2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يبدو أن مياه العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وألمانيا تعود إلى مجاريها، بعدما أعلنت الحكومة الألمانية الجديدة موقفها من الوحدة الترابية للمملكة، وبعد ترحيب الأخيرة من خلال وزارة الخارجية، بالموقف الألماني الذي اعتبر أن خطة الحكم الذاتي تشكل “مساهمة مهمة” من المغرب لحل الخلاف حول الصحراء.
وفي هذا الإطار، أورد المحلل السياسي، محمد شقير أن المغرب اختار بعناية توقيت رده على ألمانيا التي طالما رددت أنها لا تفهم سبب أزمته مع المغرب، مضيفا أن الظرفية السياسية الحالية، خصوصا مرور الذكرى الأولى على الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وتصريحات دول الخليج الداعمة للحكم الذاتي وإبداء ألمانيا موقفا واضحا من القضية، هي عوامل ساهمت في طي الرباط لصفحة الخلاف.
وبخصوص ما إذا كان الرد المغربي على ألمانيا مؤشر على نهاية الأزمة الدبلوماسية بين الجانبين، اعتبر المتحدث في تصريح لـ “آشكاين” أن بلاغ وزارة الخارجية المرحب بموقف ألمانيا الجديد تضمن إشارة سياسية مفادها أن الموقف لا يجب أن يكون مجرد أقوال وإنما أن يقترن بأفعال، وهو ما سيؤكد ما إذا كانت نوايا برلين حسنة أو العكس.
واعتبر شقير أن عودة العلاقات بين الجانبين وفق الأرضية التي حددتها وزارة الخارجية، وبالنظر إلى أن ألمانيا من القوى العظمى للاتحاد الأوروبي، مؤشر إيجابي وسيؤثر ويظغط على باقي الشركاء الأوروبيين لإعادة النظر في مواقفهم وتعاملهم مع المغرب.
وأضاف المحلل السياسي أن هذا التطور في العلاقات بين الرباط وبرلين سيؤثر أيضا على الجارة الشمالية إسبانيا، خصوصا ف ظل التوتر القائم منذ أشهر، كما من شأنه أن يضغط عليها بعد مواقفها الاستفزازية.
وكانت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج قد أفادت بأن المملكة المغربية ترحب بالتصريحات الإيجابية والمواقف البناءة التي عبرت عنها، مؤخرا، الحكومة الفدرالية الجديدة لألمانيا.
وأوضح بلاغ للوزارة أن من شأن هذه التصريحات أن تتيح استئناف التعاون الثنائي وعودة عمل التمثيليات الدبلوماسية للبلدين بالرباط وبرلين إلى شكله الطبيعي.
وأشارت الوزارة إلى أن المملكة المغربية تأمل في أن تقترن هذه التصريحات بالأفعال بما يعكس روحا جديدة ويعطي انطلاقة جديدة للعلاقات على أساس الوضوح والاحترام المتبادل.