2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

إستقبل الملكُ محمّد السّادس، أمس الإثنين 17 يناير الجاري، بالقصر الملكي بالرباط، عددا من السفراء الأجانب، الذين قدموا له أوراق اعتمادهم كسفراء مفوضين فوق العادة لبلدانهم بالمملكة.
وكان ملحوظاً في هذا الإستقبال الملكي للسفراء غيابُ سفيري إسبانيا و فرنسا، وذلك في ظلِّ الوضع المتوتر الذي تشهُده المنطقة، خاصة العلاقات المغربية الإسبانية، علاوة على أن هذا الإستقبال جاء في نفس اليوم الذي دعا فيه العاهل الإسباني المغرب إلى “الصلح وتجـاوز الأزمة”، وهو ما يجعل عدم استقبال السفيرين المذكورين حمّالاً لرسائل سياسية متعدة.
وفي هذا الصدد، يرى المحلل السياسي و الباحث في الشؤون السياسية، محمد شقير، أنه “يمكن ربط غياب سفيري إسبانيا و فرنسا بالتطورات الأخيرة والمُتغيرات التي عرفتها المنطقة، إذ المعروف أن آخرَ خطابٍ للملك المغربي ركّـز على عدة أمور، منها مغربيةُ الصحراء، التي لم تُصبح مَــحَـلَّ أيِّ تفاوُض، وفي نفس الوقت التأكيد على الشركاء للخروج من المنطقة الرمادية”.
وأوضح شقير، في تصريح لـ”آشكاين”، أن “كل هذا تبعته مجموعة من التطورات و التوترات خاصة مع إسبانيا بعد استقبالها لبن بطوش، ونوع من الفتور بين فرنسا والمغرب والتي انْعكست في قضية بيغاسوس”.
وأكد الباحث في الشؤون السياسية نفسه، على أن “عدم استقبال سفيري إسبانيا وفرنسا فيه إشارة بأن المغرب لا زال ينتظر تغيير هاتين الدولتين، خاصة إسبانيا، لموقفها والإستجابة للأرضية الدبلوماسية التي وضعها المغرب من خلال بلاغ وَزارة الخارجية، والتي تقوم (الأرضية) على الشفافية وتبادل المصالح وغيرها من المقومات”.
ولفَت المُتحدث الإنتباه، إلى أن “هذا الحدث يتزامَنُ مع تصريحات العاهل الإسباني الذي أشار، أمس الإثنين، إلى أن إسبانيا مستعدة لإعادة العلاقات الإستراتيجية مع المغرب الذي له دورٌ استراتيجي”.

وأورد شقير أن “هذه التصريحات كلها، تأتي خلافا للموقف الألماني، حيث أغفلت تصريحات العاهل الإسباني الإشارة إلى نقطة أساسية ركّـز عليها المغرب، وهي مُبادرة الحكم الذاتي، إذ أن تصريحات العاهل الإسباني في اجتماعه لم تُشر إلى هذه النقطة، التي تعتبر محورية في سياسة المغرب المُستقبلية وتعاملاته مع كلٍّ من إسبانيا وفرنسا وكل الشركاء”.
وأشار إلى أن “ألمانيا استوعبت الدرس و أكّدت على مسألة الحكم الذاتي، بل الأكثر من هذا فهي دعت العاهل المغربي إلى زيارة ألمانيا، في الوقت الذي مازالت فيه إسبانيا لحد الآن لم تنتقل إلى الخطوة التي يُـركِّز عليها المغرب، المتمثلة في قضيته الوطنية ومبادرة الحكم الذاتي، خاصة في وضعية تتميز بزيارة المبعوث الأممي للمنطقة في إطار جسّ النبض لكل الأطراف”.
وتابع “عدمُ استجابة إسبانيا وفرنسا لهذه المسائل المحورية هو ما يمكن أن يُفسِّر عدم استقبال العاهل المغربي للسفيرين الإسباني و الفرنسي، في الوقت الذي استقبل العديد من السفراء من أوروبا أو إفريقيا أو آسيا”.
وخلُص شقير إلى أن “هذا الوضع لا يتعلق فقط بعدم الإستقبال، بل كذلك بعدم إعادة السفيرة كريمة بنيعيش، إلى مدريد، وكل هذه إشارات على أن المغرب لازال ينتظر من الطرف الإسباني بالخصوص أن يوضح موقفَه وأن يتّخذ خطواتٍ واضحةً تجاه القضية الوطنية الأساسية التي تُعتبر محور سياسة المغرب الخارجيّة”.
الملك استقبل غير السفراء الجدد ماش ڭاع السلك الدپلوماسي !