لماذا وإلى أين ؟

العجلاوي يكشف خلفيات مشاركة المغرب والجزائر في مناورات عسكرية بسواحل البرتغال

شاركت البحرية المغربية ونظيرتها الجزائري في مناورات “سيبوردر-21” العسكرية البحرية على السواحل البرتغالية، بحر هذا الأسبوع، في إدارة مبادرة دول 5+5 التي تجمع دول جنوب غرب أوروبا ودول “اتحاد المغرب العربي”.

وجاءت هذه المشاركة في ظل السياق الجيو – سياسي الساخن في المنطقة المغاربية، والمحموم بتوتر العلاقات الثنائية بين هذه البلدين الشمال أفريقيين، وذلك منذ أن عمدت الجزائر إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية، بشكل أحادي، مع المغرب في 24 غشت المنصرم، تلاه غلق الجزائر أجواء الملاحة الجوية الخاصة بها أمام الطائرات المدنية والعسكرية المغربية وتلك التي تحمل ترقيما مغربيا، في سلسلة تصعيد جزائري معلن تجاه جاره الغربي، دون أن ننسى خطوة التصعيد الاقتصادية القاضية بإلغاء أنبوب الغاز العابر للمغرب نحو أوربا.

كل هذه الاحداث المتراكمة من التصعيد الجزائري، تدفع كل متابع للأحداث الدولية عموما، والشأن المغاربي خصوصا، إلى التساؤل عن خلفيات ودلالات مشاركة القوات البحرية للمغرب والجزائر جنبا إلى جنب في هذه المناورات العسكرية على سواحل البرتغال.

وفي هذا السياق، أوضح الخبير في الشؤون الأفريقية، والأستاذ الباحث في مركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أن “مشاركة القوات البحرية الملكية مع قوات جزائرية في مناورات بحرية، دائما تجري في إطار أجنبي”.

ويرى العجلاوي في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “الإطار الصحيح هو أن تكون هناك مناورات ثنائية مشتركة بين البلدين، لأن التهييئات والتحديات مشتركة، ولكن مع كامل الأسف  فإن الواجهة الجديدة لهذا النظام الجزائري دائما تنئى عن مشاركة المغرب في هذا الاتجاه”.

الخبير في الشؤون الأفريقية – والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات: الموساوي العجلاوي

وتأسف العجلاوي لكون “الإطار الوحيد  الذي تجتمع دول المغرب الكبير هي إطار 5+5، أي دائما في إطار ما يهيؤه الأجانب، بالإضافة إلى المغرب والجزائر تكون دول مغاربية أخرى مثل موريتانيا وتونس، وهذه إحدى المعيقات”.

وشدد العجلاوي على أن “هذا الحدث يبين مرة أخرى أن “الاجانب هم الإطار الذي يمكن أن يجتمع أو يلتقي فيه دول المغرب الكبير، إن على المستوى السياسي أو العسكري أو أشياء أخرى، مثل ما حدث في مبادرة دول 5+5، التي تضمن خمسة دول المغرب العربي زائد خمس أخرى من جنوب القارة الأوربي وهي البرتغال وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا ومالطا”.

ووتابع محدثنا أن “العلاقات الطبيعية هي أن تكون هناك مناورات وتعاون مشترك بين دول بلدان المغرب العربي، والجميع يشتكي بغياب هذه المقاربة الإقليمية، سواء الأمنية أو العسكرية”.

وأشار الخبير في الشؤون الأفريقية نفسه، إلى أن “حتى الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى المنطقة المغاربية، رغم تقاربها(أمريكا) مع المغرب، فهي تنظر إلى الجزائر والمغرب في سياق أنهما دولتان أساسيتان وقوتان عسكريتان ضاربتان في مواجهات التحديات في منطقة الساحل والصحراء”.

وخلص العجلاوي إلى أن “تقرير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بالإضافة إلى مسودة تقرير مجلس الأمن الذي صادق عليها اليوم، يربط الاستقرار الأمني والعسكري في  منطقة المغرب العربي بالاستقرار والتحديات الأمنية في منطقة الساحل الصحراء إذ خصص التقرير فقرة كاملة للحديث عن هذا الأمر”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x