لماذا وإلى أين ؟

تضارب تصريحات وزير الصحة واللجنة العلمية حول تلقيح الأطفال يضع الدخول المدرسي في “كف عفريت”

تتخوف بعض الأسر والعائلات على فلذات أكبادهم قبيل الدخول المدرسي القادم، والذي سيكون على غير العادة موسوما باعتماد وزرة التربية الوطنية على تلقيح التلاميذ، بين 12 و17 سنة، تفاديا “لبؤر مدرسية وضمانا لموسم مدرسي حضوري أكثر”،

ويزداد  منسوب خوف الآباء والأمهات على أبنائهم بعد التصريحات المتضاربة لمسؤولين بوزارة الصحة على رأسهم وزير الصحة خالد آيت الطالب وأعضاء اللجنة العلمية، اللذين بعثروا تركيز الأسر من خلال تصاريح متفرقة ستناول كلا منها على حدة، ووضعوا سلامة التلامذي في الدخول المدرسي في “كف عفريت”.

مخاوف “مشروعة” من اللقاح

وعبر الآباء والأمهات عن مخاوفهم التي يرونها “مشروعة”، مطالبين، في تصاريح سابقة لـ”آشكاين”، بإجراء اختبارات الكشف السريع لأبنائهم وبناتهم قبل التلقيح، في ظل انطلاق حملة وطنية موجهة إلى المتمدرسين المتراوحة أعمارهم بين 12 و17 سنة، معربين عن تخوفاتهم من نجاعة اللقاح في صفوف الفئات العمرية الصغيرة وسط تخوفات من مضاعفات محتملة في ظل غياب أجوبة مطمئنة،

غياب التواصل يغذي المخاوف

ويشكل غياب التواصل المباشر مع الآباء والأمهات، في حملات افتراضية أو خرجات دورية للوزارة تستهدف هذه الفئة العريضة من المجتمع، (يشكل)عاملا رئيسا في  تغذية الخوف الذي تسلل إلى صدور أولياء التلاميذ.

ويرى متابعون أن “معضلة” التواصل الدوري والمباشر الذي غاب عن وزارة الصحة، بالفيديو أو حملات رقمية أو ميدانية تحترم التدابير الاحرازية،  مع المواطنين عموما ومع العائلات المعنية بهذه الحملة الوطنية لتلقيح التلاميذ خصوصا، أصبحت أكثر إلحاحا من ذي قبل، خاصة أن المغرب يشهد ارتفاعا ملحوظا في  عدد احالات الإصابة المؤكدة، والتي بلغت خلال 24 ساعة الماضية 357 7 ، قابله شفاء 9522 وفاة 97 مصابا، في حين تلقى الجرعة الأولى ما مجموعه 176 022 18، بينما تلقى الجرعة الثانية  939 068 14 شخص.

تصارب في آراء  وزير الصحة واللجنة العلمية

ومازاد الطين بلة وغذى الحملات الرافضة للتلقيح، تضارب الآراء بين مسؤولي وزارة الصحة، الذين يفترض فيهم أن يكون “على كلمة رجل واحد” في خطابهم الموجه للعموم،  وهو خلاف الواقع الذي أثار الكثير من الاستغارب والتشكيك لدى آلاف المواطنين، الذين عبروا عن ذلك برفضهم وتشكيكهم في فعالية إعطاء اللقاح لأطفالهم، من خلال إطلاق عريضة  رقمية رافضة لتلقيح  الأطفال والتي تجاوزت 26 ألف موقع.

فبعد أن طمأن البروفيسور المختص في التخذير والإنعاش، وعضو اللجنة العلمية للتلقيح، سعيد المتوكل،، أولياء أمور التلاميذ، بأن “إجراء اختبار الكشف عن كورونا قبل التلقيح لا أساس علمي له وأن هذا الإجراء سبق أن تم طرحه عند بدء الحملة الوطنية للتلقيح”،

مشيرا في تصريح سابق لـ”آشكاين”، في 23 غشت الجاري،  إلى أن “الأطفال سيتم تطعيمهم بجرعات اللقاح الأمريكي “فايزر- بايونتيك” الذي يعد أكثر فعالية في العالم بالمقارنة مع باقي اللقاحات، مبرزا أن إيجابيات تلقيح هذه الفئة كبيرة مقارنة مع الأعراض الخفيفة كارتفاع الحرارة والعياء الذي قد يصيبها”.

واعتبر عضو اللجنة العلمية للتلقيح أن “التهويل الإعلامي على المستوى الدولي وليس الوطني، هو من يساهم في خلق بعض التخوفات لدى المواطنين، سيما أن المرض جديد وأسفر عن وباء عالمي كانت له انعكاسات صحية واجتماعية واقتصادية”.

في مقبل ذلك، نفى وزير الصحة، خالد آيت الطالب، أن تكون الوزارة حسمت في موضوع نوع اللقاح المعتمد للأطفال، بقوله إن “تلقيح الأطفال من عدمه ما زال قيد الدراسة، ولم يتم الحسم فيه”، مشددا على أن “المغرب ينتظر توصيات الخبراء في هذا المجال”.

