لماذا وإلى أين ؟

بوخبزة يكشف خلفيات تأجيل لقاء قمة التعاون العربي الروسي بالمغرب

تتأرجح العلاقات المغربية الروسية في الآونة الأخيرة بين كثير من الغموض والضبابية، من خلال أحداث تتعاقب بشكل مترادف،  وهو ما يجعل المتابع للشأن الدولي يتساءل عن الخلفيات التي تدفع روسيا والمغرب إلى اتخاذ خطوات من شأنها أن تكون إشارات أو مقدمات لأزمة تلوح في أفق العلاقات بين البلدين.

فبعد تعيلق المغرب رحلاته الجوية مع روسيا، والتي سبق لمصدر رفيع أن أكد لـ”آشكاين”، أن السبب في اتخاذ هذا القرار هو “الوضعية الوبائية المقلقة في روسيا”، جاء الدور على حركة لم تكن متوقعة من روسيا، حيث راسلت سفارة روسيا بمصر جامعة الدولة العربية، تخبرها بعزمها تأجيل الدورة السادسة من منتدى التعاون الروسي العربي الذي كان مقررا بالمملكة المغربية يوم 28 أكتوبر الجاري، فما هي خلفيات هذه الخطوة ودلالاتها الدبلوماسية.

وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بطنجة، محمد العمراني بوخبزة أن “هناك مجموعة من المستجدات التي تعرفها المنطقة خاصة الأحداث المتعلقة بالعلاقات المغربية الجزائرية، وما وقع في مالي، إذ أن هناك صراعات كانت خفية وأصبحت ظاهرة، خصوصا مع الحديث عن وجود بعض أعضاء “فاغنر” في المنطقة، إضافة إلى التحولات التي يعرفها الملف الليبي، علما أننا ندرك الدور المغربي فيه والتواجد الروسي في ليبيا”.

ولفت بوخبزة الانتباه، في تصريحه لـ”آشكاين”، إلى أن “هناك ملفات أخرى  متعددة وروسيا طرف فيها مع العالم العربي، مثل ما يحدث في سوريا على سبيل المثال، كما أن هناك تحولات على مستوى العلاقات الدولية، وبناء نظام عالمي جديد فيه محاور جديدة”.

وأكد المحلل السياسي نفسه، على أن “هناك مجموعة من الأمور غير واضحة، وأن هذه الوضعية فيها الكثير من الضبابية، وأفقها غير واضح”، موردا أن “إجراء لقاء من هذا النوع في هذه الفترة بالذات، قد لا ينتج مخرجات قد تفيد، نظرا للتموقعات والخلاقات، وإعادة بناء علاقات، ورسم استراتيجيات جديدة، والكثير من الأمور الأخرى هي الآن في طور التبلور”.

وأشار محدثنا إلى أن “المغرب اختار في سياسته الخارجية التعامل مع القوى الكبرى بكثير  من البراغماتية، إذ تجمعه علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي نفس الوقت مع روسيا، وهذه العلاقات الاستراتيجية نهجها في الحقبة التي كان فيها الصراع ما بين الشرق والغرب”.

مشددا على أن “المغرب كان يحاول دائما أن لا يكون منحازا إلى جهة معينة مائة بالمائة، فربما قد يظهر أنه منحاز إلى المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن في نفس الوقت فهو لم يقطع علاقاته أو قنوات التواصل مع الاتحاد السوفياتي حينها، ومع روسيا حاليا”.

مبرزا أن “بناء علاقات على أساس استراتيجي هي منهجية اعتمدها المغرب، إلا أن أمورا كثيرة تقع في الآونة الأخيرة، ويصعب الآن التنبؤ بمآلات هذه التحولات التي تبدو آفاقها غير واضحة بشكل كبير”.

واستبعد بوخبزة أن “يكون هذا التأجيل له لعلاقة بتشنجات، أو حتى بوجود ملفات ما بين المغرب وروسيا قد تدفع روسيا إلى درجة اتخاد مواقف عدائية ضد المغرب أو العكس، وقد لا تصل إلى هذا الحد، لأن المغرب يحاول دائما في سياساته الخارجية أن يبني علاقات ودية، خاصة مع القوى الكبرى التي جعلته يصل إلى بناء علاقات استراتيجية، وهذه الوضعية ليس من السهل أن ينجح فيها أي بلد”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

0 0 أصوات
تقيم المقال
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x