لماذا وإلى أين ؟

العجلاوي يُعَدِّدُ خلفيات زيارة ولد الشيخ للمغرب بعد تصريحات تبون

حل، اليوم الثلاثاء 28 شتنبر الجاري، وزير الخارجية الموريتانية، احمد ولد الشيخ أحمد في زيارة إلى المغرب، والتقى بنظير المغربي ناصر بوريطة، عقب آخر اتصال هاتفي جمعهما منذ حوالي أسبوع.

وتأتي زيارة ولد الشيخ إلى المغرب وسط دوامة أحداث متسارعة أججت التوتر بين مكونات المغرب الكبير، بسبب التحركات الجزائرية التي تسعى إلى جر المنطقة إلى حرب غير محمودة العواقب، من خلال استفزازات عسكرية على الحدود المغربية، وقرع طبول حرب غير معلنة من خلال قرارات عدائية للمغرب.

ويشكل صخب الأحداث المترادفة بين هذا الثالوث المغاربي، موريتانيا والمغرب والجزائر، أرضية خصبة للتساؤل عن الهدف من زيارة وير خارجية موريتانيا إلى المغرب في ظل هذا الوضع، علاوة على النتائج غير المعلنة المرتقبة من هذه الزيارة.

وفي هذا لسياق، أوضح الخبير في الشؤون الإفريقية، الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أن “موضع موريتانيا حساس تجاه المغرب والجزائر، وزيارة وزير خارجتها هي رسالة من موريتانيا إلى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وهي أيضا تقرب موريتانيا من المغرب، لأن الواجهة المتحورة الجديدة للنظام الجزائري، أصبحت أكثر شراسة وعدوانية بالخصوص تجاه الجيران”.

وأشار العجلاوي، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “تصريح تبون في أول الأمر هو ضغط على الحكومة والرئيس الموريتاني، وهو في نفس الوقت تحذير لموريتانيا، لأنه إذا ما قرأنا مذكرات المختار ولد دادا، فإن النظام الجزائري منذ عهد بومدين يعتبر دائما أن موريتانيا حلقة ضعيفة ويمكن اختراقها بسهولة.

الخبير في الشؤون الأفريقية – والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات: الموساوي العجلاوي

موردا أن “هجوم تبون قد يكون أيضا رسالة إلى المغرب وإلى الدول المساندة له، على أساس أن إضعاف موريتانيا وزعزعة استقراراها قد يكون فحواه الهجوم على المغرب”.

ويرى محدثنا أن “استثناء تبون لتونس من الدول المغاربية التي تهاجم الجزائر، فهو بذلك يقصد الموريتانيين، لأن الرأي العام الموريتاني، من خلال ما ينشر في عدد من الجرائد، يظهر أنه يميل نحو انتصاره لمغربية الصحراء، رغم أن جزءً منه سيبقى وسيظل، من باب الانتصار للقبيلة، مرتبطا بجبهة البوليساريو، علما أن الأخيرة مكونة من ثلاث عناصر هم الموريتانيون والمغاربة والجزائريون”.

ولفت المتحدث الانتباه، إلى أن “زيارة اليوم مبرمج لها منذ مدة، كونها مرتبطة بشقين، أولها افتتاح مشروع بناء سفارة جديدة في حي السفراء، وهذا له دلالات متعددة، بالخصوص العلاقات بين المغرب وموريتانيا، إذ أن الاحتفاء من لدن المغرب هو استمرار للاعتراف الذي وقع منذ 1969، وهو تجاوب مع الرسالة الملكية إلى الرئيس ولد الغزواني بخصوص استعداد الملك لزيارة موريتانيا”.

وتابع الخبير في الشؤون الإفريقية، أن “ما يجري الآن، سواء في العلاقة الجديدة لموريتانيا مع المغرب، من افتتاح للسفارة، واجتماع اللجان التقنية، في انتظار اللجنة المشتركة بين أخنوش، رئيس الحكومة المعين، الذي سيرأس الاجتماع المشترك، بعد أداء القسم أمام الملك”.

“وكل هذه الأشياء لا يمكن فصلها عما يجري في  المنطقة في شمال غرب إفريقيا”، يسترسل المصدر نفسه بالقول إنه “ومع كامل الأسف، فالواجهة الجديدة للنظام الجزائري تلعب دورا كبيرا في عدم استقرار المنطقة، وهو ما يعطي نموذجا سيئا في العلاقات البينية بين دول المغرب الكبير، ويدفع الدول إلى عدم استثمارها في  المنطقة”.

وأردف العجلاوي أن ما ذكره يعني أن “النظام الجزائري يطبق مقولة “علي وعلى أعدائي”، حيث أنه دولة مفلسة بمفهوم الدولة التي لا تقوم بوظائفها تجاه الشعب الجزائري، وهو ما يفسر المظاهر التي يعاني منها الجزائريون، من غياب سيولة للصرف المالي، ونقص الحليب والأوكسجين، إذ تبقى الواجهة القائمة عسكرية أمنية، وهو ما يفسر كل التحركات الدبلوماسية للنظام الجزائري بالاعتماد فقط على المقاربة العسكرية”.

وخلص العجلاوي، إلى أنه “عدا ما ذكرناه فلا وجود لمقاربة دبلوماسية جزائرية للأمن والاستقرار، ولا حتى مقاربة للتعاون البيني، ودور الدولة تجاه الشعب الجزائري غائب، ما يجعل الواضع قاتما في منطقة شمال غرب إفريقيا،  ما دام بناء دولة جزائرية مدنية لم يتم، كما ينادي الحراك الجزائري منذ أكثر من سنتين”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x