2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في خطوة اعتبرها الكثيرون مفاجئة من كولومبيا التي زارت إحدى مسؤوليها المغرب قبل يومين وأكدت على العلاقة الجيدة بين البلدين، “تراجعت” كولومبيا عن ما اعتبرته الصحافة الوطنية والدولية دعم كولمبيا لسيادة المغرب على صحرائه، من خلال خطوتها الأخيرة الرامية إلى توسيع مجال عملها القنصلي ليشمل كامل التراب المغربي بما فيها الصحراء المغربية.
واعتبرت الخارجية الكولومبية في بلاغ نشرت “آشكاين” محتواه سابقا، أن ما تم تداوله هو مجرد تفسيرات خاطئة روجتها وسائل الإعلام، بقولها إنه “في مواجهة التفسيرات الخاطئة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام، يُعاد التأكيد على أن كولومبيا، كما ذكر نائب الرئيس ووزير الخارجية في البيان المشترك مع المغرب، تتمسك بموقفها التاريخي الداعم لقرارات مجلس الأمن المختلفة”.
وشددت كولومبيا على أنه “من الخطأ استنتاج عواقب مختلفة لعبارة نائب الرئيس والمستشار بشأن تمديد المساعدة القنصلية، لضمان اهتمام أفضل وواسع بالكولومبيين، وهو ما تحكمه اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لعام 1963″، وأن هذا “لا يعني بأي حال من الأحوال آثار الاعتراف بالسيادة، حيث يتم ترجمة المساعدة القنصلية إلى أعمال إدارية يقوم بها مواطنون في الخارج، ويتم تضمين ذكر الصحراء لأغراض تلك المساعدة القنصلية”. حسب لغة البلاغ دائما.
خرجة كولومبيا في هذا التوقيت الذي عقب زيارة أحد كبار مسؤوليها للمغرب، أثارت الكثير من التساؤلات عن الخلفيات التي دفعتها للخروج بهذه التوضيحات، وهل يمكن أن نعتبرها تراجعت فعلا عن الاعتراف بمغربية الصحراء.
وفي هذا السياق، يرى المحلل السياسي، أستاذ العلوم السياسية وعميد كلية الحقوق بطنجة، محمد العمراني بوخبزة، أنه “لا يمكن اعتبر خرجة كولومبيا تراجعا عن اعترافها بمغربية الصحراء، لان المعروف في تاريخ أمريكا اللاتينية علاقتها مع الجزائر ومع جبهة البوليساريو”.
واعتبر بوخبزة في تصريحه لـ”آشكاين”، أن “اقتحام المغرب لهذه القلعة التي كانت محصنة هو عمل جبار تم القيام به، ويحقق الآن بعض المكاسب، ولكن هذا لا يعني انه بعد عشية وضحاها سنحقق المستحيل”.
وأوضح المحلل السياسي نفسه، أن “هذه الأمور تتم مرحليا بهذه الكيفية، وهناك تحول نوعي في مواقف بعض الدول في أمريكا اللاتينية، حيث تابعنا تصويت المكسيك في مجلس الأمن، ولم يكن تصويتا عاديا، دون أن ننسى العلاقة التي أصبحت تجمع المغرب بكوبا، وهو كذلك تحول نوعي”.
ولفت محدثنا الانتباه إلى أن “أمريكا اللاتينية تعيش بدورها مخاضات وتحولات ولديها إكراهات كثيرة، ونحتاج إلى تشبيك العلاقات مع دول أمريكا اللاتينية، وسيحتاج الأمر بعض الوقت”.
وأكد بوخبزة على أن هذه الخرجة لكولومبيا “تُفهم على أن بعض الدول تمارس هذا النوع من الممارسات، إذ يجب أن نعترف أن حتى الأطراف الأخرى تقدم ما تقدم من مصالح، وهناك العديد من الدول تبحث عن مصالحها بشكل يساعد على أن تحصل على مكاسب من هذا الطرف أو ذاك، وهو أمر عادي، خاصة فيما يتعلق بالدول التي ليست لها قدرة على أن تبلور مواقف بعيدة عن المصالح”.
وخلص المحلل السياسي نفسه، على أن هذا الأمر ليس بمفاجئ، ولكنه مرتبط بقرار يحتاج إلى بعض الوقت لكي تتضح مواقف الدول، خاصة في أمريكا اللاتينية التي عاشت لفترة طويلة مع مثل هذه الأوضاع”، مستبعدا في الوقت نفسه أن “تتغير الأمور بين عشية وضحاها بشكل جذري”.