لماذا وإلى أين ؟

شقير يُعَدّدُ دلالاتِ لقاء بوريطة مع أمين مجلس دول الخليج تزامنا مع تأجيل القمة العربية بالجزائر

التأم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يومه الأربعاء 26 يناير 2022، مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف فلاح الحجرف، في لقاءٍ عبر تقنية الإتصال المرئي، حيث أكد الأخير على موقف “المجلس الثابت في دعم سيادة المغرب على صحرائه و وحدة أراضيه”، واعتبر أن أي “حل لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، لا يمكن أن يتم إلا في إطار سيادة المملكة المغربية ووحدة ترابها.

وجاء هذا اللقاء في فترة متزامنة مع تأجيل القمة العربية التي كان مزمعا تنظيمها في الجزائر مارس المقبل، كما أنه جاء في سياق دولي متوتر خاصة ما تعرضت له دول الخليج من هجوم من طرف الحوثيين على كل من السعودية والإمارات، وهو ما يطرح تساؤلات عريضة عن دلالات هذا اللقاء في  هذا التوقيت بالذات.

وفي هذا الصدد، استبعد الخبير في العلاقات الدولية والباحث في الشؤون السياسية، محمد شقير، أن “يكون هناك رابط متزامن بين اللقاء وتأجيل القمة العربية، إذ أن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية فقط يؤكد ما جاء في اللقاء الأخير لمجلس التعاون الذي أكد على مغربية الصحراء، خاصة بعد تصريحات عاهلَيْ كل من الإمارات والسعودية، والتي تعتبر دعامات أساسية لمجلس التعاون”.

ويرى شقير أن تباحث بوريطة مع المسؤول الخليجي “جاء لإعادة رد العلاقات وتمتينها، خاصة بعد الفتور الذي حصل ما بين السعودية والإمارات مع المغرب، كما يأتي كرد للتحية التي قدمها المغرب في البيان الذي أصدره المغرب حول شجب هجوم الحوثيين على الإمارات والسعودية”.

mohamed chakir
محمد شقير ـــ المحلل السياسي والخبير العسكري

وشدد المتحدث على أن “هذا الأمر يقرب وجهات النظر ويعكس إعادة العلاقات والشراكة الإستراتيجية بين مجلس تعاون دول الخليج والمغرب، وهو ما يعطي هذه الإشارات من أجل تمتين هذه الشراكة”.

ولفت الإنتباه إلى أن “هذه الشراكة أصبحت تدخل في إطار جيو استراتيجي كبير، خاصة بعد الإعتراف الامريكي بمغربية الصحراء ومساهمة المغرب في الإتفاق الإبراهيمي الذي تدخل فيه دول الخليج وإسرائيل”.

وأبرز المتحدث أن “السياق المذكور أكبر من سياق عقد أو عدم عقد القمة العربية، لأن من بين أسباب تأجيل هذه القمة، أن جل الدول العربية استشعرت محاولة النظام الجزائري توظيف هذه القمة في خلاف الثاني مع المغرب”.

وخلص إلى أن “هذه الدول لم ترد الدخول في هذه اللعبة، إضافة إلى أن أهم الدول النافذة داخل الجامعة العربية هي دول الخليج، والتي ضغطت كي يتم تأجيل هذه القمة بعدما  أحست أن المسألة فيها توظيف وخدمة للسياسة المنتهجة من طرف النظام الجزائري الذي استخدم كلا من تونس وموريتانيا وفلسطين لمحاولة محاصرة المغرب في هذا الإطار”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x