لماذا وإلى أين ؟

محللون : حادثة “كنز جبل سرغينة” نابعة عن الجشع والطمع والإيمان بالخرافة

قال  علي الشعباني الأستاذ والباحث في علم الاجتماع، إن الجمع الغفير الذي رافق صاحب الفيديو الشهير الذي وعدهم باستخراج كنز رآه في حلم موجود في جبل سرغينة بإقليم بولمان، هم مواطنون “يسيطر عليهم الجشع والطمع والقراءة السيئة لنوايا الآخرين”.

ويرى ذات الباحث، أن ما أقدم على فعله المواطنون المغاربة بغض النظر عما ادعاه صاحب الفكرة الغريبة بارتباطه مع العلم وما يتحكم فيه العقل، له علاقة مباشرة بسببين رئيسين وهما الجانب الاقتصادي المرتبط بالفقر وغياب فرص الشغل والجانب المتعلق بالإحساس بالتعاسة عند الإنسان المغربي خصوصا البدوي، وكذلك هيمنة الفكر الخرافي الذي لازال يضلل على فكره.”

ويوضح الباحث في تصريح صحفي لـ”آشكاين”، أن الإنسان المغربي “لازال يؤمن بالخرافة والدجل، ويرتبط بالأساطير والقصص القديمة التي تقول بوجود كنوز لازالت مدفونة في الأرض لأقوام مضت في التاريخ، وهو ما يترجم في أفعال بعض العصابات التي تستخدم أساليب إجرامية، كاستقطاب بعض الأطفال “الزوهريين” من أجل ممارسة الشعوذة وإيجاد الكنوز، وهي مرتبطة بصفة عامة في إطار هذه الحركة التي يؤمن فيها المغاربة بخرافة الكنوز “، حسب ذات الباحث في علم الاجتماع.

ويضيف المتحدث ، “أن السبب الثاني أيضا يتمثل في ثقافة الجشع والطمع وغياب الوعي عن الاستقلال الذاتي عن طريق البحث عن العمل والذكاء والاجتهاد، لأن الأمر يرتبط هنا بالمال مباشرة، وبالتالي يبحث عن أساليب سهلة عن طريق وسائل يعتقد أنه ستخرجه من الفقر بسرعة قياسية.”

من جهته يرى المحلل الاجتماعي وأستاذ علم النفس الاجتماعي محسن بن زاكور، في تصريح لـ”ىشكاين” أن “الطامة الكبرى لدى بعض المغاربة يعتبرون أن “الحلم” مصدر معرفة واعتقاد، ويؤمنون بالكنز، والحالة التي أمامنا سببها الرئيسي هي: الحاجة بالدرجة الأولى ، وإذا اجتمعت هذه الأسباب ينجح الفكر الخرافي، بالإضافة إلى ما يسمى بـ “تشوافت “و”السماوي ” و” الرقية الشرعية” و” صرع الجن”، حسب بنزاكور.

كما لخص الباحث المسألة، في كون هذه الفروع بأكملها تعكس الفكر الذي يؤمن به المغاربة بنسبة كبيرة جدا بالرغم من كوننا نعيش في القرن الوحد والعشرين، وفي ظل غياب للفكر العقلاني النقدي، والفكر العلمي، نجد مثل هذه الحوادث التي تبين على أن المجتمع المغربي ما زال يعاني من الفكر الخرافي، الذي يتكون بسبب العناصر التي ذكرناها سابقا “. يقول الباحث .

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x