لماذا وإلى أين ؟

هل ستقبل الجزائر باستضافة القمة العربية بخارطة المغرب كاملة؟..العجلاوي يجيب

تلقت الجزائر خلال هذا الأسبوع ضربات دبلوماسية موجعة بشكل متتالي، ما وضعها في موقف محرج للغاية في ملف الصحراء المغربية، حيث اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية، أن الجزائر طرف رئيسي في النزاع المفتعل.

ولم تهدأ آلام “الضربة الدبلوماسية” الأمريكية الموجهة للجزائر، حتى تلتها ضربة أخرى من الجامعة العربية التي استبقت القمة العربية بنشر خريطة الدول العربية وضمنها خريطة المغرب كاملة قبل أشهر من تنظيمها(القمة) في الجزائر.

كل هذا ضيق على الجزائر خناق المناورة الدبلوماسية في ملف الصحراء، وهو ما يجعل تساؤلات عريضة تطرح حول قبولها بتنظيم القمة العربية المرتقب عقدها فوق ترابها، خاصة أنها من أشد محاربي اعتماد خريطة المغرب كاملة دون بترها عن صحرائه، أم أنها ستعتذر عن تنظيم هذه القمة؟.

وفي هذا السياق، أوضح الأستاذ الباحث بمركز إفريقيا والشرق الأوسط للدراسات، الموساوي العجلاوي، أنه “في الجامعة العربية لا يوجد شيء اسمه “الجمهورية العربية الديموقراطية الصحراوية” وغيرها من تسميات السبعينات، ومن الطبيعي  أن لا تظهر حدود غير الحدود المعترف بها داخل الجامعة العربية، وهذا حتى على مستوى القانون الداخلي لها”.

وأكد العجلاوي، في تصريح لـ”آشكاين”، على أنه “من الناحية السياسية، فإن الدول العربية، باستثناء موريتانيا والجزائر، لا تعترف بهذه الجمهورية، إذ أن هناك 22 دولة عربية، عشرون منها تشكل الأغلبية المطلقة وهي لا تعترف بهذا الكيان”.

وأضاف أن “الأزمة في حد ذاتها أو هذا الصراع الإقليمي لم يعد له ثقل على مستوى الأمم المتحدة فبالأحرى داخل جامعة الدول العربية بشكل عام”.

الخبير في الشؤون الأفريقية – والأستاذ الباحث في مركز أفريقيا والشرق الأوسط للدراسات: الموساوي العجلاوي

وتساءل العجلاوي “عن مرامي نشر الخارطة في هذا التوقيت قُبَيْل القمة المزمع عقدها في مارس المقبل من سنة 2022 بالجزائر، ولماذا أصرت دول الخليج مرة أخرى، وهي لم تَحِدْ أبدا عن موقفها، حتى في عز أزمة دول الخليج سنة 2017، كان البيان الوحيد الذي وقع عليه الإجماع بينها هو الانتصار للمغرب ولوحدته الترابية، وموقف دول  الخليج الآن له وزن كبير في الخارطة الجيو-سياسية العربية “.

وأردف أن “ما نشر في جامعة الدول العربية، وبيانات دول الخليج، وسفر بوريطة مع أخنوش إلى الإمارات، للحضور في معرض دبي 2021، كلها رسائل إلى “الواجهة المتحورة الجديدة للنظام الجزائري” “.

“ومفاد هذه الرسائل”، يسترسل محدثنا: “هل تريد الجزائر أن تعقد هذه القمة من خلال الواقع العربي ومن خلال المرجعيات القانونية والاخلاقية والسياسية العربية؟،  أم أنها تريد فقط أن توظف الحضور العربي في هذه القمة من أجل تمرير قضايا لا علاقة لها بالواقع العربي”.

وشدد على أن من بين هذه القضايا “قضيتان أساسيتان، اولها إيران، خاصة مع وجود إشكال بين إيران ودول الخليج وتوظيف إيران للتشيع العربي، حيث تتواتر الأنباء عن اختراقها لمخيمات تندوف، والأكيد أن هناك اختراقا لموريتانيا منذ 10 سنوات، من خلال مشروع “حُسَيْني” في نواكشوط، وهناك أيضا وثيقة شيعية للنظام الإيراني تتحدث عن اختراق مخيمات تندوف بعد موريتانيا”.

موردا أن “كل هذه الإشكالات لا يمكن أن يقبل بها العرب في ظل السياق الحالي المتسم بالصراع بين إيران والدول العربية، لأن إيران تتدخل في الشؤون العربية من خلال أربعة دول،  وهي الجزائر بدرجة أولى، واليمن عن طريق الحوثيين، والعراق عن طريق التنظيمات الموالية لإيران،  ولبنان عن طريق حزب الله، دون أن ننسى الدور الذي يلعبه النظام السوري في كل هذا”.

واستبعد الخبير في الشؤون الإفريقية، في ظل موازين القوى، ” أن تكون الدول العربية في مستوى من الغباء وتقبل عقد قمة في سياقات ستكون رابحة لصالح ما تطرحه هذه الواجهة الجديدة للنظام الجزائري”.

 

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

1 تعليق
Inline Feedbacks
View all comments
تاشفين
المعلق(ة)
27 ديسمبر 2021 20:25

‏في ديموقراطية العسكر، حيث يستفرد الحاكم العسكري بالسلطة ويحتكر الحياة السياسية الداخلية والخارجية والاقتصادية والثقافية وحتى الرياضية ويصنع الرؤساء والبؤساء ،ويستعدي الجوار ويرفض الحوار ،من الغريب أن يأتيك غريب الأطوار ليحدثك أن لا سيد سوى الشعب.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

1
0
أضف تعليقكx
()
x