هل سيؤثر توقيف أنبوب الغاز الجزائري على ثمن “البوطا” في المغرب؟ (حوار)

بعد قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، إستمر حكام الجارة الشرقية للبلاد في التصعيد من خلال توقيف أنبوب الغاز العابر من المغرب صوب إسبانيا و واستبداله بخط أنابيب الغاز “ميدغاز” الذي يربط الجزائر مباشرة بإسبانيا.

القرار الصادر أمس الخميس من الجزائر، يطرح أكثر من علامة استفهام حول إمكانية خسارة المغرب من تحويل مسار خط الأنبوب الجزائري من عدمه، خاصة أن المغرب يستفيد من عائدات مالية ومن حصة مهمة من الغاز.

في هذا الإطار، كشف الأستاذ الجامعي والمحلل الاقتصادي، عمر الكتاني، في حوار مع “آشكاين” خسائر المغرب من القرار المتخذ من طرف الجزائر، وتأثير ذلك على مشروع رفع الدعم عن غاز البوتان الذي يثار في كل مرة.

وهذا نص الحوار:

بداية، هل هناك خسائر مرتقبة للمملكة من توقيف الجزائر أنبوب الغاز العابر من المغرب؟

في الحقيقة ليست خسارة بقدر ما يمكن أن نسمي الأمر بربح ضائع، خاصة أن المغرب أسهم في الاستثمار في أنبوب الغاز الجزائري المار من أراضي المملكة صوب اسبانيا.

هذا أمر مؤسف، لأن خيط معاوية الذي كان يمكن أن يبقى بين البلدين تم قطعه، وهذا معناه أن حكام الجزائر يعانون من نفسية مضطربة.

(مقاطعا) كيف يمكن القول إن المغرب لن يخسر وهو يستفيد من عائدات مالية ومن حصة مهمة من الغاز الجزائري؟

طبيعة الحال هو يستفيد من هذا المشروع، لكن يجب أن لا ننسى أن المغرب لديه بدائل؛ خاصة أنه يتم اكتشاف كميات من الغاز في عدد من مناطق المغرب في الآونة الأخيرة. ويمكن للمغرب تصدير هذا الغاز إلى أوروبا عبر إسبانيا، إلا أن هذا الأمر تلزمه استثمارات مهمة.

الخسارة الكبيرة هي خسارة العلاقات الدبلوماسية التي من شأنها أن تساهم في النمو الاقتصادي للدول المغاربية إلى ٪3، وبالتالي فالخسارة سجلناها من قبل وسجلها الجزائريون كذلك.

طيب، وهل لهذا القرار تأثير معين على دعم “البوطا”؟

المفروض أن الدولة يجب أن تتحمل هذا التعويض حتى لا يشعر المواطنون بأي تأثير اقتصادي، وفي الوقت ذاته يجب البحث عن بدائل أخرى، وهنا تكمن المشكلة في إيجاد البديل، حيث أن قنينة غاز البوتان التي يؤديها المواطنون بـ40 درهما وبعض السنتيمات تساهم فيها الدولة بـ20 درهم.