2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أسالت الصحافة الإسبانية الكثير من المداد حول تعرض هواتف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز و وزيرة الدفاع، مارغاريتا روبلس، لعمليات تنصت “خارجية” و”مخالفة للقانون” بواسطة برمجية بيغاسوس الإسرائيلية، وفق ما أعلنت عنه الحكومة الإثنين الماضي.
ويشكل إثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت الذي تشهد فيه العلاقات المغربية الإسبانية إعادة نسج جسر العلاقات الدبلوماسية بينهما على أسس متينة، (يشكل) تساؤلات عديدة عن خلفيات تناول الموضوع و محاولة إقحام المغرب فيها، وما إن كان هذا الأمر سينسف علاقات البلدين.
وفي هذا السياق، اعتبر الخبير في العلاقات الدولية والشؤون الأمنية وتسوية النزاعات، عصام لعروسي، أن “إثارة موضوع التجسس على رئيس الحكومة الإسبانية بواسطة برنامج بيغاسوس وإقحام المغرب في الموضوع، من خلال إنجاز تقارير مخابراتية في هذا التوقيت بالذات، يفيد معنى وحيدا”.

وأضاف لعروسي، في تصريحه لـ”آشكاين” أن “المعنى هو أن المغرب نجح في حشد تقاطبات إقليمية جيدة، خاصة بعد التقارب الإسباني المغربي وانتهاء الأزمة الدبلوماسية بين البلدين، وبداية مرحلة جديدة مع إسبانيا شعارها الشراكة والتعاون وإنهاء حالة الخلاف مع التركيز على مبادرة الحكم الذاتي، والتي أصبحت إسبانيا تعتبرها آلية جيدة لحل قضية الصحراء المغربية”.
ويرى لعروسي أن “هناك أطرافا إقليمية، وعلى رأسها الجزائر، تريد التشويش على هذا المسار التعاوني الجيد، والذي يعتبر إيجابيا على المستوى الإقتصادي، خاصة فيما يتعلق بموضوع الغاز واستغلال الغاز المغاربي مع إسبانيا”.
واعتبر أن “هذا الأمر أثار حفيظة الجزائر، وبالتالي فرد الفعل على هذا التقارب السياسي الإقتصادي الدبلوماسي هو إثارة البلبلة والقلاقل أو القيام بلعبة التقارير والإستخبارات، والجانب الاستخباراتي يحاول تدمير هذه العلاقة والتشويش عليها”.
وشدد محدثنا على أن “فرضية التشويش أو تدمير العلاقة بين الجانبين مستبعدة، خاصة أن الطرف الإسباني أصبح يعلم جيدا أن العلاقة مع المغرب تاريخية مؤكدة بمجموعة من المعطيات اليقينية على أساس دراسة جيدة للوضع الجيوسياسي للمنطقة”.
وأشار إلى أن “إسبانيا أصبحت لديها قناعة بأن المغرب شريك لا محيد عنه، وبالتالي فكل هذه التقارير لن تلتفت إليها إسبانيا ولن تلقي لها بالاً، طالما أن ما يشغلها الآن هو تثبيت هذه المصالح الحيوية مع المغرب”.
وخلص إلى أن “توريط المغرب فيما يتعلق بالتجسس من خلال نظام بيغاسوس الإسرائيلي بمثابة ذرّ الرماد في الأعين، ومحاولة للتشويش على علاقة البلدين، لكن هذه التقارير لا يمكن أن تنسف هذه العلاقة أو تنال منها أو تنقص من قيمتها المؤكدة والمدعومة بحقائق التاريخ والجغرافية والتقارب على أساس تبادل المنافع المصالح”.