لماذا وإلى أين ؟

جريمة أخرى.. من يحمي المغاربة من جرائم المختلين العقليين؟

تتناسل جرائم الشوارع التي يروح ضحيتها مواطنون بسبب سلوكات غير متحكم فيها لمختلين عقليين يتجولون بين المواطنين في شوارع مدنهم، كان آخرها الجريمة البشعة التي اهتز حي بير الشفاء التابع ترابيا لمقاطعة بني مكادة بطنجة، على وقعها، أمس الخميس 19 غشت الجاري، حين أقدم مختل عقلي شهير بذات الحي، في الثلاثينيات من عمره، على إنهاء حياة شاب عشريني ذبحا من الوريد إلى الوريد، في واضحة النهار.

وأعادت هذه الجريمة للواجهة التساؤل عن الجهات التي يفترض أن  تتدخل في مثل هذه الحالات، او بالأحرى قبل وقوعها، من أجل حماية المواطنات والمواطنين من “خطر المجانين” اللذين يتجولون في أزقة وشوارع المدينة، ما يضع حياة الأفراد في “كف عفريت”.

في هذا السياق، اعتبر الرئيس السابق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، محمد الزهاري، أن “هذه ظاهرة مجتمعية فيها أناس من المفروض أن يكونوا في مراكز الإيواء، حيث يجب تدخل القانون والمؤسسات المكلفة بإنفاذ هذا القانون، بمعنى أن المختل العقلي مثل أي شيء يمكن أن يشكل خطرا على حياة المواطنين، سواء كان مصدرها إنسان، اأ حياون أو شيء آخر”.

موردا أنه “يجب على المؤسسات المكلفة بإنفاذ القانون وحماية الأمن الشخصي للمواطنين، أن تقوم بواجبها، سواء السلطات المركزية التي يفترض أن تكون لها امتدادات في المدن وتمثيليات إقليمية ولها علاقة بالجانب الاجتماعي والحمائي، والتي من  دورها ان تزيد  من عدد المؤسسات التي تأوي هؤلاء المختلين العقليين، بما فيها المؤسسات الصحية التي يندرج هذا الأمر في أدوارها، إضافة إلى ممثلي المؤسسات والسلطات المركزية التي من  مهمتها توفير الامن للمواطنين”.

وأضاف الحقوقي الزهاري في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هؤلاء المختلين العقليين ماداموا أنهم مصدر أذى وخطر على حياة المواطنين، وأنهم غير مسؤولين  من حيث الوعي وقدراتهم العقلية، على السلوكات التي يقوم بها، فمن المفروض أن تتحرك الجهات المختصة لتقوم بدورها قبل أن يصبح مصدر أذى وخطورة على خياة المواطنين، وها هو اليوم مختل عقلي قد ذبح شخصا”،

ويرى الزهاري أن “هذا الحادث كان يمكن أن نتفاداه، إذ ان الأمر يدخل ضمن مسؤولية الدولة في نهاية المطاف والمؤسسات المكلفة بإنفاذ القانون من الناحية الأمنية، والمؤسسات المكلفة بالزيادة وتوسيع المؤسسات الاجتماعية والحمائية والصحية.”

وذكر الزهاري “بدراسة سابقة أنجزتها وزارة الصحة على عينة من المواطنين، استنتجت من خلالهاأ ن 52 بالمائة من المواطنين المغاربة بشكل عام يعانون من أموراض نفسية وما شابه، ومن بينهم هؤلاء المختلين العقليين،  واللذين أصبحوا يشكلون خطرا على الناس”.

ولفت محدثنا الانتباه إلى انه “أصبح ملاحظا بعدما أقفلت وزارة الصحة “بويا عمر” بقلعة السراغة وخرج منه عدد كبير تسببوا في جرائم مختلفة، نظرا لأن الوزارة لم توفر لهم البديل، إذ خرج هؤلاء من مكان تقليدي محافظ وكانت تجري فيه طقوس مخيالية وتراثية، ولم يجدوا المؤسسات التي ستحتضنهم، لا اجتماعية أو وقائية أو حتى في الجانب الصحي، إذ سواء كان هذا الشخص يمكن علاجه أم لا فيجب أن تقوم الدولة بواجبها، من خلال توفير مؤسسة تحتضن المختل العقلي وتحتفظ له بكرامته الإنسانية، وفي نفس الوقت تحد من الأخطار المحتملة التي يمكن أن يشكلها حياة المواطنين”.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x