وأوضح وزير الصحة، أن “العالم كله يتأهب حتى يمر الدخول المدرسي في أفضل الظروف؛ بينما لا أحد يتكلم عن ضرورة تلقيح الأطفال، واليوم هناك حديث عن فئة ما بين 12 سنة و17، وهي الفئة النشيطة الحاملة لفيروس دلتا”. وذلك خلال تقديمه تصريحات لوسائل الإعلام على هامش مراسيم تشييد أكبر مركز للتلقيح في سلا، الثلاثاء 24 غشت الحالي، أي بعد يوم فقط من تصريح البروفيسور، سعيد المتوكل الذي أكد لـ”آشكاين”، على أن الوزارة يسعتمد اللقاح الأمريكي “فايزر- بايونتيك”.

لم يقف الأمر عند هذين التصريحين المتضاربين من شخصين يفترض أنهما يمثلان جسما واحدا، وأن لديهما رؤية موحدة، بل تعداه إلى آخر خروج لعضو اللجنة العلمية، سعيد عفيف، في تصريح إعلامي آخر، تراجع فيه عن تصريح سابق له أكد فيه بدوره ما ذهب إليه زميله المتوكل، باعتماد لقاح “فايزر بيوتنيك” لتلقيح الأطفال في الدخول المدرسي،

وقال عفيف، في آخر خرجة إعلامية له، أمس الأربعاء 25 غشت الجاري، بعد يوم من تصريح وزير الصحة، إن اللجنة العلمية ستعتمد لقاح “سينوفارم” الصيني في تلقيح الأطفال  بين سن 12 و17، وهو ما يخالف رأي الوزير الذي قال إن الأمر لم يحسم بعد، ويخالف رأي زميله في اللجنة البروفيسور سعيد المتوكل.

رافضون لتلقيح الأطفال

وشكل هذا التضارب شرارة غذّت مخاوف الآباء والأمهات على أطفالهم، ما دفع بعشرات الآلاف منهم إلى إطلاق عريضة وطنية ودولية، يطالبون فيها بإلغاء تتلقيح الأطفال، مبررين ذلك بكون “هدا اللقاح مرجعه في الزمن جد قصير و بدون ضمانات سلامة مؤكدة عبر دراسات طبية علمية مكتملة على الأطفال”، وهي العريضة التي بلغ عدد الموقعين عليها 26.311 شخص إلى حدود كتابة هذه الأسطر.

تساؤلات؟

وأدى هذا الارتباك البادي على وزارة الصحة، من خلال تصريحات مسؤولين بارزين فيها، على رأسهم وزير الصحة وأعضاء اللجنة العلمية، إلى وضع الآباء والأمهات وأبنائهم بين مطرقة الخوف على صحة أبنائهم من عدم تلقيحهم ونقل العدوى لهم وبالتلي لآبائهم، وسندان ضبابية واختلاف التواجهات داخل الوزارة والتي بدورها تهدد المكتسبات التي حققتها الوزارة وأكدتها في تصاريحها حول حملة التلقيح.

ويدفعنا حال الوزارة والقائمين عليها إلى التساؤل إن كانت الوزارة لم تحسم فعلا في هذا نوع اللقاح الذي ستعتمده من اجل تلقيح الأطفال؟، وإن كان الامر كذلك لماذا يخرج أعضاء اللجنة العلمية بتصاريح متفرقة ومتضاربة شتت انتباه المواطنات والمواطينين وزادت من حدة قلقهم؟، أم أن هناك خلافا قائما بين المسؤولين عن طبيعة اللقاح الممكن اعتماده؟.

وتبقى مخاوف الآباء معلقة وتساؤلاتهم مضاعفة، إلى حين إصدار وزارة الصحة بلاغا رسميا يوحد الرؤية لمسؤوليها ويضع أولياء التلاميذ على سكة الفهم الصحيح لعملية التلقيح.

أحمد الهيبة صمداني – آشكاين

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

2 تعليقات
الأكثر تصويتا
أحدث أقدم
Inline Feedbacks
View all comments
Mostafa
المعلق(ة)
27 أغسطس 2021 13:35

اختلاف انواع التلقيح مرتبط بنوع المدرسة….اذا كانت خصوصة فهناك فايزر بيوتنك…..اما العمومي ف سينوفارم…هههههههههه

حسن
المعلق(ة)
27 أغسطس 2021 12:15

ومتى كان الأمن الصحي يحتاج لعرائض؟؟؟صحة المواطنين شأن يخص الأطباء وعلماء الصحة ولاعلاقة لاناس لا يفقهون في الطب بهذا الموضوع….الإعلام الأصفر يساهم في تأليب الناس وتخويفهم من اللقاح الذي أصبح هو الحل الوحيد والاوحد لكبح جماح الوباء اللعين الذي أودى بالآلاف من المغاربة للمقابر……اغلب دول العالم بدأت في تطعيم الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 12و17 سنة،بل هناك دولا أخرى أطلق عملية تلقيح الأطفال بين 3 و11سنة….والجهلاء، المشككين في كل شيء يخدم الأمة ويحميها من الانتكاسة ينبحون وينهقون دون الاستناد على أية دلائل علمية ملموسة اللهم تصيبهم لبعض المشعوذين،الدجالين الذين اصبحوا يقدمون وصفات للعلاج من ساري كوف 2مستغلين سذاجة الناس وصديقها للاشاعات.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x