2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

عمّ الصمت المنطقة الإقليمية برمتها بعد تواتر أنباء عن هجوم مسلح لمجهولين، الإثنين 20 دجنبر الجاري، على شاحنات مغربية بمالي للمرة الثانية في ظرف شهور.
وخلافا للحادث الأول بمالي الذي رافقه الكثير من المواكبة والضجة الإعلامية إقليميا، سواء من مواقع وطنية أو دولية أو حتى من المؤسسات الرسمية الدولية أو الإفريقية، لم تكن هناك مواكبة مماثلة لهذا الحادث الأخير لا بالنفي أو التأكيد أو الاستنكار من أي جهة رسمية أو غير رسمية، ما يطرح علامات استفهام حول صحة الحادث أولا، ثم سبب التكتم على المعلومات من طرف مهنيي القطاع اللذين دأبوا على نشر كل جديد في قضايا مماثلة.
وفي هذا الصدد، أوضح أستاذ العلاقات والقانون الدوليين بكلية الحقوق السويسي بجامعة محمد الخامس بالرباط؛ عبد النبي صبري، أنه “في ما يتعلق بما جرى وما يجري منذ مدة في مالي، منذ اعتراض سبيل السائقين المغاربة اللذين كانوا يحملون المواد الغذائية منذ شهور، وما أثير مؤخرا بخصوص هذه العملية الأخيرة، فلا يمكن فصلها عن السياق، كون المغرب له سياسة إفريقية واضحة، تسعى لأن تكون مالي مستقرة ومستقلة في محيط دول أخرى تريد أن يكون الوضع مضطربا”.

وأكد صبري، في تصريحه لـ”آشكاين”، على أن “السؤال المطروح هو هل اللذين قاموا باعتراض الشاحنات المغربية في مالي، هم لصوص أم قطاع طرق أو محترفين في هذه السرقة، والجواب أنه لا هذا ولا ذاك”.
موردا أنه “في الأول لم تتم سرقة المواد المحملة، ما يبين أن هناك أطرافا تريد صراحة إرباك هذا البلد الإفريقي، وهناك دول أخرى تجد أن التجارة المغربية في إفريقيا هي في طريق التوسع والتمدد بشكل انسيابي، وبالتالي هي لا تريد لهذا الأمر أن يتم”.
وشدد المتحدث على “ضرورة تدخل منظمة الاتحاد الإفريقي في مثل هذا الأمر لما لاستمرار مثل هذه الحوادث من أثر على التجارة في إفريقيا، إذ لا بد للآليات التجارية متعددة الأطراف أن يكون لها دور”.
وأردف أنه “يجب على المغرب أن يلجأ إلى المطالبة بفتح تحقيق حول هذه الأمور في حال ما وصلت إلى هذا المستوى، لأن ما جرى هو انتهاك لحرية التنقل الدولية، وحرية تنقل الأشخاص ورؤوس الأموال والبضائع”.
ولفت صبري الانتباه، إلى أن “هذه المسألة فيها تصفية حسابات سياسية، إذ أن هناك أطرافا من مصلحتها إرباك تطور سياسة المغرب الإفريقية المتعددة الأبعاد وحضوره في مجموعة من المجالات”.
وخلص أستاذ العلاقات الدولية نفسه، إلى قوله: “نحن أمام جريمة دولية منظمة، وهذه الجربمة لا يرتكبها أشخاص بدافع مناسباتي، بل بدافع مخدوم، وبشكل له علاقة بالبعد الاستراتيجي والجيو-استراتيجي في هذه المنطقة التي تعيش هذا الاضطراب، وهناك أطراف تريد لهذا المشهد أن يستمر، خاصة الأطراف التي تنصلت من التزاماتها تجاه إفريقيا وتريد المساومة، ولا تريد الاستقلالية لهذه البلدان”.
السكوت من علامة الرضى، لكن احسن سياسة للدفاع هي الهجوم على الاقل اعلاميا. وإلا فانتظر الاسوء.
سيالاستاد سمي الاشياء بمسمياتها قل ان العملية من صنع الجزاءر نقطة ارجع للسطر