري، ووضع خلالها الخطوط العريضة لحصيلة وزارته، أمام أعضاء مجلس المستشارين.
وتعليقا على الحصيلة التي عرضها أمزازي، أوضح عبد الغني الراقي ، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أنه “بالنسبة لهم كنقابة وطنية للتعليم والكونفدرالية الديموقراطية للشغل فإن التعليق الأول قد انطلق في حينه، في الوقت الذي تدخل فيه ممثل الكونفدرالية عبد الحق حيسان في الغرفة الثانية وقدم مجموعة من الملاحظات على عرض حصيلة الوزير”.
وشدد الراقي على ما قاله زميله حيسان بأن “أمزازي اختتم ولايته بفضيحتين في تدبير الوزارة، أولها أساتذة التعاقد الذين يعدون بالآلاف وكأنهم غير موجودين، حيث لم يتم تمثيله في الانتخابات المهنية للمأجورين في القطاعين العام والخاص، في حين أن قطاعات أخرى قامت بذلك، فحتى من المخابز لها من يمثلها”، أما الفضيحة الثانية يضيف الراقي “فهي التقطيع الانتخابي التي وصفه بأنه “مخدوم” وكان الغرض منه محاصرة النقابات المناضلة وإعطاء الأولية لنقابات بعينها”.
وأضاف الراقي في حديثه لـ”آشكاين”، أن “أمزازي يجب عليه أن يخجل من ما اعتبره إنجازا، حينما تحدث عن تراجع أعداد تلاميذ الهدر المدرسي خلال الموسم الماضي، وقال أن هناك 300 ألف فقط هي من تغادر المدرسة”، وأورد النقابي نفسه “الواحد خاصو يحشم من هذا القول إن 300 فقط هي من تغادر المدرسة”، متسائلا “أين يذهب هؤلاء التلاميذ، وما حال أولياء أمورهم بعدما يغادر أبناؤهم المدرسة إلى الشارع عمليا”.
وتابع المتحدث نفسه، بأنه “ليس من حق الوزير أن ينظر لأرقام الهدر المدرسي على أنه إنجاز، بل هو في حد ذاته كارثة للبلاد، وليست بالكارثة الجديدة، بل هي متواصلة لهدر مئات الآلاف من أبناء المغاربة الذين تلفظهم المدرسة إلى الشارع، والعديد منهم يعززون صفوف الإجرام”.
أورد عبد الغني الراقي، في التصريح نفسه، أن “هذا الرقم المتعلق بالهدر المدرسي لا يشرف الوزير ولا يشرف السياسات العمومية، وهذا نتاج لسياسات متبعة في البلاد لسنوات من الزمن لتعاقب الحكومات، كون مئات الآلاف من أبناء المغاربة يغادرون المدرسة وهم في سن التمدرس، في الوقت الذي نبحث فيه عن محاربة الأمية، فنحن نعزز صفوفها”.
واسترسل الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ، بالقول إن “باقي الأرقام التي أدلى بها الوزير في حصيلته من مليون محفظة والداخليات وغيرها، والتي تحدث فيها عن وجود تطور فيها، لن ندخل معه في جدال حول صحة هذه الأرقام، إذ اننا نعرف كيف تستعمل هذه الإحصائيات بشكل مغرض وهي تخفي ما تخفيه”.
وأشار النقابي نفسه، ان “مجرد حديث أمزازي عن التقدم في عدد الداخليات، سيذكرنا ويذكر المغاربة أن عدد من أبنائهم في حاجة للداخليات والمطاعم ولا يجدونها ومازال الأمر مستمرا إلى اليوم، والأرقام التي أعطاها من حق أي منا أن يتساءل عن حقيقتها بعيدا عن التشكيك فيها”.
وأكد الراقي، على أن “الأرقام المذكورة حول برنامج مسار والنقل المدرسي وغيرها مما ذكر في حصيلة أمزازي، مازالت بعيدة كل البعد عن مساهمتها في أن يصبح تعميم التعليم لأبناء المغاربة من الإبتدائي إلى الثانوي، بحيث يصبحوا طيلة هذه المراحل داخل المدرسة وليس خارجها، فكل هذه الأرقام ضعيفة وبعيدة كل البعد عن المراد، وبعيدة حتى عن الشعارات الرسمية التي ترفعها الدولة’.
وأوضح الراقي، على أن “المسؤول الأول الأخير عن هذه الوضعية هو السياسيات المتبعة في قطاع التربية الوطنية، التي لا يمكن اعتبارها إلا سياسات فاشلة، بدليل هذه الأرقام غير المشرفة، مثل هدر رسمي لما لا يقل عن 300 ألف وبإقرار رسمي، والحقيقة يعلمها الله، إلا نه لا يمكن أن تكون أقل من ذلك لأنهم لا يمكنهم الاعتراف بأقل من هذا الرقم”.
وخلص الراقي في حديثه لـ”آشكاين”، إلى أنه “ليس من حق الوزير أن يتباهى بمثل هذا الرقم المتعلق بالهدر المدرسي، بل يجب أن يخجل من فشل السياسيات التعليمية المتبعة، والذي يُعتبر هو نفسه جزءً من هذا الفشل الكبير لوزارة التربية الوطنية خلال هذه المرحلة”.
وكان أمزازي قد عرض أمس الثلاثاء حصيلة وزارته، كأول مسؤول حكومي يكشف حصيلته الوزارية قبل نهاية الولاية الحكومية الحالية، حيث أفاد أن الولاية الحكومية الحالية شهدت إطلاق مجموعة من الأوراش الإصلاحية الكبرى في قطاع التربية والتكوين والبحث العلمي، سواء على مستوى تفعيل برنامج العمل التنفيذي للتوجيهات الملكية السامية أو تفعيل المخطط التنفيذي للبرنامج الحكومي ، وكذا تنزيل الرؤية الاستراتيجية 2030-2015، وتنفيذ قانون الإطار رقم 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي.
وأورد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، في عرض الحصيلة التي نشرت “آشكاين” تفاصيله سابقا، أن “منظومة التربية والتكوين تضم ما يفوق 350 ألف من التربويين وتقدم خدماتها لأكثر من 10 ملايين من المتعلمات والمتعلمين”، علاوة على تذكيره بعدد الداخليات التي تم إحداثها والمحافظ التي تم توزيعها.
أحمد الهيبة صمداني – آشكاين
أمزازي بمنطق الوزير الذي جاء لتنفيذ برنامج ومخطط فهو يرى نفسه قد نجح في ذلك
الراقي بمنطق النقابي لم يحقق شيئا للشغيلة حسب ما جرده من مطالب
وبمنطق رجل التعليم كلاكما فاشل …