لماذا وإلى أين ؟

بوريطة : علاقة المغرب بإسرائيل  لا تشبه علاقة أخرى (فيديو+صور)

قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج  ناصر بوريطة،  “إن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي إلى المغرب، هي ترجمة  لالتزام مشترك للمضي قدما، في إعطاء مضمون ملموس للعلاقات الثنائية، بالارتكاز على آليات تعاون مرنة وفعالة”، لافتا “إلى أن علاقة المغرب باسرائيل  لا تشبه علاقة إسرائيل بدولة عربية أخرى، فهي علاقة خاصة للاعتبارات التي تعرفونها جميعا، لها سياق مميز يتمثل في كون الرافد العبري مكرس في دستور المملكة كأحد الروافد التي تغني وتثري الهوية المغربية المتنوعة”.

وأضاف بوريطة في المؤتمر الصحفي الذي عقده عقب استقباله لوزير  الخارجية الاسرائيلي  “يائير لابيد” اليوم بمقر الوزارة  بالرباط،،  “إن العلاقة المغربية الاسرائيلية،  وكما يؤكد على ذلك جلالة الملك، تستمد قوتها من الأواصر المتينة والخاصة التي تربط الجالية اليهودية من أصل مغربي بالمملكة المغربية، والروابط الخاصة التي تجمع تلك الجالية اليهودية، بمن فيهم الموجودين في إسرائيل، بشخص  جلالة الملك، فاليهود المغاربة عاشوا ولازالوا يعيشون في المغرب مع إخوانهم المسلمين كمغاربة في ظل رعاية والتزام جلالة الملك تجاه المواطنين كيفما كانت ديانتهم،  و استئناف هذه العلاقات يعكس رغبة جلالة الملك بإعادة تفعيل آليات التعاون بين المملكة المغربية ودولة إسرائيل، واستئناف الاتصالات بشكل منتظم، في إطار علاقات دبلوماسية سلمية وودية”.

 

وأوضح  الوزير المغربي “أن هذه الزيارة كانت مناسبة  لعقد  مباحثات معمقة ومستفيضة ، حول مجمل القضايا الثنائية والإقليمية”، مؤكدا  “على أن استئناف العلاقات  مع إسرائيل هو تعبير عن إرادة واقتناع، عبر عنهما صاحب الجلالة نصره الله الذي أبى إلا أن يرأس شخصيا ، في شهر دجنبر الماضي حفل التوقيع على الاتفاق الثلاثي (المغرب إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية) والذي وضع أسس العلاقات الثنائية التي نسهر على بنائها”.

وكشف بوريطة في ذات المؤتمر أنه و  منذ ذلك التاريخ، تعرف العلاقة الثنائية دينامية جيدة بفضل الإرادة التي تحدونا البلدين،  مشيرا إلى انه ولأجل مواكبة هذا الزخم في العلاقات، تم إنشاء خمس فرق عمل تغطي القطاعات الواعدة من قبيل البحث والابتكار والسياحة والطيران والفلاحة والطاقة والبيئة والتجارة والاستثمار. وقد عقدت فرق العمل المتعددة القطاعات اجتماعين، فضلا عن الاتصالات المتواصلة بين القطاعات الوزارية المعنية.

واعتبر بوريطة أن هناك آفاق واعدة للتعاون بين البلدين،  وقد تناولت المباحثات السبل الكفيلة بتطويرها وتعزيزها على المستوى المؤسساتي،  وعلى مستوى القطاع الخاص. كما وسبل إغنائها خاصة بالبعد الإنساني الذي كانت إحدى تجلياته أخيرا تسيير رحلات جوية بين البلدين، وما صاحب ذلك من حماس لدى الإسرائيليين من أصول مغربية واعتزازهم بشخص جلالة الملك،  حيت تم بهذه المناسبة، التوقيع على اتفاقيات جديدة لإثراء الإطار القانوني المُنظم للعلاقات الثنائية، همت قطاع الطيران والشباب والرياضة والمشاورات السياسية. كما اتفقنا على المضـي قدما في استكمال دراسة وتحضير اتفاقيات جديدة لتسهيل الاستثمارات والتجارة والبحث العلمي.
وبخصوص الوضع المتوتر في الشرق الأوسط، قال رئيس الديبلوماسية المغربي أنه  أكد للوزير الإسرائيلي أهمية الاستمـرار في تثبيت التهدئة عقب أحداث الأحد عشـر يوما (11) في شهر مايو الأخير، وأوضحت أن التوتر والاحتقان يستفيد منهما دعاة التطرف والكراهية البغيضة لنشر أجندتهم الخبيثة.

وكشف الوزير المغربي كذلك ان مباحثاته مه الوزير الاسرائيلي تناولت  أيضا آفاق السلام، مشددا على أن جلالة الملك، وفي مناسبات مختلفة، يؤكد ضرورة الخروج من حالة الجمود والاستعصاء لاستئناف المفاوضات باعتبارها السبيل الوحيد للوصول إلى حل نهائي ودائم وشامل على أساس حل الدولتين لشعبين، تعيشان جنبا إلى جنب في أمن وسلام،  معتبرا أن هناك حاجة ماسة للبدء في إجراءات إعادة بناء الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، خدمة للسلام والاستقرار والازدهار والرخاء في المنطقة.

ودكر بوريطة بالتأكيد الدائم  لجلالة الملك، بصفته رئيسا للجنة القدس  على الحفاظ على الطابع الخاص والفريد للمدينة باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية ولها رمزية كبيرة وحمولة روحية بالنسبة لأتباع الديانات الثلاث، وضرورة إعادة بناء الثقة والحفاظ على الهدوء والإحجام عن كل ما من شأنه تأجيج التوتر، كعوامل أساسية لابد منها، لفتح أفق سياسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي والحفاظ على حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الذي يكفل ويضمن الأمن والاستقرار للجميع.

و شدد الوزير المغربي  على أنه يتعين العودة سريعا للمفاوضات المباشرة والمجدية وبما يفضي في النهاية إلى إقامة دولة فلسطينية وإقرار السلام الشامل وإشاعة الازدهار والرخاء في المنطقة.

 

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x